Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التوتر على أشده بين الكوريتين غداة نسف الشمال مكتب اتصال حدودي

سيول تعتبر تصرف بيونغ يانغ "وقحاً وأخرق"

غداة نسف كوريا الشمالية مكتب اتصال مشترك مع كوريا الجنوبية على جانبها من الحدود، أعلن "البيت الأزرق" الرئاسي في العاصمة الجنوبية سيول اليوم الأربعاء، إن الانتقادات التي وجهتها بيونغ يانغ إلى الرئيس الجنوبي مون جيه-إن في الآونة الأخيرة "جوفاء"، وأن السلوك غير المنطقي من جانب الشمال لن يكون مقبولاً من الآن فصاعداً.
وقال المتحدث باسم البيت الأزرق يون دو هان إن الانتقاد الذي وجهته كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون إلى رئيس كوريا الجنوبية هو "تصرف وقح وأخرق وأضر بشكل جوهري بالثقة التي بناها الزعيمان".


رفض شمالي


في المقابل، أعلنت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء، أنها رفضت عرض سيول إرسال مبعوثين خاصين إليها، وتعهدت بإعادة القوات إلى المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح في أحدث خطوة نحو إلغاء اتفاقيات السلام بين الكوريتين، وفي خضم تصاعد التوتر بسبب منشورات دعائية يرسلها منشقون إلى الشمال من الجنوب.
وعرض رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن يوم الإثنين 15 يونيو (حزيران)، إرسال مستشاره للأمن القومي تشونغ إيوي يونغ ورئيس جهاز الاستخبارات سو هون كمبعوثَين خاصين، لكن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية قالت إن شقيقة كيم جونغ أون، المسؤولة البارزة في الحزب الحاكم، "رفضت على نحو قاطع الاقتراح البغيض والشرير".
وذكرت الوكالة الشمالية إن مون "يفضّل بشدة إرسال مبعوثين خاصين "للتغلب على الأزمات" ويطرح مقترحات غير معقولة بشكل متكرر، ولكن عليه أن يفهم بوضوح أن مثل هذه الخدعة لن تنطلي علينا". وأضافت أن "حل الأزمة الحالية بين الشمال والجنوب والناجمة عن عدم كفاءة السلطات الكورية الجنوبية، وعدم مسؤوليتها شيء مستحيل ولا يمكن إنهاؤه إلا عند دفع الثمن المناسب".
ولم يصدر تعليق فوري من مكتب مون.
وفي تطور منفصل، قال متحدث باسم هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي الكوري الشمالي إنه سيرسل قوات إلى ماونت كومغانغ وكايسونغ بالقرب من الحدود، حيث نفذت الكوريتان مشاريع اقتصادية مشتركة في الماضي. وأضاف المتحدث أنه سيتم إعادة نقاط الشرطة التي سُحبت من المنطقة المنزوعة السلاح المحصنة بشدة، كما سيتم تعزيز وحدات المدفعية بالقرب من الحدود البحرية الغربية والتي يرسل منها المنشقون بشكل متكرر منشورات، مع رفع درجة التأهب إلى مستوى "القتال من الدرجة الأولى". وأضاف أن كوريا الشمالية ستستأنف أيضاً إرسال منشورات مناهضة لسيول عبر الحدود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"تفجير مزلزل"

 وكانت كوريا الشمالية نسفت الثلاثاء (16 يونيو) مكتب اتصال مع كوريا الجنوبية أقيم في مدينة حدودية عام 2018 بغرض تحسين العلاقات بين البلدين. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في الشمال أن مكتب الاتصال في كايسونغ، وهو مبنى من أربع طبقات واجهته من الزجاج الأزرق المتلألئ في مدينة صناعية تفتقر إلى أي بريق آخر، "تم تدميره في تفجير مزلزل".
ويُعدّ تدمير المبنى المغلق منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا انتكاسة كبرى لجهود الرئيس الكوري الجنوبي لاستمالة الشمال إلى مسار التعاون، كما يُعد ضربة أخرى لآمال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن أسلحتها النووية والانفتاح على العالم.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تؤيد تماماً جهود سيول المتصلة بالعلاقات مع كوريا الشمالية وإنها تحضّ الأخيرة على "الامتناع عن أي إجراءات أخرى غير مثمرة".
وكانت كوريا الشمالية حذرت واشنطن من التعليق على شؤون الكوريتين إن هي أرادت أن تسير انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بهدوء، ما أثار قلقاً من أنها ربما تفكر في العودة إلى التجارب النووية والصاروخية.
وأشاد ترمب بتجميد تلك التجارب، معتبراً ذلك نصراً تمخضت عنه اجتماعاته غير المسبوقة مع الزعيم الكوري الشمالي التي عقدت في عامي 2018 و2019 ولم تحقق نتائج أخرى.
وعبرت روسيا عن قلقها حيال الموقف في شبه الجزيرة الكورية ودعت كل الأطراف إلى ضبط النفس.
وأظهر تسجيل فيديو من كاميرات مراقبة نشرته وزارة الدفاع الكورية الجنوبية انفجاراً ضخماً بدا أنه هدم مبنى مكتب الاتصال، كما تسبب في ما يبدو بانهيار جزء من مبنى مجاور من 15 طبقة كان مقر سكن مسؤولي كوريا الجنوبية الذين يعملون في مكتب الاتصال.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب رسمياً إذ إن الصراع الذي دار بينهما منذ عام 1950 وحتى عام 1953 انتهى بهدنة وليس بمعاهدة. وتصاعد التوتر في الأيام الماضية مع تهديد كوريا الشمالية بقطع العلاقات واتخاذ إجراء انتقامي بسبب المنشورات التي تحمل رسائل تنتقد زعيمها.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن نسف المكتب كان لإجبار "حثالة البشر ومَن يؤوون الحثالة على دفع ثمن باهظ لجرائمهم".
ودأبت جماعات عدة يقودها منشقون على إرسال منشورات عبر الحدود ومواد غذائية وأوراق مالية (بنك نوت) من فئة الدولار وأجهزة راديو صغيرة وشرائح تخزين بيانات تحتوي على أعمال درامية وأخبار من كوريا الجنوبية، عادةً من طريق بالونات أو في زجاجات عبر النهر.
وكان المبنى يُستخدم في البداية، كمكتب لإدارة عمليات مجمع كايسونغ الصناعي، وهو مشروع مشترك بين الكوريتين توقف العمل فيه عام 2016 إثر خلافات بشأن البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
وأنفقت كوريا الجنوبية 9.78 مليار وون (8.6 مليون دولار) على الأقل لتجديد المبنى في 2018. وكان الكوريون الجنوبيون يعملون في الطبقة الثانية بينما يعمل الكوريون الشماليون في في الرابعة. وكانت الطبقة الثالثة تحوي قاعات للمؤتمرات يعقد فيها الجانبان اجتماعاتهما.

المزيد من دوليات