Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تعلن نجاح استخدام بلازما المتعافين في علاج مصابي كورونا

زيادة مراكز تلقي التبرع بالدم والأزهر يعتبر الذهاب إليها "واجباً شرعياً"

الأزهر يعتبر تبرع المتعافين ببلازما الدم سعياً في إحياء الأنفس (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة المصرية نجاح علاج المصابين بفيروس كورونا من خلال بلازما الدم الخاصة بالمتعافين من الوباء، حيث أظهرت التجربة التي بدأت قبل نحو شهرين نجاحاً كبيراً في علاج الحالات الحرجة من المصابين، كما تبين النتائج المبدئية تقليل احتياج المرضى لأجهزة التنفس الصناعي، مع تحقيق ارتفاع في معدلات الشفاء والخروج من المستشفى.

وكانت هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA أعلنت في مارس (آذار) الماضي، إمكانية استخدام بلازما المتعافين في علاج الحالات الحرجة، لأنها تحتوي على الأجسام المضادة للفيروس، وهو ما يعطي احتمالية لتحسُن تلك الحالات.

دماء المتعافين

وأوضح إيهاب سراج الدين، مدير خدمات نقل الدم بوزارة الصحة، أن فريق المركز القومي لنقل الدم منذ ظهور الجائحة عمل على إعداد بروتوكول علاجي باستخدام بلازما دم المتعافين، وأطلع على تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، وبعد موافقة اللجنة العلمية المصرية لمواجهة فيروس كورونا، بدأت في 12 أبريل (نيسان) الماضي تجارب استخراج البلازما من دماء المتعافين واستخدامها في علاج الحالات الحرجة، من خلال مجموعة من المتعافين الذين تحمسوا لمساعدة غيرهم، وحالياً هم مستعدون لنقل تجربتهم إلى المزيد من المتعافين لكي يقبلوا على التبرع.

وأضاف لـ"اندبندنت عربية" أن "التجارب حققت نجاحاً كبيراً في علاج المصابين ذوي الحالات الحرجة، حيث ستعلن وزارة الصحة خلال الأيام المقبلة التفاصيل العلمية للتجربة"، مشيراً إلى أن "الوزارة قررت نقل خدمات استقبال المتعافين المتبرعين في 4 مراكز إلى جانب المركز الرئيس في القاهرة، لتيسير عملية التبرع"، وكشف أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في عدد أماكن التبرع، وربما يشمل التوسع الذهاب إلى المتعافين في منازلهم بدلاً عن انتظار توجههم إلى مراكز نقل الدم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قلة عدد المتبرعين

وتابع "الفترة الحالية تشهد تواصل فرق مراكز نقل الدم مع المتعافين من الفيروس التاجي، لاستطلاع مدى رغبتهم في التبرع، وتحديد مواعيد لاستقبالهم وسحب البلازما"، نافياً اشتراط وزارة الصحة على المصابين قبل دخولهم مستشفيات العزل أن يتبرعوا بالدم فور تعافيهم، وأعرب عن أسفه لقلة عدد المتبرعين، قائلاً إنه على سبيل المثال إذا تم التواصل مع 200 متعاف يومياً يوافق 3 أو 4 منهم فقط، بينما يصعب الوصول إلى الأخرين أو يرفضون التبرع، مؤكداً إصرار الوزارة على عدم إجبار أي شخص على التبرع بالدم، على الرغم من أهمية ذلك، حيث يمكن علاج عدد من المصابين بالفيروس من خلال كمية بلازما الدم لشخص التي يجري سحبها من شخص واحد من المتعافين.

وناشدت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، المتعافين بعد مرور 14 يوماً على شفائهم، بالتوجه إلى أقرب مركز نقل دم تابع للوزارة، من بين 5 مراكز في القاهرة والإسكندرية والغربية والمنيا والأقصر.

شروط التبرع

ووضعت الوزارة مجموعة من الشروط للمتعافين يجب الالتزام بها قبل التبرع ببلازما الدم، وهي وجود دليل مسحة إيجابية للفيروس، إلى جانب دليل تعافي المصاب وهو عبارة عن مسحتين سلبيتين، ومرور 14 يومًا على آخر مسحة سلبية مع عدم ظهور أي أعراض أخرى للفيروس، كما يجب أن تتوافر الشروط الأساسية للتبرع بالدم وهي أن يتراوح السن بين 18 و60 عاماً وألا يقل الوزن عن 50 كيلوغراماً، مع توقيع الكشف الطبي عليه لضمان خلوه من الأمراض القلبية أو الصدرية المزمنة.

ولضمان سلامة بلازما المتعافين قبل حقنها في أجسام المرضى، تجري وزارة الصحة تحاليل للتأكد من كفاءة البلازما وخلوها من الأمراض، إلى جانب تحاليل تقيس نسبة الأجسام المضادة لكورونا، والتأكد من كفاءتها في مواجهة الفيروس.

واجب شرعي

وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى أكد قبل أيام أن تبرع المُتعافين من كورونا ببلازما الدم لمساعدة المُصابين يُعد واجب شرعاً، وأضاف في فتوى منشورة على صفحته بموقع "فيسبوك" "استجابة المُتعافين لهذه الدعوة واجبٌ كفائيٌ إن حصل ببعضهم الكفاية، وبرئت ذمتهم، وإن لم تحصل الكفاية إلا بهم جميعاً تعيَّن التبرع بالدم على كل واحد منهم وصار في حقه واجباً ما لم يمنعه عُذر، وإن امتنع الجميع أَثِم الجميع شرعاً؛ وذلك لِمَا في التَّبرع من سعي في إحياء الأنفس".

يشار إلى أن عِدة دول سمحت باستخدام البلازما في تجارب لعلاج مرضى كورونا، منها فرنسا والولايات المتحدة وسويسرا والصين والنمسا. وقبل نحو أسبوع أعلن الممثل الأميركي توم هانكس، تبرعه ببلازما الدم للمرة الثانية منذ شفائه من الوباء المميت الذي أصيب به في مارس الماضي، ليكون أشهر الداعمين لتجارب استخدام البلازما في علاج المصابين.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار