Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العنف الأسري صرخات مكتومة خلف أبواب كورونا

إحصائية بريطانية: حالات العنف ارتفعت 30 في المائة ومطالب بإعلان استراتيجية جديدة لمواجهة الظاهرة

معدلات العنف الإسري تتزايد مع الحجز المنزلي (غيتي)

في الوقت الذي يتابع فيه العالم ارتفاع مؤشر إصابات ووفيات كورونا، قفز في خطٍ موازٍ مؤشرٌ آخر خطر، وهو "العنف الأسري"، إثر اضطرار الناس إلى ملازمة منازلهم أكثر من شهرين، ومنع التجوّل، وهو ما تسبب في زيادة حالات الانتحار والقتل والعنف المنزلي.

ورُغم تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من الظاهرة، التي وصفها بـ"الطفرة العالمية المروّعة" ضد النساء والفتيات، فإنه لا تزال الحالات في ازدياد حول العالم.

صرخات عربية

وجاءت شعلة النار التي أوقدتها في نفسها العراقية ملاك الزبيدي إثر تعنيف زوجها ومنعها من أهلها ومنع أهلها منها بسبب حظر التجوّل، شرارة لفتح الملف، إذ لم تكن ملاك الوحيدة، فمنذ إعلان الحظر المنزلي تعالت صرخات الاستجداء العربية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي غياب الأرقام عربياً، أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، أنّ السلطات أحصت زيادة كبيرة في حوادث العنف المنزلي خلال فترة الحجر الصحي، التي فرضت في البلاد بسبب جائحة كورونا. وحسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة الداخلية، فإنّ الحوادث زادت 32 في المئة بمناطق، و36 في المئة بمناطق أخرى خلال الأسبوع الأول فقط.

زيادة العنف غربياً

وقال الوزير الفرنسي: "الحجر يمكن أن يكون عاملاً كبيراً مشاركاً في حوادث العنف داخل الأسرة، سواء بين الزوجين أو تجاه الأطفال، ولهذا السبب وضعنا عدداً من وسائل التنبيه والتحذير على الإنترنت، وفي مراكز التسوّق والصيدليات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت إحصاءات بريطانية أنّ معدلات العنف المنزلي في بريطانيا ارتفعت 30 في المئة، خلال فترة الحجر المنزلي التي فرضها انتشار فيروس كورونا. ودعت مفوضة الضحايا فيرا بيرد الحكومة إلى إيجاد تمويل إضافي لدعم الضحايا، وإعلان استراتيجية جديدة لمواجهة العنف، باعتباره "وباءً آخر يجب مكافحته، إلى جانب فيروس كورونا".

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه جرى الإبلاغ عن 12 جريمة قتل خلال الأيام الخمسة الماضية، بينها اتهام آلان جينجز، 32 عاماً، بقتل جدته بيتي دوبين، 82 عاماً، في المنزل الذي يقيمان فيه بمقاطعة أنتريم بأيرلندا الشمالية، وتعرّضت الممرضة والأم لـ3 أطفال فيكتوريا وودهال، 31 سنة، للطعن حتى الموت خارج منزلها في ميدلكليف، بمدينة بارنسلي، هذا الأسبوع، على يد الزوج كريج وودهول.

وفي الولايات المتحدة، أفاد الخط الساخن لبلاغات العنف المنزلي بأن عدداً كبيراً من المتصلين يبلغون عن استخدام معنّفيهم الفيروس حجّة إضافية لعزلهم أكثر عن العائلة والأصدقاء.

أمّا الصين، فسجلت ارتفاعاً في البلاغات التي تلقّتها الشرطة المحلية إلى ثلاثة أضعاف في فبراير (شباط). وتقول كاتي راي جونز، المديرة التنفيذية للخط الساخن لبلاغات العنف المنزلي، "يهدد المعنّفون برمي ضحاياهم خارجاً ليصابوا بالمرض. كما سمعنا عن آخرين يحتجزون الموارد المالية أو المساعدات الطبية".

سلوكيات سلبية وآلية التعامل

ويقول عبدالله بن أحمد الوايلي، متخصص نفسي، "العنف عبارة عن استخدام القوة اللفظية وغير اللفظية ضد شخص ضعيف، وهذه القوة تكون بعدة أشكال مثل التهديد بالقول أو الفعل أو الترميز". مضيفاً، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "الحجر الصحي وحظر التجوّل سينتج عنهما سلوكيات سلبية داخل الأسرة الواحدة، نتيجة للضغوط النفسية والاجتماعية العامة".

وتابع الوايلي، "العنف الأسري الناتج عن الحجر المنزلي الإجباري يُظهر السلوك العدواني المباشر وغير المباشر من ربّ الأسرة نحو الحلقة الأضعف، (الزوجة أو الأطفال)، ويكون ذلك في عدة صور مثل السبّ والاستهزاء والانتقاد الشكلي غير المبرر، وكذلك الضرب المبرح والمؤلم، ويُحدث ذلك ردة فعل نفسية مرتبطة بالأحداث اليومية والأخبار والإشاعات من سرعة انتشار الوباء وعدد المصابين والوفيات وغيرها".

وواصل، "من المهم أن يتعلّم الجميع آلية التعامل مع الغضب والاتزان الانفعالي من خلال الهدوء والعقلانية مع الأزمات، وبما أنّ العامل كله يعاني حالياً جائحة كورونا، فهذا يعني أنك لست الوحيد الذي تقع تحت الضغط النفسي، بل لست المعنيّ بهذه الضغوط النفسية والاجتماعية. اللجوء إلى العنف والعدوانية لحل المشكلات الأسرية ضعف فكري وسلوكي وغير ملائم نهائياً، بل إنه يفاقم المشكلات ويجعلها مستدامة".

واستكمل الوايلي، "يجب على أفراد الأسرة الواحدة، خصوصاً الزوجين، التحلي بالصبر والهدوء والاتفاق على التعامل بثقافة الحوار الإيجابي والمناقشات الفعّالة تجاه المواقف والمثيرات الطارئة، واستخدام الحرية في التعبير عن الذات والآراء، لأن ذلك يساعد على تعزيز الثقة بالنفس، والتفاعل مع الآخرين وفق ثقافة المحبة والتفاهم، والتشجيع على استخدام العقل والقلب".

وقال المتخصص في الإرشاد النفسي عبد الله بن سافر الغامدي، "يقع العنف المنزلي بسبب الضغوط والتوتر والشعور بالملل والضجر والتحسس من أي كلمة وحركة"، مشيراً إلى أن "تقييد الحرية وإعاقة النشاط من مسببات ذلك".

ويرى الغامدي أن الحل في "ممارسة هوايات، مثل القراءة والرسم وتصفّح مواقع الإنترنت ومتابعة برامج القنوات والقيام بصيانة منزلية وغير ذلك كثير"، مشيراً إلى أن ذلك "يلزم معرفة مهارات ضبط النفس، وإدارة الغضب، وممارسة تمارين الاسترخاء، ومعرفة فنيات الحوار".

المزيد من تقارير