Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف قلصت الدوريات الأوروبية خسائرها المالية بعودة المنافسات؟

حافظت البطولات التي ستستكمل الموسم على روافد مداخيلها الرئيسة والتذاكر لن تحقق أرباحاً

تذكرة إحدى مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز (رويترز)

دارت عجلة منافسات الدوريات الأوروبية الكبرى بعد توقفها لقرابة ثلاثة أشهر بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، حيث عاد الدوري الألماني في 16 مايو (أيار)، لاستئناف مبارياته من دون حضور جماهيري، وفق ضوابط صارمة، كأول الدوريات الأوروبية الكبرى العائدة لاستكمال الموسم الحالي، بعد أزمة كورونا.
وفتح البوندسليغا الباب أمام الدوريات الأوروبية الأخرى للعودة إلى استكمال موسمها، خوفاً من المزيد من الخسائر المالية الضخمة التي تكبدتها الاتحادات والدوريات والأندية والعاملون بها بسبب التوقف لعدة أشهر.
وسار الدوري الإسباني على درب نظيره الألماني، بالعودة يوم 11 يونيو (حزيران) الحالي كثاني الدوريات الأوروبية الكبرى، مستخدماً أنظمة صوتية لبث أصوات مُسجلة للجماهير في الملاعب، لمحاكاة الأجواء الطبيعية للحضور الجماهيري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وأعلن الدوري الإنجليزي الممتاز بعد سلسلة من الاجتماعات والمشاورات مع الأندية واللاعبين والمديرين الفنيين والحكومة البريطانية، عودة البطولة يوم 17 يونيو، وكذلك يبدأ الدوري الإيطالي يوم 20 من الشهر ذاته.
تتويج "باريس سان جيرمان" باللقب
وبعودة الدوريات الألماني والإسباني والإنجليزي والألماني، يكون الدوري الفرنسي هو الوحيد من بين الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، الذي أنهى موسمه بأثر فوري، الشهر الماضي، بعد إعلان الحكومة الفرنسية رفض إقامة أي فعاليات رياضية محترفة حتى سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقد أعلن الدوري الفرنسي تتويج باريس سان جيرمان باللقب معتمداً على فارق النقاط مع أقرب ملاحقيه، وهو ما لجأ إليه الدوري البلجيكي بإنهاء موسمه فورياً واعتماد الترتيب النهائي، وإعلان تتويج كلوب بروج باللقب، حيث كان متصدراً المسابقة قبل تجميدها.
وكان الدوري الهولندي أول الدوريات الأوروبية التي لجأت إلى إنهاء الموسم مبكراً، لكنه لم يُعلن تتويج أي فريق باللقب وكذلك ألغى الهبوط والصعود.
وسعت الدوريات الأوروبية منذ اليوم الأول إلى التوقف بسبب فيروس "كوفيد-19" لوضع خطط عودة محددة الوقت خوفاً من التأثيرات المالية الضخمة التي طالت الأندية وأدت إلى تخفيض رواتب اللاعبين والعاملين وتسريح بعض الأندية موظفيها أو وضعهم على قوائم الدول لكفالة الوظائف.
الدوري الإنجليزي يتدارك خسائره
وبإعلان عودته لاستكمال الموسم الحالي، تدارك الدوري الإنجليزي الممتاز، خسائره المنتظرة، حيث كان مُتوقعاً أن يزيد إجمالي خسائر الأندية عن مليار يورو في حالة إلغاء الموسم، موزعة بين مبالغ يجب ردها إلى الشبكات الناقلة تلفزيونياً، وخسائر أموال الرعاية والإعلانات، إضافة إلى تذاكر المباريات التي بالفعل باتت خسارة مؤكدة.
