Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إعلاميون يخالفون قواعد التباعد الاجتماعي في برامجهم

قناة "سي بي سي" المصرية بدأت بث البرامج من المنزل بعد إصابة عدد من طاقمها بالفيروس

يبث البرنامج المصري "الستات ما يعرفوش يكدبوا" من المنزل بهدف تحقيق التباعد الاجتماعي (الصفحة الرسمية للبرنامج على فيسبوك)

منذ بداية دعوات "التباعد الاجتماعي" في غالبية دول العالم تزامناً مع انتشار فيروس كورونا، استجابت غالبية القنوات التلفزيونية وقلّصت حجم عمالتها بالاستوديوهات الخاصة بها، وتدريجياً أصبحت أبرز البرامج العالمية تقدَّم من المنزل، وحتى نشرات الأخبار على محطات فضائية كبرى مثل "سي إن إن"، وكذلك برامج ذات شعبية كبيرة مثل "late night with seth Meyers"، و"Saturday Night Live"، و"The Ellen DeGeneres Show".

وعربيّاً تأخّرت الخطوة كثيراً، لكنها أخيراً حدثت، إذ بدأت بعض القنوات الفضائية بثّ برامجها الرئيسة من المنزل، للحدّ من انتشار فيروس كورونا.

هل تأخرت القنوات المصرية؟

قناة "سي بي سي" المصرية التي شهدت إصابات متعددة بين طاقمها بفيروس كورونا، تجاوزت عشر إصابات وحالة وفاة واحدة، كانت من أولى المحطات التي بدأ مذيعوها تقديم بعض برامجهم من المنزل، ليست المسجلة فقط، إنما أيضاً برامج الهواء.

البعض يرى أن هذه الخطوة "جاءت متأخرة"، إذ لم تحدث إلا بعد انتشار "كوفيد 19" بين العاملين بالمؤسسة، لكن أيضاً سرعة الاستجابة واحترافية الظهور المنزلي لفتتا أنظار المهتمين، خصوصاً أن الخطوة بدت كأنها مجهزة منذ فترة، وجرى التدريب عليها جيداً.

أول توك شو مصري يحقق التباعد الاجتماعي

ويعتبر برنامج "من مصر"، الذي تقدّمه الإعلامية ريهام إبراهيم والإعلامي عمرو خليل عبر قناة "سي بي سي"، أول برنامج توك شو مصري يُبثّ من المنزل.

وحسب البيان الرسمي للقناة فالأمر "يأتي في إطار دعم المحطة الإجراءات الوقائية المتبعة، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، إذ تواصل عرض برامجها من المنزل، مع استخدام التقنيات الحديثة لخروج البرامج بأفضل جودة للجمهور".

 

 

فكرة تقديم البرامج التلفزيونية من المنزل تدعم مبدأ المسؤولية الاجتماعية في ظل انتشار وباء خطير مثل كورونا، ففي الوقت الذي تنادي فيه المؤسسات المعنية بالتزام التباعد الاجتماعي، وعدم الخروج من البيت إلا في أضيق الحدود، ومحاولة أداء المهام بعيداً عن أي تزاحم أو اللقاءات، ما دام هذا ممكناً لمكافحة العدوى، نجد بعض العاملين في مجال الإعلام، وهم بالأساس وسيلة نقل تنبيهات العزل المنزلي للجمهور غير ملتزمين ما يقولونه لمشاهديهم، بل يقدّمون برامج غير طارئة في استوديو مزدحم بالضيوف، ووسط طاقم كبير في مساحة لا تتعدى بضعة أمتار، وهو أمرٌ يبدو متناقضاً مع رسالتهم الخاصة بضرورة عدم الوجود ضمن أي تجمّع.

وبمبادرة القناة المصرية هل ستقوم محطات أخرى بخطوات مماثلة، خصوصاً بعد نجاح التجربة؟ تقول الإعلامية ريهام إبراهيم، لـ"اندبندنت عربية"، "المبادرة بالأساس تأتي في إطار التزام المسؤولية تجاه الجمهور الذي يتابع القناة، فما ندعو إليه يجب أن نطبقه عملياً". مضيفة "خطة العمل من المنزل جرى التدريب عليها منذ انتشار الفيروس في مصر"، لافتة إلى أن "الفكرة تعتبر أمراً آمناً بالنسبة إليها، وسهلاً أيضاً، خصوصاً أنها تعلّمت كيفية ضبط الكاميرا بنفسها".

رسائل متناقضة في الإعلام العربي

وتابعت ريهام، "فريق العمل بالكامل سواء الإخراج أو الإعداد أو الفنيين كانوا يعملون عن بعد، وحضرنا اجتماعات فيديو أيضاً قبل الهواء، والتجربة بالمستوى المطلوب. ومن ناحيتي أمّنت نفسي عبر أكثر من خط إنترنت لضمان أن يكون البث جيداً، وحرصت على تعلّم ضبط الكاميرا الوحيدة بنفسي، ليكون مبدأ التباعد الاجتماعي متحققاً بالكامل".

 

 

وتوجد برامج أخرى على القناة نفسها اتخذت النهج نفسه، من بينها "الستات ما يعرفوش يكدبوا" و"it's show time "، لكن بالمقابل توجد أخرى لا تزال تُعرض، ويحضرها عدد كبير من الضيوف في الاستوديو، وأيضاً غالبية القنوات المصرية لا تزال تعتمد على استضافة الضيوف في الاستوديو.

توصيات وإجراءات ضرورية

ولهذا السبب على ما يبدو أصدرت لجنة السلامة والصحة المهنية بالهيئة الوطنية للإعلام بمصر عدة توصيات حول الإجراءات الاحترازية والوقائية في مختلف الاستوديوهات، للحفاظ على سلامة وصحة العاملين، وتأكيد متابعة تنفيذها، وذلك حسب بيان رسمي جاء فيه "ضرورة التزام تحقيق فكرة التباعد بأن تكون المسافة بين المذيع والضيف لا تقل عن مترين، وكذلك بين المصورين والمذيعين ومقدمي البرامج بالاستوديو، كما يلتزم طاقم العمل خلف الكاميرا ارتداء الكمامة وكل العاملين والفنيين بالاستوديو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما جاء بالتوصيات "ضرورة ظهور المذيعين ومقدمي البرامج والضيوف بالكمامة، سواء كانت مسجلة أو على الهواء مباشرة، مع التزام مسافة التباعد المقررة"، أمّا بالنسبة إلى التصوير الخارجي فأوصت اللجنة بأن "يلتزم المذيعون والمراسلون والضيوف ارتداء الكمامة أيضاً".

وقررت اللجنة "عدم استضافة أكثر من ضيف بالبرنامج الواحد إن أمكن، وبالتنسيق مع رئيس القناة أو رئيس القطاع، ويراعى الاعتماد على تقنية سكايب. والمداخلات الهاتفية بجميع استوديوهات الهواء بظهور الضيف عبر هذه التقنية".

اللافت أنه عربياً لا يزال كثير من المحطات الفضائية يحتفي بتجمّع الضيوف، فهل تلتزم جميع القنوات العربية بدعواتها إلى اتباع قواعد المؤسسات الصحية الخاصة بمنع التجمعات والعمل من المنزل قدر الإمكان؟

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات