إنّ آخر ضحايا جائحة كورونا هي واحدة من أكثر الطائرات رمزيّةً في أسطول الخطوط الجوية البريطانية: "بوينغ 747".
وجّهت شركة "بريتش إيروايز" رسالة إلى موظّفيها تخبرهم فيها بأن الطائرة المتميّزة، والتي تُطلِق عليها اسم "ملكتنا في الأجواء"، لن تنقل الركّاب بعد اليوم. وجاء في الرسالة "نعلم أن هناك ذكريات عدّة تتّصل بهذه الطائرة المتميّزة جداً لدى أفراد عائلة بريتش إيروايز، لكن جاء قرارنا بإحالة هذه الطائرة إلى التقاعد باكراً كردّ فعل على الأزمة التي وجدنا أنفسنا في خضمّها".
وكانت "الخطوط الجوية البريطانية" بدأت بتسيير رحلات الـ"جامبو جيت" انطلاقاً من قاعدتها في مطار هيثرو اللندني منذ 1971. كما اعتُبرت الشركة البريطانية، قبل أزمة فيروس كورونا، أكبر مشغّل في العالم لهذا الطراز من الطائرات، إذ يضمّ أسطولها 32 واحدة منها. بيد أن هذا كان قبل الجائحة التي فرضت على الطيران التجاري عموماً مواجهة أكبر أزمة في تاريخه. واستخدمت الـ"بريتش إيروايز" الطائرة المذكورة في خطوط السفر الرئيسة إلى الولايات المتحدة، التي تضم وجهات عدّة منها بوسطن وميامي ونيويورك "جي أف كي" وسان فرانسيسكو. كما استعملتها أيضاً في خطوط السفر إلى بكين وكايب تاون ومكسيكو سيتي وتورونتو.
يُذكر أن كل طائرات الـ"جامبو جيت" التي تملكها الخطوط الجوية البريطانية صُنعت في القرن الماضي، ويعود تاريخ صنع إحداها المزيّنة حالياً بـ"لاندور ليفيري"، أي الألوان والتصميم الفني المميز لـ"بريتيش ايرويز"، إلى عام 1993
وكانت الشركة تخطط لإبقاء هذه الطائرات، المزوّدة بأربعة محركات، في الخدمة حتى عام 2024. ولقيت مقصوراتها المحدَّثة الاستحسان في أوساط ركّاب الدرجة الأولى والمسافرين من مطار هيثرو في لندن إلى مطار "جون أف كينيدي" في نيويورك، وهو خط السفر الأكثر ربحاً في العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت نسخة الـ"إتش جي" المتميّزة من هذه الطائرة، التي تضمّ 86 مقعداً لدرجة الأعمال، قد خفّضت عدد الركاب إلى 275 راكباً، مقارنة بـ455 راكباً في طراز الطائرة ذاته لدى شركة "فيرجين أتلانتيك". وبدورها، أعلنت هذه الأخيرة سلفاً أن أسطولها الأصغر من الـ"جامبو جيت" لن يقلع بعد اليوم.
وكانت طائرة "بوينغ 747" ناقلة الركاب الأهم على كوكبنا على امتداد نصف قرن. ويُشار إلى أن طائرة "جامبو جيت" اعتُبرت قبل دخول "إيرباص أي 380" الخدمة عام 2007، أكبر طائرة للركاب في العالم، بطول يبلغ 232 قدماً، وجناحين طولهما211 قدماً، وارتفاع قدره 69 قدماً.
وقالت "بريتش إيروايز" في هذه المناسبة إنّ "أسطول طائرات بوينغ 747 نقل عبر العالم 3.5 مليار شخص، أي ما يعادل نصف عدد سكّان الكرة الأرضية.
وأضافت الشركة في الرسالة التي نُشرت ردّاً على "توقّعات أوردتها منصات التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية معنيّة بالطيران التجاري"، موضحةً أنّ "كل شركات الطيران تعمل حالياً على التأقلم مع الآفاق القاتمة المتعلّقة بمستوى الطلب على بطاقات السفر… ستحتاج خدمات الرحلات الطويلة إلى سنوات كي تستعيد عافيتها، إذ تتّفق الكيانات الرئيسة في القطاع على أن العودة إلى مستويات عام 2019 لن تتحقّق حتى موعد أقربه عام 2023… إنّ حجم أسطولنا كبير ويضم العديد من الطائرات العريضة ذات الممرين، ولدينا طائرات للرحلات الطويلة ذات مقاعد كثيرة للدرجة الأولى، وهي قادرة على نقل عدد كبير من الركاب".
وفيما يُعتبر مصروف الوقود الذي تستهلكه "بوينغ 747" بشراهة، غير مهم نظراً إلى تدني أسعار النفط في هذه الأيام، فإنّ تكاليف صيانتها تبقى مرتفعة. من ناحية أخرى، يواجه أسطول طائرات "جامبو جيت" مزيداً من العقوبات لأسباب تتعلّق بالبيئة، بينما يسعى مطار هيثرو إلى "التخلّص تدريجاً من الطائرات القديمة مثل بوينغ 747".
في هذا الإطار، يُذكر أن بعض طائرات "بوينغ 747" التي تقتنيها الخطوط الجوية البريطانية يجثم اليوم في مطار هيثرو، فيما أُودِع بعضها الآخر في مهاجع الطائرات بمطار كارديف ومطار ترويل في وسط إسبانيا.
أمّا الطائرة الرئيسة التي تعتمدها الخطوط الجوية البريطانية حالياً للرحلات الطويلة فهي "بوينغ 777". بيد أن الشركة تملك أيضاً طائرات "إيرباص" من طرازَيْ "أي 350" و"أي 380".
© The Independent