مفهوم الحب من النظرة الأولى قد يكون مبتذلاً، ولكنه وقع فعلاً بين جيما ودانيال لانغلي، وهما التقيا بعد يوم من ولادة كل منهما، وبعدها بثلاثين عاماً تزوجا وهما ينتظران مولودهما الأول. وهذان الزوجان مقيمان في ملبورن، وتعرفا على بعضهما بعضاً يوم كانا رضيعين من طريق والدتيهما. فوالدة كل منهما ألمت بها آلام المخاض في وقت واحد، واستقرت السيدتان في العام 1989 على سريرين متجاورين في مستشفى ويليام أنغليس في منطقة فيرنتري غولي العليا، في ولاية فكتوريا. وتوطدت الصلة بين السيدتين وقررتا تعريف رضيعيهما على بعضهما بعضاً، وصار الرضيعان صديقين صدوقين مع تقدمهما في السن.
لكن إقامة كل منها في جزء مختلف من ولاية فيكتوريا الأسترالية- أسرة جيما كانت تعيش في إمرالد وأسرة دانيال في مونبلك- كانت وراء انقطاع الصلة بين الطفلين في سن التاسعة. ومرّ الوقت ولم يلتقيا إلا في العام 2013 حين كان كل منهما في سن الـ 24، فانبعثت صداقتهما بعد أن عثرت جيما على صفحة فيسبوكية لمصففة شعر اتضح لاحقاً أنها تعود إلى ريانون شقيقة دانيال. وروت جيما ما حصل على موقع مايل أونلاين قائلة "بدأت أتابع الصفحة هذه، ولم يطل الأمر قبل أن أقرر رصد دانيال على فيسبوك. وبدأنا نتبادل الكلام بواسطة مسنجر". ثم حجزت موعداً في صالون ريانون، وهي كانت تتخذ من منزل أسرتها مقراً لعملها، وكان دانيال يقيم في المنزل نفسه في ذلك الحين.
وكانت جيما تصبغ شعرها عند ريانون عندما حضر دانيال ليلقي عليها التحية، وتجاذب الاثنان أطراف الحديث ثم اتفقا على الخروج معاً في إحدى الأمسيات. تقول جيما "ومذ ذاك لم يعد أحدنا يحتمل فراق الآخر". وفي عيد الأم في العام 2014 أعلن دانيال وجيما أن العلاقة بينهما صارت جدية، وتمت خطوبتهما بعد عامين- طلب دانيال يدها في حفل رأس السنة- وفي أبريل(نيسان) العام 2017 عُقد قرانهما في "جبل الشمس" في كاليستا بولاية فكتوريا. وينتظر الزوجان ولادة طفلهما الأول في مارس (آذار) 2019.
وعلقت جيما على قصتها مع دانيال بالقول "يرى كثيرون أن حكايتنا تعصى على التصديق، لكنني أعتقد أن بقاءنا معاً مقدر منذ البداية".
© The Independent