Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس الموساد زار الإمارات لبحث آفاق التعاون الأمني

دور كبير ليوسي كوهين في التوصل إلى الاتفاق بين الدولتين

رئيس جهاز الموساد يوسي كوهن (أ ف ب)

أجرى رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين زيارة إلى الإمارات الثلاثاء 18 أغسطس (آب) الحالي، حيث التقى مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان وناقش معه "آفاق التعاون في المجالات الأمنية"، بعد أقل من أسبوع على الإعلان عن اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين.
وهذه أول زيارة معلَنة لمسؤول إسرائيلي إلى الدولة الخليجية منذ كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الاتفاق الخميس الماضي (13 أغسطس)، علماً أنه سيجري التوقيع على بنوده في البيت الأبيض خلال ثلاثة أسابيع.
وأصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تطبّع العلاقات مع تل أبيب، في اتفاق تاريخي يثير احتمال إبرام اتفاقات مماثلة مع دول عربية أخرى.

معاهدة السلام

وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام" أن المسؤولَيْن ناقشا "آفاق التعاون في المجالات الأمنية" وتطرّقا كذلك "إلى سبل دعم معاهدة السلام بين الدولتين، التي بموجبها تم وقف ضمّ أراضٍ في الضفة الغربية".
كما تبادلا "وجهات النظر بشأن التطوّرات الإقليمية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما فيها الجهود التي يبذلها البلدان لاحتواء" فيروس كورونا المستجدّ، إضافةً إلى "فتح آفاق جديدة من التعاون بينهما في مختلف المجالات".
ولعب كوهين دوراً أساسياً في التوصّل إلى هذا الاتفاق الذي وُلِد بعد سنوات من التقارب من بوّابَتَيْ الرياضة والثقافة وغيرهما.
وأشاد الشيخ طحنون خلال اللقاء الثلاثاء، "بالجهود المبذولة من السيد يوسي كوهين التي أسهمت في نجاح التوصّل إلى معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل".
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتّصل بكوهين الخميس الماضي "وشكره على مساعدة الموساد في تطوير العلاقات مع دول الخليج على مرّ السنين، التي أسهمت في تحقيق معاهدة السلام"، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وأوضح دوري غولد، المستشار السياسي السابق لنتنياهو والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة والمدير العام السابق لوزارة الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية "تقليدياً، الموساد مسؤول عن الاتصالات مع الدول التي ليست لديها علاقات رسمية مع تل أبيب". وأضاف "وَرِث يوسي كوهين هذا الملف. نتنياهو يثق به ويقدّره كثيراً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تداعيات ومواقف

ورحّبت عمان والبحرين باتفاق التطبيع الإسرائيلي-الإماراتي باعتباره قراراً "يدفع بآفاق السلام" في الشرق الأوسط إلى الأمام، في حين التزمت الرياض والكويت والدوحة الصمت، بينما هاجمت الرئاسة الفلسطينية الاتفاق واصفةً إيّاه بـ"الخيانة".
أمّا إيران، فندّدت به واعتبرته "حماقة استراتيجية"، علماً أن دول الخليج عادةً ما تتّهم طهران بالتدخل في شؤونها وبزعزعة استقرار المنطقة.
ودافع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الاثنين، عن الاتفاق، قائلاً إن "خطوة بلاده الجريئة حرّكت مياهاً ساكنة آسنة، فتغيير المشهد ضروري لتجاوز مصطلحات مؤلمة في ماضي عالمنا العربي كالنكبة والنكسة والحروب الأهلية". وأضاف أن "المعاهدة تأتي في سياق مبادرات للسلام وستحمل في ثناياها تحوّلاً استراتيجياً إيجابياً للعرب".
وبعيد الإعلان عن الاتفاق، شدّد نتنياهو على أن الخطوة لا تعني أن إسرائيل ستتخلّى عن خططها لضمّ غور الأردن والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في المستقبل.
وستوقّع أبو ظبي وتل أبيب على مجموعة من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والتجارية في الأسابيع المقبلة.
وأوضح نتنياهو الاثنين أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط البلدين.
وفي مقابلة مع قناة "سكاي نيوز العربية" ومقرها أبو ظبي،  قال نتنياهو مساء الاثنين (17 أغسطس)، في أول إطلالة له على شاشة تبثّ من الإمارات "هذه لحظة عظيمة... نحن نصنع التاريخ"، مردفاً "هذا تعاون لمزيج من الإمكانيات اللامحدودة".
وإلى جانب التبعات الدبلوماسية، يحمل الاتفاق في طيّاته منافع اقتصادية. فالإمارات الغنية بالنفط وذات الطموحات الكبيرة في الفضاء والتكنولوجيا، باتت قادرة على القيام بأعمال تجارية علنية مع إسرائيل التي ستتمكّن من دخول إمارتَيْ دبي وأبو ظبي اللتين تستقطبان المواهب والاستثمارات في قطاعات عدّة.
ووقّعت شركتان إماراتية وإسرائيلية الأحد (16 أغسطس) في أبو ظبي عقداً لتطوير أبحاث ودراسات خاصة بفيروس كورونا المستجدّ، في أول خطوة من نوعها منذ إعلان الاتفاق على تطبيع العلاقات.
كما تحدّثت شركتان من القطاع الخاص الإماراتي وشركتان إسرائيليتان في يونيو (حزيران) الماضي، عن "إطلاق مشاريع مشتركة عدّة في المجال الطبي ومكافحة فيروس كوفيد-19"، بحسب ما أفادت "وام".

المزيد من الشرق الأوسط