Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تعود حماس إلى الحضن القطري؟

القانوع لـ "اندبندنت عربية": قطر تبذل جهداً مهماً لتثبيت التفاهمات بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي، من خلال توفير الدعم المالي اللازم لدفع استحقاقات التفاهمات مثل حلّ أزمة الكهرباء ورواتب الموظفين

اجتماع قيادة حركة حماس مع السفير القطري محمد العمادي في مكتب إسماعيل هنية في غزّة (مكتب إعلام هنية)

استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة السفير محمد العمادي في مكتبه في مدينة غزّة، اللقاء جاء بعد قطيعة وتوتر (وفق مراقبين) بين الطرفين، إذ لم يلتقيا منذ فترة، خصوصاً بعدما رفضت حماس استلام الأموال القطرية أخيراً، فعلّق العمادي بأنّه لن يدعم الحركة، بل يقدم الأموال إلى الأسر المحتاجة.

الأموال القطرية التي تقدر بحوالي مليار دولار منذ بدء العلاقات القطرية الحمساوية علناً في العام 2012 وحتى الوقت الحالي، وزادت بعد الأزمة المالية التي تمر بها حماس (بعد انطلاق مسيرات العودة)، والتي أسفرت عن عدم دفع رواتب موظفي الحكومة الموازية في غزّة، فضلاً عن زيادة أزمة الكهرباء، كانت لإنقاذ حماس من أزمتها بدفع 15 مليون دولار شهرياً لموظفي حماس وبعض المحتاجين.

ويعتقد مراقبون بأنّ العلاقة بين حركة "حماس" وقطر توترت فترة محدودة، خصوصاً بعدما رفضت حماس استلام الأموال القطرية بذريعة استغلالها من قبل الاحتلال لصالح أهداف سياسية، وهو ما أعلن عنه صراحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّ المال القطري يأتي لبقاء الانقسام الفلسطيني، لكن وفق مراقبين، فإنّ العلاقات القطرية الحمساوية عادت اليوم إلى حالتها الطبيعية المتمثلة في إنقاذ حماس من أزماتها المالية.

تنسيق أمنيّ

يقول المحلّل السياسي جمال أبو نحل بدوره، إنّ حماس عادت إلى الحضن القطري، بعدما أعلنت للعلن أنّها لن تستلم المنحة القطرية، ولكن في الخفاء استلمت الأموال بطرق مختلفة متعددة. وبيّن أبو نحل أنّ حماس تنفذ ما يريده العمادي وهو ينفذ ما يريده نتنياهو، وهذا أحد أوجه "التنسيق الأمني الحلال" من وجهة نظر حماس، الأمر الذي كشف عنه نتنياهو في خطابه للعالم كله. وأظهر أنّ حماس لن تخرج من العباءة القطرية، التي تمهد لصناعة طلاق واضح لا رجعة فيه بين غزة والضفة، ما يؤدي إلى استدامة الانقسام الفلسطيني، ويحفظ الأمن للاحتلال، ويمرّر صفقة القرن.

التفاهمات مع الاحتلال

لكن حركة حماس التي تعتبر أنّ العلاقة الوطيدة مع قطر، تأتي في إطار تعزيز الوجود الفلسطيني، ودعم المواطنين في القطاع أو موظفي الحكومة الموازية، ولم تستفد منه كحركة، وفق المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع الذي أضاف لـ "اندبندنت عربية" "قطر تبذل جهداً مهماً في الوصول إلى تفاهمات بين حماس والجانب الإسرائيلي، ويكمل الدور القطري ما تقوم به مصر، في محاولة تثبيت حالة الهدوء مع الجانب الإسرائيلي.

القانوع يعترف صراحة بأنّ قطر تقوم بتوفير الدعم المالي اللازم، لدفع استحقاقات التفاهمات مع الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تشغيل محطة الكهرباء، وبرامج تشغيل موقتة للمواطنين، وصرف رواتب موظفي الحكومة الموازية، ومساعدات للأسر الفقيرة. ويشير إلى أنّ المال القطري الموجه إلى الشعب الفلسطيني هو من دون أي ثمن ومقابل سياسي، وقطاع غزّة مفتوح أمام أيّ دعم خارجي، ولن يسجل على حركة حماس استلام أيّ أموال مقابل أثمان سياسية.

ورداً على تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول القانوع، إنّه يهدف إلى تعكير العلاقة بين حماس والقطريين وتوتيرها، وكلّ التفاهمات مع العمادي هي لصالح المواطنين والأسر الفقيرة. ومعلوم أن القطاع يعاني أزمة كبيرة في الكهرباء، منذ قصفت الطائرات الإسرائيلية شركة الكهرباء في العام 2006، والأزمة مستمرة حتى اليوم بسبب نقص الوقود الخاص بتوليد الكهرباء، فضلاً عن عدم توافر ما يحتاجه القطاع من قيمة الكهرباء المقدرة بحوالي 500 ميجاواط.

رفض فصائلي

مسؤول جبهة النضال الشعبي في قطاع غزّة محمود الزق، قال إنّ عودة قبول حماس الأموال القطرية تأتي في إطار مسعاها للاحتفاظ بسيطرتها على قطاع غزّة، بغض النظر عن أيّ ثمن يدفعه الفلسطيني مقابل ذلك. وكشف أنّ التفاهمات بين حماس وإسرائيل اقتربت لترقى إلى مستوى اتفاقيات، وهناك مسعى مقطري لتثبيت هذه الحالة من خلال دفع الكثير من الأموال، موضحاً أنّ العمادي يتجاوز دوره المتمثل في رئيس لجنة إعادة الإعمار إلى التدخل المباشر في الشأن السياسي. وبيّن الزق أنّ الدور القطري يضخّ المزيد من الأموال للإبقاء على الانقسام، وتعزيز حماس في القطاع، والتعامل معها ككيان سياسي خارج إطار السلطة الوطنية الفلسطينية.

المزيد من العالم العربي