Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ديمة بياعة: الحظ يحالف الممثلات اللبنانيات أكثر من السوريات

فازت بجائزة سويدية وتعتبر نفسها من الطبقة الوسطى وتوترات التصوير تنتقل الى داخل البيت

الممثلة السورية ديمة بياعة (اندبندنت عربية)

لم تحسم ديمة بياعة موقفها من أي مشروع عرضته عليها شركات الإنتاج، ولم توقع رسمياً مع أي منها، ولكنها في المقابل، تحضر لمشاريع خاصة، من بينها فكرة مسلسل جديد، وبرنامج تلفزيوني يحتاج إلى سفر، وهي ربما تصور في السويد الجزء الثالث من برنامج الواقع "رحلة ديمة العجبية" مع زوجها أحمد الحلو في السويد.

بياعة التي لا تبدو مستعجلة على أي أعمال فنية جديدة، توضح: "حالياً، الأولوية عندي هي للأولاد وسلامتهم، ومع أنني تلقيت عروضاً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من داخل سوريا وخارجها، لكني اعتذرت عنها بسبب ظروفي العائلية. ولو أنني قبلت بها، وابتعدت عن العائلة والبيت بسبب السفر والحجر في بلد آخر، لكنت أصبت بالجنون. وبالنسبة إلى الفترة المقبلة، فإن التحضيرات قائمة، ولكنها معلّقة حتى إشعار آخر، بسبب أزمة كورونا، ولا أحد يمكن أن يعرف ماذا يمكن أن يحصل، ليس من أجل سلامتنا فحسب، بل من أجل سلامة الناس أيضاً نتيجة الاختلاط بهم، خصوصاً أنني أم لولدين صغيرين، ووالدي رجل كبير في السن. وبرأيي كل الأعمال يمكن تأجيلها أما الصحة فلا".

مرض ورد

وعما إذا كانت تقصد بالظروف العائلية، انشغالها بمرض ابنها الكبير ورد، أوضحت بياعة: "هو حالياً في وضع أفضل، ولأني أنا من يقوم بحقنه بالإبرة مرة كل أسبوعين، فيجب أن أكون إلى جانبه. "الكرون" ليس مرضاً معدياً، ولكن الإنسان لا يشفى منه نهائياً، مع أن الشفاء من رب العالمين. هذا المرض لا علاج له، ولكن الدواء يخفف من حدّته. خلال الفترة الماضية، كان الالتهاب كبيراً جداً، لذلك أُجبِرنا على علاجه بالحقن، وعندما علمت بمرضه، بحثت عن معلومات عنه، واكتشفت أن كثيراً من الناس مصابون به، لكن لم يُسلَّط الضوء عليهم. "الكرون" مرض قديم، التفت إليه الناس في السنوات الأخيرة، وهو كان يصيب من تجاوزوا الـ 23 سنة، واليوم أصبح يصيب الأطفال. هو لا يؤثر في حياتهم، لكنه يعرقلها، لأن المصاب به يجب أن يخضع لنمط حياة صحي معين، وأن يتناول الخضراوات والمأكولات النباتية، ويمتنع عن تناول اللحوم بكثرة، وعن التدخين وشرب الكحول لأنهما يزيدان من حدته".

في المقابل، تنفي بياعة أن تكون ظروفها العائلية وقفت عائقاً في مسيرتها الفنية، وتضيف: "أنا أعطي الأولوية لعائلتي، لأنني أعتبر أن العمل يمكن أن ينتظر العمر كله. وجود عدد كبير من الفضائيات التي تكرر عرض مسلسلات العصر الجميل عبر شاشاتها، نعمة من الله، لأنها تجعلني في الذاكرة دائماً، كما "السوشيال ميديا"، تسهم أيضاً بتواجدي، سواء شاركت في عمل رمضاني أم لا. يمكن للفنان أن يبتكر طرقاً جديدة للتواجد، ربما عبر "يوتيوب"، أو عبر "إنستغرام" أو سواهما. أنا أحب أولادي كثيراً، ولو مضى العمر من دون أن أكبر معهم، أشعر بأنه فاتني الكثير، لذا أنا معهم في كل لحظة وأرافقهم في تحركاتهم كافة، وهذا الأمر يسعدني لأنني أكون إلى جانبهم عند حصول أي طارئ عائلي. لكن هناك  فنانين يعطون الأولوية لفنهم، ويفضلونه على عائلاتهم"، وتتابع بياعة "منذ بداياتي الفنية والأولوية لعائلتي، وخلال حملي كنت أتوقف عن العمل، لأنني كنت أفكر بأن النعمة التي أعطاني الله إياها، تكبر في بطني، ويجب أن أعيش كل لحظة فيها. هذا الشعور عشته مع ورد وفهد، يعيداً عن ضغوط العمل التي تسبب لنا "التعصيب"، خصوصاً أن عملنا يعرضنا لذلك، وننقله معنا إلى البيت. لذا، أنا أقول أعان الله من يجد نفسه مضطراً للعمل في مهنتنا، لأنه سينقل "تعصيبه" إلى بيته، وأنا لست مجبرة لأن أكون مثلهم. مادياً، أنا مكتفية، ولست من الأثرياء بل من الطبقة الوسطى، كما أنني من النوع الذي يصرف ما في الجيب ليأتيه ما في الغيب. صحيح أن الحياة تفاجئ أحياناً، ولكنني أعتبر بأننا لا يمكن أن نتعلم أبداً إذا لم تفاجئنا الحياة، وهي فاجأتني بأشياء جميلة وأنا أقول دائماً، الحمد لله على كل شيء. الله لا بد وأن يأخذ من الإسان عندما يعطيه لكي يتعلم ويقوى ويستمر".

