Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوروبا تخفف "قيود العزل" مع تباطؤ معدل الإصابات بكورونا

أجزاء من العالم بدأت في استئناف "الحياة الطبيعية" وترمب يتوقع لقاحاً نهاية العام

بدأت أوروبا في الخروج من "حالة تفش كثيفة" لوباء كورونا وهي تحاول إيجاد مخرج آمن للقيود وأجراءات الحجر التي فرضتها في الأشهر القليلة الماضية، لتبدأ باستئناف الحياة الاقتصادية والاجتماعية العادية، بحذر شديد ويقظة بالغة".

في حين لا تزال بعض الدول في أفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية "مساراً تصاعدياً للحالات"، وقد أظهر إحصاء لوكالة "رويترز" أن الإصابات بفيروس كورونا المستجد في مختلف أرجاء العالم، تجاوزت 3.5 مليون اليوم الإثنين 4 مايو (أيار)، بينما اقتربت الوفيات من ربع مليون حالة، على الرغم من تباطؤ معدل الإصابات والوفيات عن ذروتيها الشهر الماضي.

ومعظم الحالات التي سُجلت في الأيام الأخيرة كانت في أميركا الشمالية والدول الأوروبية، لكن الأرقام ترتفع في بؤر تفشي أصغر في أميركا اللاتينية وأفريقيا وروسيا.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، سجل العالم 84004 حالات إصابة جديدة، وفقاً لإحصاء "رويترز" الذي يستند إلى البيانات الحكومية الرسمية، ليصل إجمالي الحالات إلى ما يزيد قليلاً عن 3.5 مليون.

تخفيف إجراءات العزل

وعلى الرغم من تسجيل إصابات جديدة حول العالم، تُواصل أوروبا تخفيف إجراءات العزل التي فرضت على سكّانها للحدّ من انتشار وباء كوفيد-19 بقرارات جديدة يُفترض أن تطبّق اعتباراً من بداية الأسبوع في حوالى 15 بلداً، من بينها إيطاليا التي تخضع لحجر منذ شهرين وتنتظر بتوتّر الرفع الجزئي للقيود اليوم الإثنين.

وأحصت روما الأحد 3 مايو 174 وفاة خلال 24 ساعة، في أدنى حصيلة منذ بدء الإغلاق.

وقال بييترو غارلانتي (53 عاماً) الذي كان يضع قناعاً ويرتدي قفازين "أريد أخذ أمي المسنّة إلى الشاطئ، هل يمكنني ذلك؟"، وأضاف بينما كان يشتري صحيفة في وسط روما "آمل أن تقول لنا صحف الصباح ما نستطيع وما لا نستطيع فعله".

صباح الأحد، وكما هو الحال منذ شهرين تقريباً، كانت الجادات التاريخية الكبرى في وسط روما خالية، باستثناء بعض هواة رياضة المشي أو بعض محبي الرياضة على شرفاتهم.

ويستعد الإيطاليون الذين يخضعون لحجر صارم منذ التاسع من مارس (آذار)، لدخول سلسلة من إجراءات تخفيف العزل الإثنين، بعدما دفعوا ثمناً باهظاً للوباء الذي أودى بحياة حوالى 29 ألف شخص في شبه الجزيرة وخصوصاً في منطقة لومبارديا الشمالية.

وناشد مسؤول الخلية المكلفة بمكافحة الوباء دومينيكو أركوري مواطنيه التزام الحذر مع بدء الإجراءات. وقال "لا تتهاونوا، الإثنين تبدأ المرحلة الثانية وعلينا أن ندرك انها ستكون بداية تحد أكبر"، مذكراً بأن "الحرية النسبية" التي ستُمنح للإيطاليين الاثنين سيعاد النظر فيها إذا انتشر الوباء مجدداً.

قواعد جديدة

ويترقب الإيطاليون القواعد الجديدة المفروضة بعد إعادة فتح المنتزهات مع الإبقاء على مسافات بين روادها، وإمكان اجراء زيارات عائلية والاجتماع بأعداد محدودة، والتنقلات التي تقتصر على حَيّ السكن، وصولاً الى غرضي العمل والصحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهذه الإجراءات متفاوتة أساساً بين المناطق العشرين في البلاد ما يؤدي إلى بعض الالتباس.

من جهة أخرى، استأنفت بعض قطاعات الاقتصاد العمل (البناء والسيارات...) في 27 أبريل (نيسان) على مستوى البلاد. أما المدارس فستبقى مغلقة حتى سبتمبر (أيلول).

وقالت المعلمة الساندرا كوليتي (39 عاماً) إن "القواعد الجديدة غامضة. أخشى أن تشكل فرصة لكثيرين ليفعلوا ما يشاؤون ويذهبون للقاء الجميع من أقرباء وأصدقاء".

فرنسا تمدد حال الطوارئ

وفي فرنسا المجاورة والمتضررة جداً نتيجة الوباء (24 ألفاً و760 وفاة)، قررت الحكومة تمديد حال الطوارئ الصحية السارية منذ 24 مارس، حتى 24 يوليو (تموز)، معتبرة أن رفعها سيكون "سابقاً لاوانه".

لكن إجراءات تخفيف العزل ستبدأ في 11 مايو بحذر كبير وبوتيرة متفاوتة حسب المناطق.

أما سكان إسبانيا البالغ عددهم 47 مليون نسمة ويخضعون لعزل صارم منذ منتصف مارس، فكانوا استمتعوا من جديد يوم السبت، بممارسة الرياضة والتنزه في الهواء الطلق. فخرج العديد من السكان في مدريد وبرشلونة وغيرها من المدن لممارسة رياضة الجري أحياناً في مجموعات.

وروى ماركوس أبيتوا (42 عاماً) المستشار المالي في حيّ شويكا، أنه استيقظ بشكل استثنائي عند الساعة السابعة صباحاً، وقال "بعد أسابيع من العزل، كنت أرغب كثيراً في الخروج والركض ورؤية العالم. أمس (الجمعة) كنت كطفل عشية عيد الميلاد".

لكن المتقاعد خوسيه أنطونيو البالغ 65 عاماً من برشلونة كان أكثر قلقاً. وقال "إذا أراد الناس أن يصابوا بالفيروس، فليصابوا لكن النتيجة هي أنه في غضون 15 إلى 20 يوماً سيرغموننا على العزل مجدداً".

"تطبيع الوضع"

وفي ألمانيا حيث بات رفع القيود في مرحلة متقدمة، تفتح المدارس بدءاً من الإثنين في بعض المقاطعات. كذلك في النمسا حيث عادت الحياة للشوارع التجارية مع فتح بعض المتاجر، بينما يتواصل تخفيف العزل في الدول الاسكندنافية التي لا تزال تفرض قيوداً وتباعداً اجتماعياً.

وفي مؤشر آخر إلى تطبيع الوضع، قال وزير الداخلية والرياضة الألماني هورست سيهوفر في مقابلة صحافية الأحد، إنه يؤيد استئناف دوري كرة القدم (بوندسليغا).

وجاءت تصريحات سيهوفر قبل ثلاثة أيام من اجتماع للسلطات الألمانية للبت في مصير دوري بوندسليغا.

وبينما تفتح المقاهي والمطاعم أبوابها الإثنين في سلوفينيا والمجر، باستثناء العاصمة بودابست، تستأنف بولندا العمل في الفنادق والمراكز التجارية والمكاتب وبعض المتاحف أيضاً.

وفي بريطانيا وعد رئيس الوزراء بوريس جونسون بكشف خطة رفع العزل هذا الأسبوع. وسُجّل تراجع في عدد الوفيات (315 في 24 ساعة).

وقال في مقابلة صحافية، "لم أكن في وضع جيد وكنت أعلم أن هناك خطط طوارئ. كان الأطباء مستعدين لما يجب القيام به إذا اتخذت الأمور منحى سيئاً".

من جانبه، صرح وزير الدولة مايكل غوف قائلاً "أعتقد أنه سيكون علينا العيش مع درجة معينة من القيود" حتى اكتشاف لقاح.

وقد أودى فيروس كورونا المستجدّ بـ 245.576 شخصاً على الأقل منذ ظهور الوباء للمرة الأولى في الصين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.

تحريك عجلة الاقتصاد الأميركية

أما في أميركا (67.155 وفاة)، وعلى الرغم من تسجيل 1450 حالة وفاة إضافية بالفيروس خلال 24 ساعة، ولتحريك عجلة الاقتصاد، بدأت أكثر من 35 من الولايات الأميركية الـ50 رفع إجراءات العزل الصارمة التي فرضتها، أو باتت على وشك القيام بذلك، بينما تتضاعف التظاهرات "لإعادة فتح أميركا" في أنحاء البلاد كافة.

وتوقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد أنّ لقاح فيروس كورونا المستجدّ سيكون متاحاً بحلول نهاية عام 2020. وقال "نحن واثقون جداً من أننا سنحصل على لقاح بحلول نهاية العام".

وردا على سؤال عما سيكون رد فعله إذا ما اكتشفت دولة أخرى لقاحاً قبل الولايات المتحدة، أجاب "لا أبالي. أريد فقط الحصول على لقاح ناجح. إذا كانت دولة اخرى هي التي ستجده سأرفع قبعتي".

ويعتقد أن ما يصل إلى 100 ألف أميركي قد يلقون حتفهم نتيجة الجائحة بعد أن تجاوز عدد الوفيات تقديراته السابقة، وقال "سنخسر على أي حال من 75 إلى 80 إلى 100 ألف شخص. هذا أمر فظيع".

كذلك عبّر الرئيس الأميركي عن رغبته في السماح باستئناف أنشطة البلاد بطريقة حذرة ولكن "في أسرع ما يكون"، مبدياً في الوقت نفسه تفاؤلاً حيال الآفاق الاقتصادية ومتوقعاً أن تكون سنة 2021 "مذهلة".

كما دافع ترمب مجدداً عن قراراته التي اتخذها منذ بداية الوباء، وقال "أعتقد أننا أنقذنا ملايين الأرواح".

وأشار أيضاً إلى أنه سيدفع باتجاه إعادة فتح المدارس والجامعات في سبتمبر.

تصدير عقار "رمديسيفير"

وأكد مدير مختبر جلعاد الأميركي الأحد، أن واشنطن لن تعوق تصدير عقار "رمديسيفير" الذي سرّع شفاء مصابين بكوفيد-19 في وضع حرج خلال تجربة سريرية واسعة.

وقال دانيال أوداي "أظن أننا في تناغم مع الحكومة الأميركية لخدمة المرضى هنا في الولايات المتحدة"، وكذلك المرضى "في الدول الأخرى حول العالم".

وحول إمكانية تصديره، أجاب "نعم. صدرنا آلاف الجرعات لإجراء تجارب سريرية"، خصوصاً ضمن البرامج التي تتيح استعمال أدوية لا تحظى بعد بمصادقة رسمية.

ومنحت إدارة الأغذية والدواء الأميركية موافقتها الجمعة لاستعمال "رمديسيفير" في الحالات الطارئة. ويتيح ذلك استعمال العقار في حالات المصابين بكوفيد-19 الذين يعانون وضعا حرجا، دون أن يكونوا جزءا من برنامج تجربة سريرية.

وكررت الإدارة الأميركية اتهام الصين بالتستر في كيفية تعاملها مع الوباء. وقال وزير خارجيتها مايك بومبيو الأحد "هناك أدلة عدة" على أن مصدر الوباء هو مختبر لعلم الفيروسات في مدينة ووهان في وسط الصين.

وأضاف "ليست المرة الأولى" التي تعرض فيها الصين "العالم للخطر" بسبب "مختبرات لا تحترم المعايير".

السفر بات آمناً؟

من جهته، شدّد غاري كيلي الرئيس التنفيذي لشركة "ساوثويست إيرلاينز"، إحدى أكبر شركات الطيران الأميركيّة، الأحد على أنّه يُمكن للناس أن يستأنفوا السّفر بأمان، مشيراً إلى أنّ الحركة الجوّية التي أصيبت بالشلل تقريباً بسبب كوفيد-19 بدأت تنتعش بشكل تدريجي.

وعندما سئل ما إذا أصبح الطيران آمناً، أجاب "إنّه كذلك، نحن نبذل قصارى جهدنا لتشجيع الناس على العودة والسّفر".

وقال إنّ شركته تتّخذ عدداً من احتياطات السلامة، إذ سيُطلب من الركّاب وأفراد الطاقم وضع أقنعة. كما ستخضع الطائرات لعمليّات تنظيف معمّقة ما بين الرحلات الجوّية، على أن يُترَك بعض المقاعد فارغاً للسماح بنوع من التباعد الاجتماعي.

وتابع "لا أعتقد أنّ الخطر على متن طائرة هو أعلى درجةً من الخطر الموجود في أيّ مكان آخر"، معتبراً أنّ الأسوأ بالنسبة إلى قطاع الطيران قد تمّ تجاوزه.

