زعم مارك زوكربرغ، الرئيس التنفيذي لـ"فيسبوك" عملاق التواصل الاجتماعي، أن منصته جاهزة لمكافحة المعلومات المضللة خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، فيما تخوض معركة "سباق تسلح" ضد التدخل الأجنبي في الاستحقاق المنتظر.
في أول مقابلة متلفزة له منذ خمس سنوات، أخبر زوكربرغ "بي بي سي" أنه وشركته "تعلما أشياء كثيرة عن طريقة عمل السياسة عبر الإنترنت" منذ عام 2016. وذكر أن "فيسبوك" يتعاون مع حكومات عدة في سياق الاستعداد للحملة المقبلة من التدخل، بدءاً من الآن حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل (موعد الانتخابات).
أضاف "أحد المجالات الكبيرة التي كنا متأخرين فيها عام 2016، لكن أعتقد أننا الآن بوضع أفضل بكثير، يتمثل في كشف الحملات الإعلامية المنسقة التي تطلقها جهات حكومية مختلفة حول العالم ومحاربتها".
وإذ ذكر زوكربرغ أن الشركة عملت مع حكومات عدة من أجل تحسين مستواها في التعرف إلى تلك التهديدات، قال إن "الدول سوف تستمر في المحاولة والتدخل، وأننا سنشهد مسائل من ذلك القبيل. وأنا على ثقة تامة في أننا سنكون قادرين على حماية نزاهة الانتخابات المقبلة".
في الواقع، تمارس السلطات الأميركية ضغوطاً شديدة على "فيسبوك" كي يتحمل مزيداً من المسؤولية تجاه المحتوى السياسي الذي يستضيفه. ووفقاً لدراسة صادرة عن جامعة "برينستون" الأميركية، لم تسهل منصات إلكترونية أخرى نشر المعلومات المضللة، بالقدر الذي مارسه (فيسبوك) عملاق التواصل الاجتماعي من ناحيتي السرعة والحجم.
ولكن على الرغم من ذلك، لم يستجب "فيسبوك" لنداءات تدعوه إلى إجراء تغييرات شاملة. واُنتقد في بداية العام الحالي عندما أعلن أنه لن يُدخِل تغييرات إلى سياساته الإعلانية، بما في ذلك الاستهداف الدقيق الذي يتيح للأطراف السياسية الفاعلة نشر رسائل مقولبة إلى مجموعات محددة جداً من الأشخاص.
في المقابلة نفسها، سُئِل زوكربرغ الذي يمارس سيطرة فردية كاملة في الشركة، عن مسألة انتشار معلومات مضللة حول جائحة فيروس كورونا، من بينها ادعاءات غير صحيحة بأن شبكات الجيل الخامس "5 جي" 5G تؤدي دوراً في انتشار الفيروس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفق كلمات السؤال، "إذا قرر شخص مجنون أن يطلب من الناس أن يشربوا مواد معقمة أو يحقنوا أنفسهم بها"، في إشارة إلى دونالد ترمب الذي فعل ذلك أخيراً، "ما رد خوارزمية [المعادلات المؤتمتة في برامج المعلوماتية] "فيسبوك" على ذلك؟".
أجاب زوكربرغ بأنه عندما يتعلق الأمر "بمعلومات مضللة ضارة تعرض الناس لخطر الإصابة بضرر جسدي وشيك"، فسيزيلها "فيسبوك". ولكن حتى عندما لا يكون أحد معرضاً لخطر الأذى البدني المباشر، "لا نود أن تكون المعلومات المضللة هي المحتوى الذي ينتشر على نطاق واسع عبر الشبكة".
على ما يبدو، ينطبق ذلك على جميع مستخدمي الشبكة والمتحدثين العامين، مهما بلغت قوتهم. وفي مثال على ذلك، ذكر زوكربرغ، "في واحدة من الحالات، أورد الرئيس البرازيلي أن جميع العلماء أكدوا أن ثمة دواء ثبت أنه يشفي من فيروس كورونا. بالتأكيد، ليس ذلك صحيحاً... لذا كان علينا تطبيق الإزالة".
مع ذلك، أشار الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" إلى وجود فئتين من المعلومات المضللة. وبحسب رأيه، "بشكل عام، إن كنت تقول شيئاً سيعرض الناس لخطر وشيك ينذر بأذى، نزيله. أما إن كنت تقول شيئاً لا يعدو عن كونه خطأً، لا نزيله، إنما نحول دون انتشاره. يشكل ذلك موضوعاً شديد الحساسية، لأن في المجتمع أشياء كثيرة يعتقد شخص ما أنها سيئة، فيما يرى آخرون على الجانب الآخر من المسألة أنها جيدة".
أضاف "على ما أظن، إلا إذا بدا واضحاً جداً أن ثمة شيئاً سيسبب ضرراً حقيقياً لشخص ما في المدى القريب، أعتقد أنك عموماً ترغب في السماح بأوسع أداة للتعبير عن الرأي".
© The Independent