عمل واحد سنوياً

من يدخل عالم الفن تكون لديه مخططات وأحلام، فهل تحققت أحلامها كما رسمت لها؟ تجيب: "كل ما مررت به في حياتي كان من اختياري، ولم أُرغَم على أي شيء. وعندما قررت الابتعاد وعدم العمل والبقاء مع عائلتي فعلت ذلك بقرار شخصي، ولا أندم أبداً على أي شيء قمت به، وعلى الرغم من ذلك، شاركت في أعمال لا تزال مطبوعة في الذاكرة، مع أهم المخرجين والنجوم، وهذه نعمة وكنت وقتها في عمر صغير جداً. حتى قبل أن أصبح أماً، كنت أكتفي بعمل واحد سنوياً، لأنني كنت ضد فكرة تواجد الفنان في أكثر من عمل في السنة".

بياعة تؤكد أنها نالت حقها "وزيادة" على شيء لم تفعله، وتضيف بأن اسمها يصبح "ترند" مهما فعلت، وعما إذا كان كلامها يعني أن الفنان في هذه الأيام يكتسب نجوميته من حياته وليس من حياته الخاصة توضح: "بل من فنه طبعاً. ولكن إذا غيّرت لون شعري أصبح حديث الصحافة، ومواقع التواصل الاجتماعي. أنا صورت برنامجاً في السويد مع زوجي ونلنا عنه جائزة، وكثيرون يحلمون بالوصول إلى السويد والفوز بجائزة مماثلة، لأنها تعادل الأوسكار في الدول الإسكندنافية، وأنا كنت أول فنانة عربية تفوز بها. يمكن للفنان أن ينتشر عبر مجالات مختلفة، ومع أنني لا أتواجد كثيراً عبر "السوشيال ميديا"، بل أختار بدقة ما أنشره، وربما أنشر بوستاً واحداً كل 4 أشهر، لكنه يتم تداوله بكثافة، ويتحول إلى ترند، كما أن أي برنامج أتواجد فيه يحقق أعلى نسبة مشاهدة".

نجمات سوريات

من ناحية أخرى، لا ترى بياعة أن الدراما المشتركة ظلمت النجمات السوريات، وتتابع: "عندما تُنتج أي شركة مهما كانت جنسيتها، لبنانية أو خليجية، عملاً مخرجه سوري، وبطلته لبنانية وبطله سوري، لا يمكن أن أحاسبها عندما تختار خلطة مماثلة، وأن أقول لها لماذا لا تختارين ممثلة سورية. يوجد في لبنان كثير من الممثلين الذين يشهد لهم بالكفاءة والجدارة، وربما بعض منهم لم ينالوا حقهم كما الممثلين السوريين. يجب أن نشجع الأعمال اللبنانية السورية المشتركة، كأن يُنتج عمل بطله سوري، وبطلته لبنانية، وآخر بطلته سورية، وبطله لبناني. باسم مغنية ويوسف الخال وطوني عيسى وبيار داغر، ممثلون جيدون جداً، ويوجد غيرهم كثير، ويجب إنصافهم. ولقد سبق أن شاركت معهم في أعمال عدة، كما أنني شاركت في أول عمل لبناني مشترك".

وعن سبب عدم اعتماد تركيبة معاكسة (بطل لبناني وبطلة سورية) في الأعمال المشتركة، أجابت: "لا أعرف، ولكنني أحترم كل الممثلات اللبنانيات. مثلاً دانييلا رحمة "طيّرت عقلي" في مسلسل "أولاد آدم". أعتقد أن تقديم عمل مشترك بطلاته ممثلات لبنانيات وسوريات، يقدم فكرة جديدة للمشاهد، ولا بد أن تكون نتيجته إيجابية جداً. أنا مع الأعمال المشتركة، لأن بيئتنا الاجتماعية واحدة، ولا يمكن الفصل بين المجتمعات العربية، بسبب التداخل بينها، في لبنان مثلاً، يعيش السوريون والمصريون والفلسطينيون، ولم يعد هناك وجود لمجتمع يضم أولاد البلد فقط، بسبب تزاوج المجتمعات العربية من بعضها. أنا أحترم شركات الإنتاج اللبنانية، وهي تفعل اليوم ما فعلته شركات الإنتاج السورية في الماضي، من بينها مسلسل "الفصول الأربعة" الذي شاركت فيه مع مجموعة من الممثلين السوريين واللبنانيين، ونحن لم نشعر بالاستياء أبداً من هذا الأمر".

المزيد من فنون