وقال إنّ كلّ أسبوع مَرّ بعد الأسبوع الأول من أبريل أصبح الوضع فيه أفضل. وأردف "لا أعتقد أن شهر يونيو سيكون شهراً جيّداً، لكن نتطلّع إلى شهري يوليو وأغسطس (آب)".

وأقرّ مع ذلك بأنّ الأمور لا تزال في حالة تغيّر مستمرّ.

وحصلت شركة ساوثويست على 3.2 مليار دولار كمساعدة طارئة من الحكومة وتقدّمت بطلب للحصول على قرض إضافي.

وتُعاني شركات الطيران بشكل خاص من الأزمة المرتبطة بكوفيد-19، وقد اضطرّت إلى تعليق غالبيّة نشاطها في إطار الجهد العالمي لوقف انتشار الفيروس.

إنهاء الحجر

هذا وجدد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الأحد معارضته لفرض تدابير حجر أمام آلاف المتظاهرين المساندين له في العاصمة برازيليا، وجاء ذلك مع تزايد كبير في عدد الإصابات بكوفيد-19 في البلاد.

وقال إن "تدمير الوظائف من قبل بعض الحكام أمر غير مسؤول وغير مقبول. سندفع ثمناً باهظاً مستقبلاً".

وأضاف "الشعب معنا والجيش يقف إلى جانب القانون والنظام والحرية والديمقراطية".

وتجاوز عدد الإصابات بالفيروس التاجي في البرازيل 100 ألف من بينها أكثر من سبعة آلاف وفاة، بمعدل 400 وفاة يومياً هذا الأسبوع. ويعتبر أغلب المختصين أن البلاد التي يقطنها 210 مليون نسمة لا تزال بعيدة عن بلوغ ذروة الوباء.

وقالت وزارة الصحة البرازيلية الأحد إنه تم تسجيل 4588 حالة إصابة جديدة بكورونا في البرازيل و275 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى ما يزيد عن 100 ألف شخص.

خطة من 3 مراحل

أما في البرتغال فتبدأ اعتباراً من اليوم الاثنين خطة من ثلاث مراحل لإعادة الفتح التدريجي وعودة الحياة بشكل نسبي، وذلك بعد تخفيض حالة الطوارئ التي استمرت ستة أسابيع.

وقد دفعت أجواء الربيع المشمسة الناس للخروج، وبلغ معدل حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا أدنى مستوى له منذ بدء تفشي الوباء.

وقال رودريجو جارسيا (40 عاما) بحماس، وهو خارج في نزهة إلى نهر تاجة في لشبونة بصحبة زوجته وابنيه وكلبه، "الأمر يشبه الخروج من السجن. خرجنا هنا وهناك لكن مع انتهاء حالة الطوارئ نشعر بحرية أكبر".

والشواطئ لا تزال مغلقة باستثناء أمام الرياضات المائية والتدريب، غير أنه مع تخفيف قيود كورونا فإن قضاء الوقت في المتنزهات لم يعد ممنوعاً بشكل صارم، مع انتشار لعناصر الشرطة التي حثت المواطنين على الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي.

وسجلت البرتغال 25282 حالة إصابة بالفيروس المستجد الأحد، أي بزيادة 0.4 في المئة عن اليوم السابق و1043 حالة وفاة بين سكانها الذين يقدر عددهم بحوالى عشرة ملايين نسمة.

وزير سوداني مصاب بالفيروس

وفي السودان، أصيب هاشم ابن عوف وزير الدولة في وزارة النقل والبنى التحتيّة بفيروس كوفيد-19، وفق ما أعلن مجلس الوزراء الأحد.

وسجّل السودان حتى السبت 592 إصابة بكورونا، بينها 36 وفاة.

وقال مجلس الوزراء في بيان مساء الأحد "وضع المهندس هاشم ابن عوف نفسه في العزل منذ الأسبوع الماضي، بعد أن ثبتت إصابة أحد مخالطيه المقرّبين بالفيروس، ثمّ أجرى الاختبار المطلوب الذي جاءت نتيجته إيجابيّة".

وأعلنت السلطات السودانية في السادس عشر من أبريل فرض حظر تجوّل في كلّ أجزاء العاصمة لثلاثة أسابيع.

في المقابل، قالت السلطات الجزائريّة إنّها أغلقت نهاية الأسبوع أنشطةً تجاريّة عدّة كانت استأنفت نشاطها الأسبوع الماضي، وذلك بسبب عدم التزامها قواعد الصحّة والتباعد الاجتماعي.

المزيد من صحة