منذ أيام قليلة بدأ الادعاء السويسري اتخاذ إجراءات قانونية ضدّ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، وذلك على خلفية عقد اجتماع سرّي بين رئيس الفيفا والمدعي العام السويسري مايكل لوبر.
في هذا السياق، وعلى إثر ذلك عرض لوبر استقالته من منصبه الأسبوع الماضي، بعد أن رأت المحكمة أنه تستّر على حقيقة انعقاد الاجتماع وكذبه على مراقبين يحققون في مزاعم فساد في أروقة الفيفا.
أما بخصوص تلك الاتهامات، فسبق أن نفى لوبر وإنفانتينو ارتكاب أي مخالفات، وصدر حينها بيان عن فيفا جاء فيه أن "إنفانتينو وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد الدولي مستعدون للتعاون بالكامل مع التحقيق".
السؤال الأهم ماذا فعل إنفانتينو ليخرج من هذا المأزق خصوصاً أنه مقبل على انتخابات الاتحاد الدولي؟
في هذا الإطار خاطب السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، رؤساء الاتحادات الأعضاء، مؤكدا استعداده للتعاون دون تحفظات مع القضاء، على خلفية التحقيقات الجنائية التي بدأها المدعي الفيدرالي الاستثنائي ستيفان كيلر في سويسرا.
وفي معرض دفاعه عن نفسه نفى إنفانتينو بشدة ارتكاب أي خطأ، لكنه أكد: "ينبغي علينا أيضاً أن نعترف بأن هذا التطور قد تسبب بالفعل في ضرر كبير لفيفا كمنظمة ولي بصفتي رئيسه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعرب إنفانتينو، في الخطاب، عن رغبته في أن يشرح بطريقة واضحة ودقيقة الوضع الذي دفع المدعي الفيدرالي الاستثنائي لسويسرا، الخميس الماضي، إلى الشروع في إجراءات جنائية، فيما يتعلق ببعض اللقاءات التي جمعته، بصفته رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالمدعي العام لسويسرا مايكل لوبر.
وخلال حديثه للأعضاء حاول إنفانتيني التذكير بالماضي قائلاً "كما تعلمون، في الوقت الذي انتخبت فيه رئيساً للفيفا عام 2016، بفضلكم جميعاً، كانت منظمتنا، وهي منظمتكم أيضاً، في وضع مؤسف".
مضيفاً أنه "في ذلك الوقت، كان فيفا منخرطاً كطرف متأذ في أكثر من 20 دعوى قضائية في سويسرا وحدها، وكان معرضاً لخطر إعلانه منظمة إجرامية من قبل سلطات الولايات المتحدة".
وتابع في ذات الشأن أنه "في ظل تلك الظروف، كانت إحدى أولوياتي القصوى، والمسؤوليات الائتمانية والالتزامات الأخلاقية تجاهكم، بموجب الثقة التي وضعتموها بي لتحقيق هذه المهمة، هي استعادة ثقة الجمهور في مؤسستنا في أسرع وقت ممكن".
وفي هذا الصدد شدد على أنه يجب أن توضع تلك الاجتماعات التي عقدها مع المدعي العام السويسري السابق في سياقها، مبرزاً أن "هذه الاجتماعات لم تكن سرية وليست غير قانونية بأي حال من الأحوال".
وأردف: "على وجه الخصوص، حضرت هذه الاجتماعات مع أعلى سلطة قانونية في البلاد لتقديم دعمنا ومساعدتنا فيما يتعلق بالتحقيقات الجارية، حيث إن فيفا طرف مهتم ومتضرر من هذه التحقيقات".
وأشار إنفانتينو إلى أنه "لو كان هناك أدنى شك بارتكاب جريمة، فإن المدعي العام كان سيتدخل على الفور لمنعها، كما تمليه عليه واجباته المهنية والقانونية".
وأبرز رئيس المؤسسة الكروية الدولية: "ما زلنا واثقين ومصممين على ضمان أن أولئك الذين ارتكبوا أعمالاً إجرامية على حساب الفيفا، سينتهي بهم الأمر إلى دفع ثمن أفعالهم".
وفيما يتعلق بالتحقيق الذي فتحه المدعي العام الاستثنائي لسويسرا، علق إنفانتينو بأن أساسه يكمن في بعض "الشكاوى مجهولة المصدر" المرفوعة ضده.
وبخصوص هذا الأمر قال "لا نعرف مضمون هذه الشكاوى، لذلك من الممكن فقط التكهن بمن قدمها ولماذا. آمل أن يُتعرف على هذه البيانات ذات يوم".
ومع ذلك أكد إنفانتينو أنه لا يزال "تحت تصرف السلطات السويسرية للرد على أي أسئلة قد تكون لديها".
البعض يتنبأ بأن الأيام المقبلة ستشهد تطوراً في هذه الأزمة التي قد تعصف بطموحات وأحلام البعض داخل مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم.