على وقع استمرار الحركة الاحتجاجية في مناطق عدة من الولايات المتحدة على خلفية مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد شرطي أبيض، وقّع حاكم ولاية مسيسيبي الأميركية تيت ريفز مشروع قانون يوم الثلاثاء 30 يونيو (حزيران) المنصرم، لتغيير علم الولاية الحالي الذي يشتمل على شعار للكونفيدرالية، وذلك في بادرة أثارتها دعوات في أنحاء مختلفة من البلاد لإزالة رموز العبودية والعنصرية.
ويأتي تغيير العلم، الذي كان مصدراً للجدل منذ وقت طويل في واحدة من الولايات الجنوبية المنشقة التي خاضت الحرب الأهلية الأميركية في ستينيات القرن التاسع عشر، بعدما أشعل مقتل فلويد في مدينة مينيابوليس في ولاية مينسوتا احتجاجات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة على المظالم العنصرية ووحشية الشرطة، وأحيا مطالبات بإزالة تماثيل زعماء الكونفيدرالية وكريستوفر كولومبس ورموز أخرى يرى المتظاهرون أنها "عنصرية" ومعبرة عن القمع الاستعماري.
محو التاريخ
وقال ريفز في كلمة نقلها التلفزيون، "أتفهم الحاجة لجعل علم عام 1894 جزءاً من الماضي وإيجاد راية تعبّر تعبيراً أفضل عن مسيسيبي كلها". وأضاف "علينا أن نفهم أن مَن يريدون التغيير لا يحاولون محو التاريخ".
وينص القرار الذي وقعه ريفز، وهو من أعضاء الحزب الجمهوري، على تشكيل لجنة لتصميم علم جديد للولاية. وجاء في بيان أصدره مكتب ريفز أنه ستُتاح للناخبين فرصة إقرار التصميم في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وكانت الولايات الجنوبية شكلت الكونفيدرالية في القرن التاسع عشر رفضاً لإلغاء العبودية، ما أدى إلى نشوب الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1861 إلى عام 1865.
وأُقيمت رموز لقادة الكونفيدرالية في مختلف أنحاء الجنوب في وقت لاحق. وعلى الرغم من التقدم الذي حققه الأميركيون السود لنيل حقوقهم المدنية فإن بعض الولايات لا تزال تقاوم إزالة هذه الرموز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"بوغالو" و"فيسبوك"
في سياق متصل، كثّف موقع "فيسبوك" حملته على حركة "بوغالو" الأميركية المناهضة للحكومة، وحظرت حسابات بعض أتباعها الذين شجعوا على العنف خلال الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة.
وصنّف الموقع مجموعة فرعية من أتباع "بوغالو" بأنها "منظمة خطيرة"، ما يعرّضها وللمرة الأولى إلى عقوبات تطبقها "فيسبوك" على 250 جماعة ومنظمة أخرى تؤمن بتفوق العرق الأبيض.
ويأتي التحرك بعد أربعة أيام من قرار وزير العدل الأميركي وليام بار تأسيس قوة مهام لمواجهة المتطرفين الذين يناهضون الحكومة وينتهجون العنف، ومنهم أعضاء "بوغالو" وكذلك حركة "أنتيفا" اليسارية المتطرفة.
وقال "فيسبوك" في منشور إنه "تم منع هذه الشبكة التي تتبنى العنف من الظهور على منصتنا وسنحذف أي محتوى يمجدها أو يؤيدها أو يمثلها".