Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشمس في طورها الأضعف لكن الجليد لن يغطي الأرض ثانية

 الدورة الدنيا للشمس هي جزء من دورة البقع الشمسية وتشير إلى نشاط أكبر للنجم

صورة للشمس وزعتها وكالة الفضاء الأميركية (عن ناسا) 

تزامناً مع دخول الشمس ما يُسمى "الدورة الدنيا" (فترة النشاط الشمسي الأضعف)، تشتد قوة الأشعة الكونية، وهي جسيمات عالية الطاقة تتحرك في الفضاء الخارجي بسرعة الضوء، ما قد يشكل خطراً على سلامة رواد الفضاء ويتسبب بمزيد من العواصف.

والحال أن الأشعة الكونية تزداد شدة نتيجة نقص في البقع الشمسية، وهي بقع داكنة تتشكل على سطح الشمس بسبب ما يضمه الكوكب في داخله من حقول مغناطيسية تُنير الأرض بالأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية.

عن هذه الظاهرة قال دين بيسنيل، من "مركز غودارد لرحلات الفضاء" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، إن دورة الشمس الدنيا، وهي "جزء منتظم من دورة البقع الشمسية"، تعني أن المجال المغناطيسي للشمس ضعيف. ويؤدي ذلك إلى دخول أشعة كونية إضافية إلى النظام الشمسي.

في سياق متصل، كتب الدكتور توني فيليبس على موقعه الإلكتروني ما مفاده بأن بيانات عدادات النيوترونات في المرصد الجيوفيزيائي في جامعة "أولو" الفنلندية تُبين أن الأشعة الكونية التي تصل إلى الأرض في عام 2020 قريبة من أعلى مستوى بلغته  في عصر الفضاء.

وقال فيليبس "حتى الآن في العام الحالي، كانت الشمس خالية من البقع السوداء بنسبة 76 في المئة من الوقت، وهو معدل جرى تجاوزه مرة واحدة فقط في عصر الفضاء. في العام الماضي 2019، خلت الشمس من البقع الداكنة بنسبة 77 في المئة من الوقت. كذلك أدت سنتان متتاليتان من غياب البقع التام، بمعدلات قياسية، إلى دورة شمسية دنيا شديدة جداً"، مشيراً إلى أن "الأشعة الكونية الزائدة... تؤثر في الكيمياء الكهربائية في الغلاف الجوي العلوي لكوكب الأرض، وربما تساعد في إطلاق البرق".

تكهن البعض بأن بوسع ناتج الطاقة المنخفض من جانب الشمس أن يفضي إلى "عصر جليدي صغير"، على غرار ذلك الذي حدث بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر تزامناً مع تمدد رقعة الأنهر الجليدية الجبلية في جبال الألب الأوروبية ونيوزيلندا وألاسكا ومواقع أخرى، وانخفاض درجات الحرارة عبر نصف الكرة الشمالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بيد أن هذه الفرضية قد لقيت المعارضة من جانب بحث أشار إلى أن "عوامل متعددة، لا سيما نشاط بركاني، كانت بالغة الأهمية في التسبب في درجات حرارة أكثر برودة"، وأن "انخفاض إجمالي الإشعاع الشمسي أسهم على الأرجح في ذلك... بقدر مماثل للتغير الذي طاول أشكال استخدام الأراضي".

تذكر "ناسا" أيضاً أن أي تغير كبير يبقى مُستبعداً، موضحة "من ناحية التأثير الإشعاعي (الفرق بين أشعة الشمس التي تمتصها الأرض والطاقة المنعكسة إلى الفضاء)، وهو عامل يمكن أن يدفع المناخ في اتجاه معين، يقدر علماء الطاقة الشمسية أنه سيكون بمقدار حوالى -0.1 واط لكل متر مكعب، وهو التأثير نفسه الذي تخلفه حوالى ثلاث سنوات من التصاعد في تركيزات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (سي أو 2) الحالية.

وتضيف الوكالة "من ثم، لن تؤدي فترة النشاط الشمسي الأضعف الكبرى إلا إلى التعويض عن بضع سنوات من الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية، (و) الاحترار الذي تتسبب به انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة من حرق الإنسان للوقود الأحفوري يفوق بستة أضعاف العقود المحتملة من برودة طويلة ناجمة عن دورة شمسية دنيا ممتدة طويلاً".

وفيما يشير الدكتور فيليبس أيضاً إلى أن الشمس تشهد فترة "ذات مستوى قياسي" من غياب البقع، عارض علماء آخرون هذا الادعاء. أحد هؤلاء أليكساندر شابيرو، وهو عالِم في "معهد ماكس بلانك لبحوث النظام الشمسي" في ألمانيا، قال في هذا الشأن "يتكهن بعض الناس بأن سلوك الدورة الشمسية ضعيف جداً... غير أنه ليس كذلك، بل هو المستوى الأضعف الذي شهدته الدورات الشمسية الأربعة الماضية"، ذلك أن الشمس كانت على مدى الخمسين عاماً الماضية (نحو أربع دورات شمسية) نشطة على نحو غير مألوف.

وعلى الرغم من أن الأرض ربما لا تشهد تأثيرات ذلك التغير، يبقى رواد الفضاء معرضين لخطر أكبر. ويقول بيسنيل، "خلال الحد الأدنى من الطاقة الشمسية، يضعف المجال المغناطيسي للشمس ويوفر بالتالي حماية أقل من تلك الأشعة الكونية. يمكن أن يشكل ذلك مزيداً من التهديد بالنسبة إلى رواد الفضاء الذين يسافرون عبر الفضاء".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة