Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الهجمات المليونية" لفيروس كورونا تتعلق بتطور سلالة أكثر عدوى

تتبّع بيانات منظمة الصحة العالمية يظهر وقوع أكثر من 4 ملايين إصابة خلال شهر ونصف الشهر مقارنة بمليون فقط خلال 3 أشهر

تسارع انتشار كورونا يتفق مع بحث يشير إلى أن الطفرة تتعلّق بالنتوءات البارزة على الجزء الخارجي من الفيروس التاجي (أ.ف.ب)

بوتيرة متسارعة انتشر فيروس كورونا المستجد خلال الأشهر القليلة الماضية، مقارنة بالأسابيع الأولى من اكتشافه. ففي حين استغرق الأمر أكثر من ثلاثة أشهر لتسجيل مليون إصابة، تجاوزت نسبة الإصابات الخمسة ملايين حول العالم في غضون سبعة أسابيع، في ما يمكن أن نُطلق عليه "الهجمات المليونية" للفيروس. ووسط هذا الضجيج، يتسابق العلماء لتفسير السلوك الغامض للفيروس المستجد، إذ أشارت واحدة من الدراسات الصادرة عن مركز أبحاث أميركي رفيع، إلى أن كوفيد-19 الذي ظهر أولاً في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قد تحوّر ويبدو أن السلالة الجديدة المنتشرة حول العالم، أكثر عدوى.

 

سلالة جديدة

حدّد العلماء في مختبر لوس ألاموس الوطني في الولايات المتحدة، سلالة جديدة من الفيروس التاجي أصبحت سائدة في جميع أنحاء العالم ويبدو أنها أكثر عدوى من السلالات التي انتشرت في الأيام الأولى للوباء. وأشار العلماء القائمين على البحث إلى أن السلالة الجديدة من كورونا ظهرت في فبراير (شباط) الماضي في أوروبا وانتقلت سريعاً إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة وأصبحت السلالة المهيمنة في جميع أنحاء العالم منذ منتصف مارس (آذار).

وبحسب البحث الصادر أوائل مايو (أيار) الحالي في 33 صفحة، فإنّه إضافةً إلى انتشار هذه السلالة بشكل أسرع، قد يجعل الأشخاص عرضة للإصابة الثانية بعد نوبة المرض الأولى. ومع ذلك، فإنّ البحث نُشر فقط على موقع BioRxiv، الذي يستخدمه الباحثون لمشاركة عملهم قبل أن تتم مراجعته، وهو جهد لتسريع التعاون مع العلماء الذين يعملون على تطوير لقاحات أو علاجات لفيروس كوفيد-19.

ووفقاً صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، فإن العلماء في المنظمات الرئيسة التي تعمل على إنتاج لقاح أو أدوية لمكافحة الفيروس التاجي الجديد الذي يُعرف علمياً أيضاً باسم "سارس- CoV-2"، يعلّقون آمالهم على الأدلة الأولية على أن الفيروس مستقر ومن غير المحتمل أن يتغيّر بالطريقة التي يفعلها فيروس الإنفلونزا، ممّا يتطلّب لقاحاً جديداً كل عام. لكن يمكن لبحث لوس ألاموس أن يقلب هذا الافتراض.

الهجمات المليونية

"اندبندنت عربية" تتبّعت نشاط انتشار الفيروس بناء على بيانات منظمة الصحة العالمية، التي تظهر تسجيل مليون إصابة حول العالم بعد أكثر من 10 أسابيع على إعلان المنظمة للمرّة الأولى انتقال الفيروس بين البشر في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى 4 أبريل (نيسان) الماضي، بينما أُحصي المليون الثاني من الإصابات في الفترة من 5 إلى 17 أبريل، وجاء المليون الثالث في الفترة من 18 حتى 29 أبريل، والمليون الرابع في الفترة من 30 أبريل حتى 11 مايو، وأتمّ العالم 5 ملايين إصابة بين 12 مايو و22 منه، ويتجه العالم حالياً نحو المليون السادس.

 

هذا النمط المتسارع في انتشار فيروس كورونا المستجد عالمياً يتفق مع نتيجة البحث الأميركي التي تشير إلى أن الطفرة تتعلّق بالنتوءات البارزة على الجزء الخارجي من الفيروس التاجي، التي تسمح له بدخول خلايا الجهاز التنفسي البشري. وقال معدو البحث إنهم شعروا "بالحاجة الملحّة للإنذار المبكر" حتى تكون اللقاحات والأدوية قيد التطوير في جميع أنحاء العالم، فعالة ضد السلالة المتحوّلة.

وفي أماكن عدّة ظهرت فيها السلالة الجديدة، سرعان ما أصابت عدداً أكبر بكثير من البشر، مقارنةً بغيرها من السلالات السابقة التي خرجت من ووهان في الصين، وفي غضون أسابيع، كانت السلالة الوحيدة السائدة في بعض الدول، وفقاً للبحث الذي يشير أيضاً إلى أنّ هيمنتها على أسلافها يعكس أنّها أكثر عدوى، على الرغم من عدم معرفة سبب ذلك بالضبط.

14 طفرة

واستند البحث إلى تحليل حسابي لأكثر من 6000 تسلسل لفيروسات تاجية من جميع أنحاء العالم، جمعتها "المبادرة العالمية لمشاركة جميع بيانات الإنفلونزا"، وهي منظمة في ألمانيا. وحدّد فريق لوس ألاموس، بمساعدة علماء في جامعة ديوك وجامعة شيفيلد في إنجلترا، 14 طفرة حدثت بين ما يقرب من 30000 زوج أساسي من الحمض النووي الريبي الذي يشكّل الجينوم لفيروس كورونا. وركّز معدّو البحث على تحوّل يُسمى 614G، المسؤول عن التغيير في طفرات الفيروس.

وكتبت قائدة البحث بيت كوربر، عالمة الأحياء الحاسوبية في لوس ألاموس، على صفحتها على فيسبوك: "القصة مقلقة، إذ نرى شكلاً متحوّراً من الفيروس ينشأ بسرعة كبيرة، وخلال شهر مارس، أصبح الشكل الوبائي المسيطر". وأضافت "عندما تدخل الفيروسات ذات هذه الطفرة بين السكان، فإنها تبدأ بسرعة في السيطرة، بالتالي تكون أكثر قابلية للانتقال".

وحذّر الباحثون من أنه إذا لم يتراجع الفيروس المستجد خلال الصيف مثل الإنفلونزا الموسمية، فقد يتطوّر أكثر ويُحتمل أن يحدّ من فعالية اللقاحات التي توصّل إليها العلماء في جميع أنحاء العالم، موضحين أن الكشف عن الطفرة أمر "مثير للقلق"، نظراً إلى الجهود الحالية المتعلّقة بتطوير أكثر من 100 لقاح في بلدان عدّة.

في أوائل مارس الماضي، قال باحثون في الصين إنهم وجدوا أن نوعين مختلفين من الفيروس التاجي قد يتسبّبان في حدوث عدوى في جميع أنحاء العالم. في دراسة نُشرت في 3 مارس، تبيّن للعلماء في كلية علوم الحياة بجامعة بكين ومعهد باستور في شنغهاي أن نوعاً أكثر عدوانية من الفيروس التاجي الجديد يمثّل حوالى 70  في المئة من السلالات التي حُلّلت، بينما رُبطت الـ 30 في المئة بنوع أقل عدوانية. وكانت السلالة الأكثر عدوانية وفتكاً سائدة في المراحل الأولى من تفشّي المرض في ووهان.

المزيد من دوليات