Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المعارضة السودانية تتوافق على تصعيد الحراك الشعبي وتطلب دعماً دولياً

الخرطوم تستقبل مبعوثاً روسياً ومسؤولاً في الكونغرس الأميركي، وتسعى إلى تجنب الضغوط الغربية

الرئيس السوداني عمر البشير مستقبلاً مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف (اندبندنت عربية)

توافقت قوى معارضة سودانية على تصعيد الحراك الشعبي في السودان قبل يومين من مؤتمر للمعارضة في العاصمة الفرنسية، باريس، لتقييم مستقبل الاحتجاجات.

وحط في الخرطوم مبعوث من الرئيس الروسي لتعزيز العلاقات مع السودان، ووفد من الكونغرس الأميركي لمناقشة القضايا العالقة التي تعرقل تطبيع العلاقات بين البلدين.

تنسيق بين معارضين سودانيين

تنشط قيادات معارضة في داخل السودان وخارجه في التحضير لمؤتمر يعقد في باريس، الاثنين المقبل، لمناقشة تنسيق قوى المعارضة، عبر مكوناتها المختلفة، لدعم الاحتجاجات التي انتظمت في السودان أخيراً، فضلاً عن التواصل مع المجتمعين الإقليمي والدولي في شأن دعم الحراك.

ويشارك في مؤتمر باريس مريم الصادق وبرمة ناصر، نائبا رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، وخالد عمر من حزب المؤتمر السوداني، ياسر عرمان ومالك عقار من متمردي "الحركة الشعبية- شمال"، ومني مناوي رئيس "حركة تحرير السودان" وجبريل إبراهيم زعيم "حركة العدل والمساواة"، فضلاً عن عدد آخر من القيادات المعارضة، بينما اعتذر تجمع المهنيين السودانيين عن عدم المشاركة، مؤكداً تمسكه برؤيته المعلنة وهي إسقاط النظام الحاكم.

وزار المهدي رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، في منزله عقب الإفراج عنه، بعد شهرين من الاعتقال، وشددا على ضرورة مواصلة العمل السياسي وتصعيد الحراك الجماهيري.

وقبلت قوى معارضة المشاركة في لقاء في باريس، برعاية هيئة أميركية غير حكومية، لبحث خريطة حلول سياسية واقتصادية للاحتجاجات التي تشهدها السودان.

الخرطوم يائسة من الحوار مع اليسار

أكد وزير الإعلام الجديد حسن إسماعيل أن المعارضة سترفض أي حكومة جديدة تُشكل، ولو جاءت مبرأة من كل عيب، مشيراً إلى أن الانتخابات قائمة في موعدها حتى الآن، ما لم تتفق الأحزاب على موعد جديد.

وأشار إلى أن أحزاب اليسار ترفض التسويات السياسية والحوار، لأن الخصومة لديها فكرية مع اليمين. وأضاف "هي ترى أنه يجب أن تزهق روح اليمين ويُلقى خارج الميدان السياسي".

المبعوث الروسي

أعلن القصر الرئاسي في السودان أن الرئيس عمر البشير استقبل، السبت، ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير الخارجية، الذي نقل إلى الرئيس البشير دعوة من الرئيس فلاديمير بوتين لحضور أول قمة روسية أفريقية ستُعقد في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقال بوغدانوف، في تصريحات إلى الصحافيين في الخرطوم، إن "الرئيس بوتين وجه دعوة إلى نظيره السوداني لحضور أول قمة روسية أفريقية، في مدينة سوتشي الروسية، في أكتوبر المقبل".

وأعرب بوغدانوف عن أمله في مشاركة الرئيس البشير شخصياً في أعمال القمة، التي تعتبر حدثاً مهماً في تطور علاقات السودان بالدول الأفريقية.

وتحدث بوغدانوف عن ملف الشراكة بين بلاده والسودان في ما يتعلق بالحوار السياسي بين البلدين، ومدى التنسيق المشترك في المحافل الدولية على مستوى الأمم المتحدة، أو المحافل الإقليمية.

وقال القصر الجمهوري في بيان إن "الرئيس البشير أكد للمبعوث الروسي حرص السودان علي تعزيز علاقاته الثنائية وتطوير التعاون مع روسيا بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين في المجالات كافة".

وكان الرئيس السوداني زار روسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، وقال في لقاء مع الرئيس بوتين إن بلاده في حاجة إلى الحماية في مواجهة التصرفات "العدائية" الأميركية.

وفد الكونغرس

باشر غوس بيليراكس، رئيس كتلة الحريات في الكونغرس الأميركي، السبت، مشاورات في الخرطوم، في زيارة تستغرق يومين، ومن المقرر أن يلتقي خلالها الوفد الأميركي رئيس الوزراء ووزيري الخارجية والعدل السودانيين، إلى جانب عقد لقاءات مع قادة قوى المعارضة وممثلين عن الأحزاب السودانية وممثلين عن المهنيين السودانيين ورجال الأعمال والكنائس السودانية.

ومن المقرر أن تنطلق قريباً جولة حوار جديدة بين الخرطوم وواشنطن لبحث إزالة اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، تمهيداً لتطبيع العلاقة بين الجانبين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلمت "اندبندنت عربية" أن بيليراكس بدأ مشاوراته بلقاء مع مدير جهاز الأمن والاستخبارات صلاح عبد الله، وركزا على التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وبقيت الخرطوم تطالب برفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، بعدما أُدرج فيها بواسطة وزارة الخارجية الأميركية في أغسطس (آب) 1993.

وطلبت واشنطن من الخرطوم أخيراً احترام حقوق الإنسان والحريات ورعايتها، خصوصاً الحرية الدينية، إلى جانب تحقيق السلام في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق والتعاون في محاربة الإرهاب، إضافة إلى الالتزام بالعقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية.

الاحتجاجات تدخل على الخط

وجه إليوت أنغل، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي، رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي موضحاً فيها أن الأحداث الأخيرة في السودان قد تكون لها تداعيات على المرحلة المقبلة من الحوار، وأبدى استغرابه من الموقف الأميركي إزاء "التدخل العنيف لقوات الأمن السودانية". وطلب أنغل في رسالته تفاصيل التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والسودان، وقائمة بالمساعدات الأميركية لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان، إضافة إلى استراتيجية واشنطن في ما يتعلق بالنهوض بالديمقراطية وتشجيع انتخابات ذات صدقية في العام 2020.

وأدانت الحكومة والبرلمان البريطانيان استخدام السودان القوة المميتة ضد المحتجين. وقالا في بيان مشترك، السبت، "أوضحنا قلقنا من استجابة السودان للاحتجاجات، وندين استخدام العنف والاحتجاز التعسفي، وما زلنا ندعو إلى معالجة المطالب المشروعة للمتظاهرين".

ويقول وزير الدولة السابق للخارجية السودانية نجيب الخير عبد الوهاب إن السودان هذه الأيام محط أنظار العالم وبؤرة تركيز المراقبين نسبة إلى التوترات الحالية، كما أن للولايات المتحدة وروسيا ملفات واستحقاقات لم تبلغ في شأنها محطات التوافق والاتفاق، بينما التطورات الحاصلة في السودان تدفع كل صاحب ملف إلى تحسس موطئ قدميه والتيقن مما له وما عليه.

ويشير الخير إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة مرتبطة بقيود كثيرة يصعب تحقيق اختراق فيها، وعلى رأس تلك المشكلات قضايا الإرهاب وفرض حالة الطوارئ وحقوق الإنسان وملف الأمن والسلم الدوليين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي