Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حراك الجزائر احتفالي في مسيرته الخامسة… كأن البلاد تأهلت إلى كأس العالم مجدداً

نزل المتظاهرون في ساعات الصباح الباكرة إلى الشوارع والساحات للدفاع عن مسيراتهم السلمية من كل مناورة أو اختراق من رجالات السلطة

سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار لم يمنعا الملايين من الجزائريين من الخروج إلى الشارع في مختلف مناطق البلاد (رويترز)

أضفى الجزائريون على الجمعة الخامسة من مسيراتهم المليونية أجواءً إحتفالية، لكنهم حافظوا على مطالبهم السياسية الداعية إلى تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (82 عاماً) ورجالات النظام في أقرب وقت.

سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار لم يمنعا الملايين من الخروج إلى الشارع في مختلف مناطق البلاد، بل أثبتوا أن لا شيء سيوقفهم عن استكمال مسيرة التغيير، التي ختمت شهرها الأول.

في العاصمة الجزائرية، نزل المتظاهرون في ساعات الصباح الباكرة، من يوم الجمعة 22 مارس (آذار)، إلى الشوارع والساحات للدفاع عن مسيراتهم السلمية من كل مناورة أو اختراق من رجالات السلطة. وكانت أبرز الشعارات المرفوعة محاكمة شعبية لرؤساء أحزاب أعلنوا مساندتهم للحراك.

توبتكم مشكوك فيها

نال أحمد أويحيى، رئيس الوزراء السابق ورئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ومعاذ بوشارب، رئيس مجلس النواب ومنسق قيادة حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، حصة الأسد من الشتائم والانتقادات من المحتجين، الذين أكدوا أنهم لا يثقون بمن يدعون أنهم يساندون الحراك الشعبي، بعدما رشحوا بوتفليقة إلى ولاية رئاسية خامسة.

من بين أبرز الشعارات التي نبذت الحزبين، ووصفت تضامنهما مع الحراك بالتوبة المتأخرة، شعار "الأفلان... ديقاج" و"قلناهم تروحو قاع... جاو قاع"، وشعار "توبتكم مشكوك فيها" و شعار "أكثر حزبين كرهاً في الجزائر الأفلان والأرندي... تتنحاو قاع" (سترحلون جميعاً).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قال أحد المتظاهرين إن أحزاب الموالاة استشعرت قرب تنحي الرئيس بوتفليقة، وهي تناور من أجل التموضع في المرحلة المقبلة، لكن المحتجين فطنوا إلى أساليبها الماكرة، وفق تعبيره.

كما رُفعت شعارات ضد رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري نائب رئيس الوزراء، الذي قاد جولة إلى عواصم بعض الدول على غرار موسكو وبرلين وروما، وهو ما اعتبره جزائريون محاولة للاستقواء بالخارج وكسر الحراك الشعبي. وقال أحدهم  "من العيب والعار أن تلجأ السلطة إلى الأجانب لمناقشة قضية داخلية محضة، تتمحور حول مطالب سياسية تم التعبير عنها بطريقة سلمية وحضارية غير معهودة إلى درجة أبهرت دول العالم كافة".

وفي صورة لرفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية، أقدم بعض الجزائريين على طرد طاقم تلفزيون "TF1" الفرنسي الحكومي، للتعبير عن امتعاضهم من التصريحات المتتالية للمسؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي عبّر عن دعمه خريطة طريق بوتفليقة بالاستمرار في الحكم فترة انتقالية وتنظيم ندوة وطنية.

أجواء احتفالية

شبّه عدد كبير من المتظاهرين، في الجزائر العاصمة، مسيرة 22 مارس بالأجواء الاحتفالية، التي عاشتها الجزائر في العام 2010، عقب تأهلها إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا. ففي شارع ديدوش مراد، نصب شباب مكبرات صوت عملاقة لتشغيل أغان وأناشيد وطنية، حمّست المتظاهرين على البقاء في الشارع تحت المطر وبرودة الطقس.

وعكست السلوكيات الحضارية سلمية المتظاهرين، وبرزت صورها في تطوع بعض المواطنين في العديد من شوارع العاصمة لتنظيم حركة المرور، من خلال توجيه حركة الحشود الكثيفة والسماح للسيارات بالمرور بينها، وتنظيف الشوارع.

وزينت طاولات باعة الرايات الوطنية المتجولين المسيرة المليونية. إذ تهافت عليها المواطنون بشكل كبير، بينما وضعت بعض العائلات موائد طعام قرب البيوت، وترك باعة المأكولات الخفيفة محالّهم مفتوحة أمام المواطنين. وشُوهدت نسوة وسط العاصمة يوزعن الحلوى وأطباق الكسكسي الشهيرة في الجزائر على المتظاهرين.

وحتى الساعة، يترقب الشارع رد فعل بوتفليقة على رفض الشارع خريطة الطريق التي طرحها، وسط أنباء عن إمكان مغادرته منصبه مع نهاية ولايته الرابعة في 28 أبريل (نيسان) المقبل.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي