Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتدخل الجزائر عسكريا في ليبيا؟

سبق للسراج أن طلب من الجزائر التدخل عسكريّاً عندما كان المشير حفتر يحاصر طرابلس

دخول القوات الجزائرية أرض ليبيا يعني التخلي عن حيادها (التلفزيون الجزائري)

بعد طلب رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الحماية من مصر، وزيارة ممثلين عن قبائل ليبية القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل التدخل لوقف الغزو التركي، تساءلت جهات عدة عن رد الجزائر في حال طلب رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج وعشائر المناطق الغربية والجنوبية التدخل، لحمايتهم من القوات المصرية والمشير خليفة حفتر.

وتتحرّك الجزائر في اتجاهات عدة بغية تجنُّب حرب "شرسة" بين الليبيين بالوكالة عن اللاعبين الأساسيين، تكون انعكاساتها وخيمة على ليبيا ودول المنطقة. فقد زار وزير خارجيتها صبري بوقادوم روما والتقى نظيره الإيطالي، وانتقل إلى تونس حيث التقى الرئيس قيس سعيد ووزير خارجيته. وبالتزامن أعلنت الخارجية الروسية مباحثات سيُجْريها بوقادوم مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في الـ22 من يوليو (تموز) الحالي بموسكو.

وفي خضم طلبات التدخل والحماية التي تصل إلى مصر من الأطراف الليبية الممثلة لـ"برلمان الشرق"، دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى زيارة الجزائر، بهدف الاطلاع على المستجدات. وطلب برلمان طبرق وبعض القبائل الليبية التدخل المصري في منطقة الشرق، وتسليح شباب القبائل، على الرغم من أنّ الرئيس تبون حذّر الإقدام على الخطوة قبل طرحها. وستُبحث إمكانية تنفيذ خطة الجزائر في شأن عقد مؤتمر، يضم الأطراف الليبية، برعاية دولية في ضوء مخرجات مؤتمر برلين.

موقف ثابت

ويرى المراقب السابق في بعثة الأمم المتحدة للسلام أحمد كروش، في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، أن "موقف الجزائر من الأزمة الليبية ثابتٌ، فهي تلتزم الحل السلمي، وترفض أي تدخل أجنبي، وتقف على المسافة نفسها من جميع الأطراف المتنازعة".

لكن، يقول كروش، "يبدو أن الأمور تأزّمت، وأصبحت التدخلات الأجنبية واضحة، مع التدخل التركي العلني في الغرب الليبي، ودعم القوات المحسوبة على حكومة فايز السراج، الذي قابله طلب برلمان طبرق والقبائل الليبية التدخل المصري عسكريّاً. أمّا زيارة عقيلة الجزائر، فربما لإطلاع القيادة السياسية على الأوضاع في ليبيا، وعرض وجهة نظر الجزائر، لكيفية الحل ونزع فتيل التوتر الذي ينذر بحرب إقليمية على أرض ليبيا".

ويكشف كروش أنه سبق للسراج أن طلب من الجزائر التدخل عسكريّاً عندما كان المشير حفتر يحاصر طرابلس. وكان ردّ الجزائر أنها لن تقبل بدخول قوات حفتر طرابلس، وجعلت منها خطاً أحمر. "لذا، لا أعتقد أن الجزائر تستجيب لطلب تدخل عسكري في ليبيا، سواء أكان من السراج أم من عقيلة أم من قبائل غرب ليبيا وشرقها وجنوبها".

ويضيف، "دخول القوات الجزائرية أرض ليبيا يعني أنها تخلّت عن حيادها، وأنها أصبحت طرفاً في الأزمة"، وختم "الجزائر سوف تستثمر في وجود عقيلة صالح لديها من أجل التهدئة والإصرار على الحل السلمي، ودعوة كل الأطراف إلى ندوة (ليبية - ليبية) برعاية إقليمية وأممية".

رفض دول مؤيدة

ويعتَبر أستاذ التاريخ المعاصر رابح لونيسي، في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، أن "الجزائر لن تتدخل إلى جانب أي طرف من الأطراف الليبية المتصارعة، فما يهمها هو حماية حدودها، وإن اقتضى الأمر التدخل فسينحصر في متابعة إرهابيين أو مهددين لها، ضمن مسافة معقولة ومحدودة جدّاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويلفت إلى أن "تدخل الجزائر خارج حدودها يستوجب وفق الدستور الجديد تنظيم استفتاء"، وفي حالة نشوب حرب أو تدخل مصري وتركي، يقول لونيسي، "التخوّف يكمن في نزوح ليبيين نحو الجنوب، واستغلال جماعات إرهابية ذلك، لتهديد الجزائر".

ويعتقد لونيسي أن "الجزائر تتخوّف من تدخل مصري، لأنها تدرك أن ذلك سيؤزِّم الوضع، ويحوِّل ليبيا إلى ساحة حرب دولية، وأي هزيمة للجيش المصري تعتبر انتصاراً للإخوان المسلمين في مصر المدعومين من تركيا، شأنهم شأن إخوان ليبيا، وحركة النهضة في تونس، وهو ما تخشاه الجزائر، لأنه يفتح الباب لإخوان الجزائر والموالين تركيا".

وفي الاتجاه نفسه، يجزم المتخصص في القانون الدولي إسماعيل خلف الله، في حديث إلى "اندبندنت عربية"، أن "الجزائر لن تتدخل عسكريّاً في ليبيا مهما كان الطلب، وستعمل على إبطال مشروع التدخل العسكري المصري الذي تعارضه دول فاعلة مؤيدة حكومة الشرق، بما فيها روسيا".

تنسيق جزائري مصري

وسبق للرئيس تبون أن أشار في حواره مع "فرانس 24" إلى أن الأحداث التي شهدتها الساحة الليبية خلال الأسابيع الماضية عسكريّاً وسياسيّاً، تجاوزت التفاهمات التي جرى التوصل إليها في ألمانيا. بالتالي، أصبحت الدبلوماسية الجزائرية مجبرة على التعامل مع الواقع الجديد بالبحث عن أدوات جديدة.

وقال وزير الخارجية بوقادوم إنّ عملاً جديّاً وحثيثاً تقوم به الجزائر، لحلحلة الملف الليبي، لكنه سيبقى بعيداً عن الإعلام. وأوضح ردّاً على التحركات المصرية، أنه على تواصل شبه يومي مع نظيره المصري سامح شكري، وأن كل ما تقوم به القاهرة من تحرّكات ومواقف تطلع الجزائر عليه.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي