تبين أخيراً أن أعداداً متزايدة من الأطباء في المملكة المتحدة، تضطر إلى معالجة مرضى كورونا من دون ارتداء معدات واقية، فيما لم يقدم دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني إجابة واضحة بشأن موعد انتهاء النقص في اللوازم الطبية الوقائية.
وفي ذلك الصدد، أفاد ثلث الأطباء في المملكة المتحدة الذين يعملون في ظروف عالية الخطورة أن المآزر الطبية الطويلة الأكمام أو الأقنعة الطبية التي تغطي كامل الوجه بدأت تنفد لديهم. وقد "تفاقمت [تلك الحال] خلال الأسابيع الثلاثة الماضية"، بحسب "الكلية الملكية للأطباء".
من بين العاملين في مستشفيات المناطق الأخرى، 40 في المئة من الأطباء ليسوا مجهزين بصورة دائمة بمعدات حماية للعينين، في حين يبقى 15.5 في المئة منهم أحياناً من دون أقنعة طبية تقي من السوائل.
وكذلك أفاد أحد الأطباء بأنه وزملاء يجدون أنفسهم إزاء خيار "مروع" مفاده، "إما حماية حياتنا أو إنقاذ المرضى الذين نعالجهم".
واستطراداً، لقد ظهرت نتائج ذلك الاستطلاع القاتم في وقت اعترف دومينيك راب بأن حكومة بلاده قصرت في حماية "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" العاملة في الخطوط الأمامية وموظفي الرعاية الصحية، ذلك بعد مضي أكثر من شهر على تأكيد رئيس الوزراء بوريس جونسون أنه سيُصار إلى توفير معدات الوقاية الشخصية.
وعندما سُئل متى سيتوافر "ما يكفي" من لوازم طبية وقائية، ذكر راب الذي يتولى مهام رئيس الوزراء بالإنابة، إنه "يصعب جداً تحديد الوقت بالدقة والموثوقية اللتين تضمنان ذلك".
وعما إذا كان بعض العاملين في المجال الطبي وموظفي الرعاية الصحية قد خُذِلوا، رد راب، "أعتقد أننا لسنا في المكان الذي نطمح فيه بالنسبة إلى معدات الحماية الشخصية".
جاء الاعتراف في وقت نبه دومينيك راب إلى أنه على الناس تقبل "الوضع الجديد" مع ما يتضمنه من فرض لقيود الصارمة، مشيراً إلى أن "إجراءات التباعد الاجتماعي ستستمر لبعض الوقت".
استعد بوريس جونسون للعودة إلى مكتبه في "داونينغ ستريت" يوم الاثنين الماضي، بعد مرور ثلاثة أسابيع على تلقيه دعماً بالأوكسجين خلال مكوثه في قسم العناية المركزة في المستشفى.
أشار وزير حكومي إلى أن العمال الحاصلين على إجازات مؤقتة (بسبب كورونا) يجب أن يساعدوا في جمع المحاصيل عندما يحل موسم الحصاد، للحيولة دون تعفنها في الحقول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نبه الخبير المنوطة به مهمة التوصل إلى تطبيق رقمي ذكي مخصص للهـواتف المحمولة، ويأمل الوزراء في أن يتتبع ويتعقب ضحايا فيروس كورونا المحتملين، إلى أن نجاح ذلك التطبيق يتطلب أن يلجأ إليه 60 في المئة من الجمهور.
سجلت وفيات كورونا في مستشفيات بريطانيا 413 حالة جديدة لترتفع إلى ما يربو على 20 ألفاً و700 وفاة، بحسب رئيس "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، الذي أشار إلى أن الانخفاض التدريجي في الوفيات أظهر أن الإغلاق يؤثي ثماره.
قبيل 18 مارس (آذار) الماضي، أخبر جونسون أعضاء البرلمان أن ثمة "مخزونات من معدات الوقاية الشخصية" متوافرة لدى المملكة المتحدة، مصراً على أن "جهوداً ضخمة تُبذل" في هذا المجال.
لكن الاستطلاع الذي أجرته "الكلية الملكية للأطباء" سلط الضوء على المحنة المستمرة التي تواجه أعضاءها العاملين في أماكن فيها "إجراءات تولد الرذاذ المحمول بالهواء".
واستطراداً، يتفاقم خطر انتقال كورونا في بيئات من بينها أمكنة تضم مرضى موصولين إلى أجهزة التنفس الاصطناعي، أو تحوي أجهزة تنفس يدوية، أو أدوات شفط البلغم من مجرى الهواء المفتوح.
في ثلث الحالات، كشفت "الكلية الملكية للأطباء" عن نقص في المآزر الطبية الوقائية الطويلة الأكمام الأحادية الاستخدام (31 في المئة) والأقنعة التي تغطي كامل الوجه (37 في المئة).
أفاد حوالي 26.5 في المئة من الأطباء الذين شملهم الاستطلاع، أنه ليس في مقدورهم الحصول على المعدات التي يحتاجون إليها من أجل التعامل مع مرضى "كوفيد 19"، بالمقارنة مع نسبة 22 في المئة في استطلاع مماثل أُجري في وقت سابق من الشهر الحالي.
ووجدت الكلية أن قرابة ربع المُستطلعين (23 في المئة) لا يعرفون كيف يعبرون عن مخاوفهم بشأن معدات الحماية الشخصية في مؤسساتهم.
وعلى الرغم من ذلك، انخفض معدل غياب الموظفين من 18 في المئة إلى 8 في المئة، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وفقاً للمسح.
علاوة على ذلك، أفاد 91 في المئة من الذين ظهرت عليهم أعراض فيروس كورونا إن باستطاعتهم حالياً الحصول على اختبارات فيروس كورونا، في ارتفاع من 31 في المئة قبل ثلاثة أسابيع.
في سياق متصل، ذكر أندرو جودارد رئيس "الكلية الملكية للأطباء"، "إننا نعيش في أحلك الأوقات التي مرت بها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" على الإطلاق، ويظهر هذا الاستطلاع حقيقة الوضع الذي يواجه أطباء المستشفيات حاضراً".
وأضاف، "ما زال نقص معدات الوقاية الشخصية مصدر قلقهم (الأطباء) الأكبر، ومن المؤسف حقاً أن الإمدادات قد ساءت على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، بدلاً من أن تتحسن".
وفي الإطار نفسه، أعرب الدكتور ماثيو رويكروفت، الرئيس المشارك للجنة المتدربين في "الكلية الملكية للأطباء" عن قناعته بأن "الأمر لا يقتصر على أن كثيراً من المتدربين يعملون خارج مجالات تخصصهم، بل إننا نعمل ذلك أيضاً من دون يقين بشأن دعم الحكومة لنا في ما يتعلق بمعالجة مرضى "كوفيد 19". في ظل غياب معدات الوقاية الشخصية المناسبة، قد أجد أنا وزملائي أنفسنا إزاء أشد المعضلات إثارة للخوف بالنسبة لنا، وتتمثل في الوصول إلى وضع يحتم علينا الاختيار بين حماية حياتنا وبين إنقاذ المرضى الذين نعالجهم. ليس ذلك ما اتفقنا على العمل من أجله، ولا ريب أنه ليس قراراً ينبغي أن يضطر أي طبيب إلى اتخاذه".
وفي سياق متصل، ذكر كريس هوبسون، الرئيس التنفيذي لقطاع الإمدادات في "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، الذي يمثل المؤسسات التابعة للهيئة، إن تلك المؤسسات "تعمل بجد" لمعالجة النقص، على غرار تشارك المخزون [من معدات الحماية الشخصية]، كلما أمكن ذلك، إضافة إلى البحث عن طرق آمنة من أجل إعادة استخدام بعض تلك المعدات.
© The Independent