Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المواقف العالمية تتوحد حول إدانة "المذبحة المروعة" ضد المسجدين في نيوزيلندا

تنوّعت المواقف بين الإدانة والتعاطف مع الشعب النيوزيلندي بكل مكوناته والتحذيرِ من التطرف اليميني وتصاعدِ العداء ضد أتباع الديانات.

مسجد النور الذي تعرّض إلى أحد الهجومين في شارع دينز في مدينة كرايس تشيرش في نيوزيلندا (رويترز)

أثار الهجومان الإرهابيان اللذان تعرّض لهما مسجدان في نيوزيلندا الجمعة، موجةً عالمية عارمة من الشجب والاستنكار والتضامن مع الضحايا الـ 49 والجرحى وذويهم، إذ أدان الرئيس الأميركي دونالد ترمب "المذبحة المروّعة" ووصفها البيت الأبيض بأنه "عمل آثم من أعمال الكراهية"، بينما أكد البابا فرنسيس "تضامنه الخالص" مع كل النيوزيلنديين والمسلمين منهم في شكل خاص بعد الاعتداءين. وقال وزير خارجية الفاتيكان بيترو بارولين في برقية إن البابا "يشعر بحزن عميق لعلمه بالإصابات والخسارة في الأرواح الناجمة عن أعمال العنف العبثية".

وفي حين وصفت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن الهجومين بـ "العمل الإرهابي"، كتب الرئيس الأميركي على تويتر "أبعثُ بأحرّ التعازي وأطيب التمنيات لشعب نيوزيلندا بعد المذبحة المروّعة في المسجدين. مات 49 بريئاً بلا أي معنى وأُصيب كثيرون آخرون بجراح خطيرة. الولايات المتحدة تقف إلى جانب نيوزيلندا وتعرض عليها أي شيء يمكننا أن نفعله".

وقالت سارة ساندرز المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض في وقت سابق في بيان إن "الولايات المتحدة تدين بقوة هجوم (مدينة) كرايس تشيرش (في نيوزيلندا). قلوبنا ودعاؤنا للضحايا وذويهم. ونحن نقف متضامنين مع نيوزيلندا شعباً وحكومةً في مواجهة عمل آثم من أعمال الكراهية".
 

 

ملكة بريطانيا والأزهر

كذلك عبّرت ملكة بريطانيا إليزابيث، عن حزن بالغ لواقعة إطلاق الرصاص في المسجدين في نيوزيلندا اليوم الجمعة. وقالت الملكة وهي رأس الدولة في نيوزيلندا، "شعرت بحزن بالغ للأحداث المروّعة في كرايس تشيرش اليوم. نقدّم أنا والأمير فيليب تعازينا لأسر وأصدقاء مَن فقدوا أرواحهم". وأضافت "أودّ أيضاً أن أثني على خدمات الطوارئ والمتطوّعين الذين يقدمون الدعم للجرحى. قلبي ودعائي لكل أهل نيوزيلندا في هذا الوقت الصعب".

وندّد الأزهر الشريف في القاهرة بالهجوم ووصفه بأنه "هجوم إرهابيّ مروّع"، محذراً في بيان من أن ما حدث "يشكّل مؤشراً خطيراً إلى النتائج الوخيمة التي قد تترتّب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا". وأضاف البيان أن "الهجوم الإجرامي... يجب أن يكون جرسَ إنذار إلى ضرورة عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية التي ترتكب مثل هذه الأعمال البغيضة". وكان شيخ الأزهر أحمد الطيب التقى البابا فرنسيس في فبراير (شباط) الماضي، في الإمارات ووقّعا معاً وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي".

 

"تصاعد العداء"

 

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة، أن الاعتداءين اللذين استهدفا مسجدَين في نيوزيلندا يشكلان مؤشراً إلى "تصاعد العداء للإسلام"، داعياً الدول الغربية إلى اتخاذ إجراءات "طارئة" لتفادي وقوع "كوارث" أخرى.
وندّد الرئيس التركيّ "بشدة" في بيان نُشر على "تويتر"، بهذا الاعتداء المزدوج، معتبراً أنه "مثال جديد على تصاعد العنصرية والعداء للإسلام".
وأثار هذا الاعتداء استياءً في تركيا، في حين أفادت وسائل إعلام تركية عدة بأن المهاجم أطلق تهديداتٍ ضدّ أنقرة في "بيان" نشره على مواقع التواصل. وكتب على مخازن أسلحته كما ظهر في صورٍ نشرها على "تويتر" تواريخَ الهزائمِ العسكرية للسلطنة العثمانية.
وتحدّث في بيانه خصوصاً عن كاتدرائية آية صوفيا في إسطنبول، التي حوّلها العثمانيون إلى مسجدٍ بعد سيطرتهم على مدينة القسطنطينية في العام 1453، وبعد ذلك إلى متحف. وقال المهاجم المتطرّف إنها "ستتحرّر من مآذنها".
وقال أردوغان "من الواضح أن رؤية القاتل التي تستهدف أيضاً بلدنا وشعبنا وشخصي، بدأت تحظى بمزيد من التأييد في الغرب كالسرطان". وتابع "مع هذا الاعتداء، تخطّى العداء ضد الإسلام حدود المضايقة الشخصية ليصل إلى مستوى القتل الجماعي"، داعياً الدول الغربية إلى "اتخاذ إجراءات في شكل طارئ" لتجنّب "حصول كوارث جديدة".
وتنتقد حكومة أردوغان الإسلامية باستمرار ما تصفه بأنه "تصاعد العداء للإسلام" في الدول الغربية.
 

