أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط تل أبيب بالإمارات، وتحديداً بدبي وأبو ظبي.
وقال نتنياهو في ختام جولة في مطار بن غوريون الدولي "أزفُّ لكم بُشرى أننا نعمل حالياً على السماح برحلات جوية مباشرةً ستربط تل أبيب بدبي، وأبو ظبي"، مضيفاً "إنها رحلة جوية قصيرة للغاية؛ كونها لا تستغرق سوى نحو ثلاث ساعات، لكنها ستُغيِّر وجه الطيران والاقتصاد الإسرائيلي من خلال إضافة حجم هائل من النشاط السياحي في كلا الاتجاهين، وحجم هائل من الاستثمارات التي لم نشهد مثلها"، مؤكِّداً أن "مواطني الإمارات معنيون جدّاً بالقيام باستثمارات ضخمة في إسرائيل في مجال التكنولوجيا، ما سيحقِّق فائدةً كبيرةً جدّاً للمستهلك الإسرائيلي، ويُعَدُّ ببساطة عاملاً محفزاً للاقتصاد الإسرائيلي سيُفيد أي مواطن".
الاستيراد من المناطق الحرة في الإمارات
أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن "دبي تملك أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، والآن ستخضع هذه البضائع لاتفاقية السلام الإسرائيلية، وبأسعار أقل لإسرائيل"، موضحاً أن "هذا الاتفاق بمثابة دعم كبير للاقتصاد الإسرائيلي وقُدرات وإمكانيات المواطنين في إسرائيل، وهي القُدرات والإمكانيات التي لم توجد في البلاد حتى الآن".
وأجرى نتنياهو جولةً في المطار تفقَّد خلالها "الترتيبات الأمنية والصحية"، تمهيداً لمُعاودة تسيير رحلات جوية بعدما أغلقت إسرائيل مجالها الجوي في شكل شبه تام في مارس (آذار) الماضي، على خلفية وباء فيروس كورونا المستجد.
وفي دبي، قال متحدث باسم الخطوط الجوية الإماراتية، لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، إن "تشغيل أي مسار يتطلَّب حقوق النقل الجوي والموافقات الحكومية". وأضاف "بمجرَّد أن يتم تفعيله سيقوم طيران الإمارات بمراجعة الطلب في السوق ومجموعة من العوامل التشغيلية قبل اتخاذ أي قرار لبدء خدمات الطيران بالوجهات الجديدة"، مشدداً على أنه "ليس لدينا أي شيء نُعلن عنه في هذا الوقت".
كان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قد أجرى، الأحد، ونظيره الإسرائيلي، غابي أشكينازي، اتصالاً هاتفياً لتدشين خطوط الاتصال الهاتفية بين الدولتين بعد الاتفاق على تطبيع العلاقات.
دعوة لولي عهد أبو ظبي
من جهته، وجَّه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الاثنين، دعوةً لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لزيارة إسرائيل، وذلك بعد أيام من إعلان التطبيع بين البلدين.
وقال ريفلين في رسالة باللغة العربية وجَّهها إلى محمد بن زايد "باسمي وباسم الشعب في إسرائيل أستهلُّ الفرصة لأُوجِّه لفخامتكم الدعوة لزيارة إسرائيل وأورشليم القدس، والحُلول ضيفاً مُعزَّزاً مُكرَّماً لدينا".
وكتب ريفلين في الرسالة التي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها "في هذه الأيام المصيرية تُختبر الزعامة في شجاعتها وقدرتها على الريادة والرؤية بعيدة المدى". وأكَّد "أن الاتفاق المُتبلور بين دولتينا بواسطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والإدارة الأميركية الحكيمة الذي سيُوقَّع قريباً إن شاء الله بقيادتكم وزعامتكم وبتنسيق كامل ومُتبادل (...) يُشكِّل حجرَ أساسٍ استراتيجياً باتجاه مسارات جديدة في منطقتنا".
واتفاق تطبيع العلاقات الذي أعلنه ترمب، الخميس الماضي، هو الثالث من نوعه الذي تُبرمه إسرائيل مع دولة عربية، ويُعزِّز احتمال التوصُّل إلى اتفاقات مُشابهة مع دول خليجية أخرى. وأكَّد ترمب أن الإمارات وإسرائيل ستُوقِّعان الاتفاق في البيت الأبيض في غضون نحو ثلاثة أسابيع.
القرار الإماراتي "سيادي وليس مُوجَّهاً لإيران"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك، أكَّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الاثنين، أن الاتفاق الذي توصَّلت إليه الإمارات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل "قرار سيادي، وليس مُوجَّهاً إلى إيران".
وقال قرقاش عبر "تويتر": "معاهدة السلام الإماراتية - الإسرائيلية قرار سيادي ليس موجهاً إلى إيران، نقولها ونكررها، ولا نقبل التدخل في قراراتنا، كما نرفض التهديد والوعيد، سواء أكان مبعثه التنمُّر أم القلق".
وفي وقت سابق، الأحد، استدعت الإمارات القائم بالأعمال الإيراني في أبو ظبي وسلَّمته "مذكرة احتجاج شديدة اللهجة"، ردّاً على كلمة ألقاها الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووصفتها الخارجية الإماراتية بـ"غير المقبولة".
وقال روحاني في خطابه، السبت، إن الإمارات ارتكبت "خطأً كبيراً" في اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، واصفاً ذلك بأنه "خيانة للمسلمين وللشعب الفلسطيني وللقدس".
ويُنظر إلى الاتفاق الذي توسَّطت الولايات المتحدة في التوصُّل إليه على أنه تعزيز للمعارضة الإقليمية لإيران التي تعتبرها دول الخليج العربية وإسرائيل والولايات المتحدة التهديد الأساسي في الشرق الأوسط الذي يَمُوجُ بالصراعات.
واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الأحد، تهديدات الرئيس الإيراني ومسؤولين إيرانيين للإمارات بعد اتفاقها مع إسرائيل.
عُمان تدعم "تحقيق سلام شامل وعادل ودائم"
في إطار الردود الدولية على الاتفاق، قالت وزارة الخارجية العمانية في بيان، الاثنين، إن وزير الدولة للشؤون الخارجية يوسف بن علوي تلقَّى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي، تطرَّقا خلاله إلى "التطورات الأخيرة في المنطقة"، مؤكِّداً موقف عُمان "الثابت والداعم لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى "ضرورة استئناف مفاوضات عملية السلام وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يتوافق في الوقت نفسه مع الموقف العربي".
وأعربت مسقط، الجمعة، عن تأييدها قرار الإمارات في شأن العلاقات مع إسرائيل.
وقال البيان إن ابن علوي تلقى أيضاً اتصالاً هاتفيّاً من الأمين العام للجنة المركزية في حركة فتح الفلسطينية جبريل الرجوب، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت الوزارة إن الرجوب "أعرب عن تقديره واطمئنانه لدور السلطنة وسياستها المتوازنة والحكيمة إزاء القضايا العربية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية".
وكان وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين قد توقَّع، الأحد، أن تحذو البحرين وعُمان حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.