الدوري الإنجليزي الممتاز الذي توقف في 13 مارس (آذار) الماضي بعد خوض الأندية 29 جولة، كان من المقرر أن ينتهي بشكل طبيعي يوم 17 مايو، بإكمال جولاته الـ38.
ويواجه الآن الدوري الإنجليزي الممتاز خسارة مؤكدة تقدر بنحو 171 مليون يورو، هي حصيلة الأندية من تذاكر المباريات، خلال الجولات التسع المتبقية، حيث تحصد الأندية الإنجليزية الـ20 في الدرجة الممتازة، نحو 723 مليون يورو في الموسم من بيع تذاكر المباريات.
خسائر الأندية الإسبانية
وفي إسبانيا، تنتظر الأندية خسارة نحو 161 مليون يورو، من تذاكر المباريات المتبقية حتى نهاية الموسم، ونحو 135 مليون يورو خسائر لأندية الدوري الألماني، و85 مليوناً لأندية الدوري الإيطالي، بينما خسرت أندية الدوري الفرنسي أقل من 50 مليون يورو بعد إلغاء الموسم، وأقل من 15 مليون يورو لأندية الدوري البلجيكي الذي يجني قرابة 86 مليون يورو من التذاكر خلال الموسم الكامل.
ورغم الخسائر المؤكدة للدوريات العائدة بسبب غياب الجماهير، فإنها حافظت على الروافد الأهم لمداخليها المالية، حيث يجني الدوري الإنجليزي الممتاز المقدر إجمالي دخله بنحو 5.4 مليار يورو سنوياً، نحو 53 في المئة من دخله عن طريق حقوق البث التلفزيوني، و26 في المئة من عقود الرعاية، و13 في المئة فقط من التذاكر.
وبالنسبة إلى الدوري الألماني تبلغ إجمالي مداخليه السنوية نحو 3.2 مليار يورو، يحقق 34 في المئة منها من البث و38 في المئة من عقود الرعاية و16 في المئة من التذاكر، وفي إسبانيا تجني الأندية 42 في المئة من دخلها من البث و27 في المئة من الرعاية و18 في المئة من التذاكر.
الدوري الفرنسي الذي تبلغ إجمالي مداخليه 1.7 مليار يورو سنوياً، كان مجبراً على خسارة ضخمة تبلغ نحو 400 مليون يورو بعد إلغاء الجزء المتبقي من الموسم. أما الدوري البلجيكي فلم يتأثر كثيراً بخسارة نحو 47 مليون يورو من إجمالي أقل من 400 مليون يورو هي كل ما تتحصل عليه الأندية في كل موسم.
ورغم تخفيض رواتب اللاعبين في معظم الدوريات الأوروبية دعماً للأندية في ظل أزمة فيروس كورونا، لا تزال رواتب اللاعبين في الدوري الفرنسي هي الأعلى بالنسبة إلى دخل الأندية بأكثر من 75 في المئة، ونحو 72 في المئة لأندية الدوري البلجيكي، بينما تمثل رواتب اللاعبين في إيطاليا وإسبانيا أكثر من 65 في المئة من إجمالي دخل الأندية، ونحو 58 في المئة في الدوري الإنجليزي، بينما يحافظ الدوري الألماني على النسبة الأقل بنحو 55 في المئة.
وإضافة إلى الخسائر المباشرة للدوريات الأوروبية، تكبدت الدوريات والأندية خسائر أكبر، بعد انخفاض القيم التسويقية للاعبين خلال فترة التوقف، لتهبط قيمة الدوري الإنجليزي من 9.71 مليار يورو إلى 7.96 مليار يورو، بفارق نحو 1.75 مليار يورو. أما الدوري الإسباني فخسر نحو 1.17 مليار يورو، لتستقر قيمته عند 5 مليارات يورو بعدما كانت 6.25 مليار يورو.
وفي المقابل، خسر الدوري الفرنسي 17.5 في المئة من قيمة لاعبيه وأنديته ليستقر عند 3.17 مليار يورو بعدما كان 3.84 مليار يورو قبل الأزمة الصحية العالمية، وكذلك فقد الدوري البلجيكي 14.2 من إجمالي قيمته لتصبح 728 مليون يورو، بعد أن كانت 848 مليون يورو.
 

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة