أعلنت وزارة الحج والعمرة في السعودية أنها ستقوم بتنظيم موسم الحج هذا العام 2020 بأعداد قليلة، تقتصر على الجنسيات المقيمة في السعودية، وفي غياب الوفود السنوية الآتية من الخارج وذلك بسبب انتشار فيروس كورونا في العالم والإجراءات التي تتخذها السعودية للحد من تفشيه.
وأكدت الوزارة في بيان أصدرته أمس (الاثنين) أن الإجراء الذي أقرته جاء وفقاً للظروف الناجمة عن مخاطر "استمرار الجائحة وعدم توافر اللقاح والعلاج للمصابين بعدوى الفيروس حول العالم".
وترقب ملايين المسلمين ما ستعلن عنه السعودية التي بقيت تراقب مسار وباء تجاوزت أعداد المصابين به تسعة ملايين في العالم، في وقت يفصلنا عن فعاليات موسم الحج نحو شهر من الآن.
وقالت الوزارة، إنها اتخذت ذلك الإجراء نظراً لما يشهده العالم من تفشٍ لفيروس كورونا في أكثر من 180 دولة نتج عنه قرابة النصف مليون حالة وفاة، وأكثر من 9 ملايين إصابة، وبناءً على ما أوضحته وزارة الصحة السعودية حيال استمرار مخاطر هذه الجائحة وعدم توافر اللقاح والعلاج للمصابين وللحفاظ على الأمن الصحي العالمي، خصوصاً مع ارتفاع معدل الإصابات في معظم الدول وفق التقارير الصادرة من الهيئات ومراكز الأبحاث الصحية العالمية، ولخطورة تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية التي يصعب توفير التباعد الآمن بين أفرادها.
الأمن الصحي أولاً
وأوضحت في بيانها أن تلك الأسباب، دفعتها إلى إقامة حج هذا العام 1441هـ/2020 "بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل البلاد، وذلك حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحياً وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية"، مثلما أقرت قبل ذلك "تعليق قدوم المعتمرين والعناية بالمعتمرين الموجودين في الأراضي المقدسة، حيث لاقى هذا القرار مباركةً إسلاميةً ودوليةً لما كان له من إسهام كبير في مواجهة الجائحة عالمياً، ودعماً لجهود الدول والمنظمات الصحية الدولية في محاصرة انتشار الفيروس".
هل تشمل جنسيات المقيمين؟
وفي الأحوال الطبيعية يوجد في السعودية نحو 13 مليون مقيم أجنبي، يأتي معظمهم من دول الحجاج، خصوصاً الهند وباكستان وبنغلاديش ومصر وإندونيسيا واليمن والسودان التي يشكل عمالها حوالى 75 في المئة من القوى العاملة الأجنبية في السعودية.
لكن عدداً من الدول الإسلامية ذات الكثافة العددية في الحج لا يحظى مواطنوها بتمثيل يذكر بين العاملين في السعودية، الذين سيتاح لأعداد محدودة منهم إقامة شعائر الحج في مكة المكرمة هذا العام، مثل إيران وماليزيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما سارعت وزارة الحج المصرية إلى تأييد إجراءات نظيرتها السعودية، استبقت إندونيسيا وماليزيا الخطوة، بإعلانهما في وقت سابق عدم نيتهما تسيير حجاجهما إلى الديار المقدسة، حرصاً على سلامتهم من جائحة كورونا، وهو الموقف الذي يتوقع أن تتخذه دول إسلامية عدة، في ظل توقف الرحلات الدولية في معظم أنحاء المعمورة، بسبب الجائحة.
لكن من غير المرجح أن تنأى الحكومتان الإيرانية والقطرية عن تسييس تنظيم موسم الحج هذا العام، على الرغم من الظروف الوبائية القاهرة دولياً، وذلك لاختلاف الدولتين سياسياً مع الرياض. ولا يدرى ما إذا كانت تركيا ستحتفظ بموقف مماثل أم لا، نظير مواقفها المتأزمة مع المحور الذي تقوده السعودية ومصر.
بيد أن منظمة التعاون الإسلامي التي تضم في عضويتها 57 دولة وأخرى مراقبة لديها أعداد إسلامية كبيرة مثل الهند وروسيا، أيدت دائماً سياسات السعودية في إدارة موسم الحج الذي يعد التجمع الإسلامي الأكبر في العالم، مع تكراره سنوياً.
التنظيم المحدود كيف سيكون؟
وفي اتصال "اندبندنت عربية" بوزارة الحج والعمرة السعودية، قال مصدر فيها إن "الآلية التي سيقام وفقها الحج لم يتم الافصاح عنها حتى الآن"، وذلك رداً على سؤال الصحيفة، حول ما إذا كانت الدولة ممثلة في وزارة الحج، هي التي ستقوم بتنظيم الأعداد التي أعلن عن محدوديتها، أم "شركات الحج والعمرة"، التي اعتادت التنافس على وضع البرامج المختلفة لتسهيل مهمة حجاج بيت الله الحرام. مؤكدة، أن آلية حج الجنسيات التي أعلن عنها والأعداد المقررة، سيتم الكشف عنها في بيان لاحق عبر موقع الوزارة، وحسابها على "تويتر". وفور إعلان الوزارة خبر تنظيم الحج هذا العام، تدفقت التساؤلات على حساباتها، وواجهت منصتها على "الإنترنت" ضغطاً هائلاً، لم يستطع الموقع الصمود أمامه.
وترددت أنباء بأن ممثلات الحج والعمرة التابعة للدول الإسلامية، ومندوبيها في منظمة التعاون الإسلامي في جدة، هي التي ستشرف على تسيير أداء حجاجها المناسك هذا العام، وفق الإجراء المتبع سنوياً.