مصر والأردن والعراق

 

 
كما ندّدت وزارة الخارجية المصرية "بأشدّ العبارات" بالاعتداءين. واعتبرت في بيان أن "هذا العمل الإرهابيّ الخسيس يتنافى مع كل مبادئ الإنسانية ويمثّل تذكيراً جديداً بضرورة تواصُل وتكثيفِ الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب البغيضِ الذي لا دينَ له، ومواجهةِ كلّ أشكال العنف والتطرّف".
وأدان الأردن الجمعة "المذبحة الإرهابيّة". وأكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات "موقفَ الأردن الرافض للإرهاب والاعتداء على الآمنين ودور العبادة، والاستهداف الغاشم والمتكرّر للأبرياء الذي يعدّ من أبشع صور الإرهاب".
وأضافت غنيمات الناطقة الرسمية باسم الحكومة أن "الحوادث الإرهابية البشعة تتطلب العمل وفقَ منهجٍ تشاركيٍ دوليٍ تتضافر من خلاله الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب بمختلف أشكاله، أمنياً وفكرياً".


ضحايا أردنيون

 

وأدانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان "بأشد العبارات الهجوم الإرهابي"، مضيفةً أنه "أُكّدَ استشهاد مواطنٍ أردنيٍ وإصابة خمسة آخرين" في الحادث.
وأدان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من جانبه، في تغريدة عبر موقع تويتر "المذبحة البشعة التي استهدفت مصلين يؤدون عباداتهم آمنين في مسجدين في نيوزيلندا". وأضاف "هي جريمة إرهابيةٌ صادمة ومؤلمة توحّدنا للاستمرار في محاربة التطرّف والكراهية والإرهاب الذي لا دينَ له".
كذلك أدان العراق، الذي أعلن أخيراً "النصر" على تنظيم "داعش"، "الحادث الإرهابي الأليم" في نيوزيلندا.
وأشارت الخارجية العراقية في بيان إلى أنها "تدين هذه الجريمة أشدّ إدانة وتعلنُ وقوفها إلى جانب الشعب النيوزيلندي".
وأكدت الخارجية العراقية أن "هذا الحادث الذي طاول المصلين يُثبِت أنَّ جميع دول العالم ليست في مأمن من الإرهاب، وليس أمام العالم إلا توحيد جهوده للقضاء عليه".


6 إندونيسيين وماليزي

أما في إندونيسيا، فقالت وزيرة الخارجية ريتنو مرسودي في بيان إن "إندونيسيا تدين بشدة عملية إطلاق النار هذه خصوصاً في مكان للعبادة وأثناء صلاة الجمعة". ونقلت عنها وسائل إعلام في وقت سابق قولها إن ستة إندونيسيين كانوا داخل المسجد لدى وقوع الهجوم، تمكّن ثلاثة منهم من الفرار بينما لا يُعرف مصير الثلاثة الآخرين. وذكر طنطاوي يحيى سفير إندونيسيا لدى نيوزيلندا أن التحريات جارية لمعرفة إذا كان هناك أيّ ضحايا إندونيسيين.

وفي ماليزيا، قال أنور إبراهيم زعيم أكبر حزبٍ في الائتلاف الحاكم إن مواطناً ماليزياً أصيب في الهجوم الذي وصفه بأنه "مأساة سوداء تواجه الإنسانية والسلام العالمي". وأضاف في بيان "أشعر بحزن عميق إزاء هذا العمل غير المتحضّر الذي يتعارض مع القيم الإنسانية والذي أودى بحياة مدنيين".


"على كلّ الديانات أن تقلق"

في الردود أيضاً، قال كمال فاروقي مؤسس رابطة مسلمي عموم الهند وهي مؤسسة غير حكومية لعلماء الدين الإسلامي، إن الهجوم "يستحق الإدانة البالغة"، مضيفاً أن "الفيروس المعادي للمسلمين ينتشر في أرجاء العالم. كلّ أصحاب الديانات يجب أن يقلقوا بشدة".

واستنكر المتحدّث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل الحادثَ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ مستخدماً وسم #باكستان_ضد_الإرهاب.

المزيد من دوليات