Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جون بولتون يرمي سبعة ادعاءات نارية ضد ترمب

الرئيس يصف كتاب مستشاره السابق بـ"مجموعة أكاذيب" عن البيت الأبيض

انقلب الصديق السابق جون بولتون عدواً لترمب وصار أدرى بكيفية الإضرار به (أ ف ب)

يشن دونالد ترمب هجوماً لاذعاً على كتاب ألّفه جون بولتون، مشيراً إلى أنه "مجموعة من الأكاذيب"، بينما يصوره مستشاره السابق لشؤون الأمن القومي (بولتون) على أنه (أي ترمب) عديم الاطلاع، ومتقلب ومستعد في أغلب الأحيان أن ينحاز إلى جانب الزعماء المستبدين.

وشجب الرئيس ادعادات بولتون ورواياته المزعومة عن الفترة التي قضاها داخل الجناح الغربي للبيت الأبيض، خلال مقابلة تلفزيونية بُثت مساء الأربعاء الماضي، ثم استكمل انتقاداته على "تويتر" صباح اليوم التالي. ورفعت إدارته دعوى قضائية لمحاولة منع دار النشر "سايمون وشوستر" من إطلاق الكتاب الأسبوع المقبل.

وغرّد ترمب، "كتاب بولتون الذي يحصل على مراجعات نقدية رهيبة، يشكّل مجموعة من الأكاذيب والقصص الملفقة هدفها إظهاري بمظهر سيء. وكثيرٌ من التصريحات السخيفة التي ينسبها لي لم تحصل يوماً، وليست سوى خيال محض. ويسعى إلى مجرد الانتقام مني بعدما طردته لأنه صاحب عقل مريض!". وفي حين يدافع الرئيس عن نفسه عبر كيل الإهانات والنكران، يتجهز بولتون لجولة إعلامية، يناقش خلالها ما سمعه ورآه من الرئيس. في ما يلي، نعدد سبعة من أجرأ ادعاءات بولتون.

الضربة الصينية

تعرض ترمب للمساءلة، لأنه طلب من الرئيس الأوكراني أن يفتح تحقيقاً بشأن نائب الرئيس السابق جو بايدن وابنه هنتر بايدن، عقب خوضه في تفاصيل تقديم مساعدات عسكرية أميركية ضخمة للبلاد. في المقابل، يكتب بولتون أن كثيراً من حوارات الرئيس مع زعماء أجانب آخرين تمحورت بشكل أساسي حول موضوع إعادة انتخابه.

وكذلك يزعم بولتون أن ترمب "ناشد" الرئيس الصيني شي جين بينغ أن يساعده في الفوز بالانتخابات مرة ثانية في 2020، عبر شرائه (شي) مزيداً من المنتجات الزراعية الأميركية.

وفي اجتماع ثنائي على هامش قمة عالمية عُقدت في اليابان في صيف 2019، أعرب شي عن استيائه من بعض منتقدي الصين داخل الولايات المتحدة. وأخطأ ترمب في افتراضه أن الرئيس شي يعني بكلامه المشرعين الديمقراطيين، وفق ما يبين بولتون في كتابه الجديد، حسب صحيفة "واشنطن بوست"، وأبدى تعاطفه مع شعور  الرئيس شي بالانزعاج.

ويكتب بولتون "افترض ترمب فوراً أن (الرئيس) شي يشير إلى الديمقراطيين. ووافقه ترمب القول لافتاً إلى وجود عدائية كبيرة في صفوف الديمقراطيين. ثم حول الحديث بشكل صادم نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، ملمحاً إلى قدرة الصين الاقتصادية على التأثير في الحملات الانتخابية الراهنة"، ومناشداً (الرئيس) شي أن "يضمن له الفوز بها".

معسكرات الاعتقال

يتبجح ترمب منذ سنوات بصداقته مع (الرئيس) شي، زاعماً أنها ساعدتهما على التوصل إلى اتفاق تجاري جزئي العام الماضي. وذكر الزعيم الأميركي بدايةً حُسن علاقتهما الشخصية حين ذكر أنه يصدق مزاعم الصين الأولية المتواضعة حول فيروس كورونا.

لذا، يتناسب ادعاء بولتون بأن ترمب انحاز إلى جانب الرئيس الصيني بشأن بناء معسكرات اعتقال من أجل "إعادة تثقيف" المسلمين الأيغور في إقليم شينجيانغ، مع تلك الصورة. ويؤكد مستشار الأمن القومي السابق أن رئيسه السابق نقل إلى شي أنه يعتبر هذا التصرف صائباً.

وقد وقع ترمب يوم الأربعاء الماضي تشريعاً أقرّه مجلسا الشيوخ والنواب في الكونغرس، يدين وجود المعسكرات ومعاملة الصين للأيغور.

في ذلك الصدد، إذا صدق زعم بولتون، فذلك يبين القيمة التي يعطيها ترمب للعلاقات الشخصية، واعتباره أنها تساعد على إبرام اتفاقات متعلقة بالتجارة وغيرها، على حساب حقوق الإنسان، الموضوع الذي جعل منه سابقوه نقطة أساسية في سياساتهم الخارجية.

أعدموا "حثالة" الصحافيين

انتقد الرئيس بشدة "الأخبار الكاذبة" طوال سنوات، متقمصاً دور الضحية أمام قاعدة شعبية من المحافظين تأثرت بالبرامج الحوارية الإذاعية ومحطة "فوكس نيوز" الإخبارية، التي وجهتها نحو كراهية وسائل الإعلام الرئيسية. 

يوم الأربعاء الماضي، اتهمت الناطقة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني، وسائل الإعلام الأميركية بنشر عناوين غير منصفة ومتعارضة، حول احتمال الإصابة بفيروس كورونا في أثناء الاحتجاجات أو خلال تجمعات الرئيس الانتخابية. 

من ناحية أخرى، يزعم بولتون أن شكاوى الرئيس بلغت مستوى جديداً الصيف الماضي. ووفقاً لرواية في كتاب بولتون الذي يحمل اسم "حوادث دارت في الغرفة" The Room Where It Happened، ذكر الرئيس ترمب أنه "يجب إعدام هؤلاء الأشخاص. هم حثالة". كما أراد أن يسجن صحافيين في محاولة منه لإجبارهم على كشف مصادرهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

القرص المدمج

خلال فترة السنة أو أكثر من بداية حكمه، انتقد ترمب على "تويتر"، وخلال تجمعات انتخابية وحتى خلال فعاليات سياسية رسمية في البيت الأبيض، "رجل الصاروخ الصغير" Little Rocket Man أو "رجل الصاروخ" باختصار.

كان يشير إلى كيم يونغ أون، الزعيم الكوري الشمالي، الذي رفض التخلي عن برنامجه النووي، وكان يحب أن يطلق صواريخ بعيدة المدى على مقربة من شواطئ كوريا الجنوبية واليابان.

بعد اجتماع رمزي بشكل أساسي، يرد مزيد من المعلومات عنه لاحقاً، شغل شيء ما بال ترمب، وفقاً لمستشاره السابق للأمن القومي. لكن هذا الأمر لم يكن نزع ترسانة كيم النووية.

إذ صبّ الرئيس الأميركي كامل اهتمامه، حسب مزاعم بولتون، على موضوع تقديم وزير الخارجية مايك بومبيو للديكتاتور قرصاً مدمجاً موقعاً خلال اجتماع متابعة عُقد لاحقاً. وبرزت مشكلة وحيدة تمثلت في أن ترمب لم يبدُ على علم أن بومبيو لم يلتقِ كيم أبداً خلال رحلته.

ويصف بولتون افتتان الرئيس بفكرة إعطاء كيم قرصاً مدمجاً موقعاً. كان للمغني إلتون جون. وما اسم الأغنية؟ "رجل الصاروخ" Rocket Man. (بالحديث عن بومبيو، الذي يقدّم نفسه على أنه تجسيد الموالاة لترمب، ففي ما يلي مزيد من المعلومات عنه أيضاً).

"دعاية" نووية

تباهى ترمب أنه يذهب إلى المشاركة في اجتماع قمة تاريخي مع كيم من أجل محاولة إرغامه على (أو إقناعه بـ) التخلي عن تلك الأسلحة النووية. لكن بولتون استشفّ وجود مهمة مغايرة لدى رئيسه آنذاك. وتمحورت حول تسجيل نقاط في مجال العلاقات العامة لدى الناخبين بالولايات المتحدة.

لم يهتم ترمب كثيراً لموضوع الترسانة النووية في كوريا الشمالية حين التقى كيم، بل تمثل ما شغله أكثر في أن يصبح صديق الديكتاتور. إذ اعتبر اللقاء التاريخي "تمريناً دعائياً" وفق ما كتب كبير مساعديه السابق.

ويدعي بولتون أن "ترمب قال لي إنه مستعدٌ للتوقيع على بيان صحافي من دون محتوى فعلي، وعقد مؤتمره الصحافي لإعلان انتصاره، ثم مغادرة المدينة".

"مملوء بالهراء"

كما ذكر آنفاً، غالباً ما وقف بومبيو إلى جانب ترمب، بشكل عام خلال المؤتمرات الصحافية، وعلت وجهه إما ابتسامة وإما تعبير قاسٍ، وفقاً لمقتضيات المناسبة. وقد دافع عن بعض أكثر تصريحات رئيسه وقاحة وتهوراً، وعمل على توضيحها.

في ذلك الصدد، يصر بولتون الذي لم يتفق معه (بومبيو) كل الوقت، على أن عضو الكونغرس الجمهوري السابق مرر له يوماً ملاحظة عن الرئيس فضحت رأيه الحقيقي برجل الأعمال السابق ومقدّم برنامج تلفزيون الواقع.

إذ لم يكتفِ بومبيو بوصف الاتصال الهاتفي بين ترمب ونظيره الكوري الجنوبي قبل موعد اجتماع القمة مع كيم، بأنه "تجربة شبه مميتة" بسبب تعليقات الرئيس، بل أفصح عن مشاعره حيال ترمب في ورقة ملاحظة مررها لبولتون خلال اجتماع القمة مع كيم. وجاء في الملاحظة "إنه (ترمب) مملوء بالهراء".

ويكتب بولتون في كتابه إن المسؤولين الحكوميين والمساعدين الذين يُبدون أكبر قدر من الولاء لمديرهم (ترمب)، يسخرون منه في السر.

علاقة خاصة؟

لقد درج الزعماء الأميركيون والبريطانيون طوال عقود على القول بأن البلدين يتمتعان بعلاقة خاصة. ويبدو أن الأمور بينهما أخذت منحى سيئاً بعض الشيء خلال ولاية ترمب.

في المقابل، في أثناء اجتماعه مع رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي وبعض كبار المسؤولين البريطانيين، بدا الرئيس الأميركي مصعوقاً بأن البريطانيين قوة نووية. وفقاً للكتاب، أشار مسؤول بريطاني مرة أمام ترمب إلى البلاد على أنها قوة نووية، فأجابه ترمب "آه، هل أنتم قوة نووية؟". ويلفت بولتون إلى أنه كان قد عمل مع الرئيس آنذاك فترة طويلة تسمح له أن يستنتج أن الرئيس لم يكن يمزح.

© The Independent

المزيد من دوليات