Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كارثة تشيرنوبل" رائحة الموت البطيء التي حصدت آلاف الأرواح

عدد الضحايا ما زال مجهولاً وتعتيم السلطات أسهم في تدهور الأوضاع وهؤلاء الأكثر تضرراً

يعدُّ انفجار مفاعل تشيرنوبل أضخم كارثة تكنولوجية في القرن العشرين (أ.ف.ب)

إذا كان البعضُ يتوقّع أن فيروس كورونا سيغيِّر وجه العالم على الصعيدَين السياسي والاقتصادي، فإنه قبل 34 عاماً من الآن وقعت كارثة كانت أكثر بشاعة غيّرت وجه الحياة لملايين الأشخاص الذين تبدَّلت جيناتهم بين عشية وضحاها، وتحللت أنسجة أحبائهم في لحظة، وفقدوا أجنّتهم قبل أن يولدوا.

رائحة الموت كانت تتسرّب في أرجاء "بيلاروسيا" قبل أن يعلم شعبها مصدرها وسببها، لكنهم أيقنوا أنه لم يعد بإمكانهم وداع أحبائهم، واضطر سكّان المدن الأقرب إلى مغادرة موطنهم إلى الأبد، وبقيت الطيور والحيوانات وحيدةً في وجه وحش غير مرئي، تلحظ آثاره فقط في الجثث التي اخترقها من دون رحمة.

ففي الـ26 من أبريل (نيسان) عام 1986، هزّت سلسلة انفجارات مبنى ومفاعل كتلة الطاقة الرابعة في محطة تشيرنوبل الكهرذرية، الواقعة بمدينة برابيت قرب الحدود البيلاروسية، لتحلّ أضخم كارثة تكنولوجية في القرن العشرين.

مأساة إنسانية

"عليك أن لا تنس أن من أمامك ليس زوجك، ولا الشخص الحبيب، بل جسمٌ مشعٌ بكثافة عالية من التلوث. أنت لست انتحارية. تماسكي"، كانت هذه كلمات طبيب لزوجة أحد عمّال الإطفاء فاسيلي إيغناتيكو في موقع تشيرنوبل، التي أرادت أن تبقى إلى جانب زوجها الذي كان يحتضر آنذاك، حسب الشهادة التي أوردتها الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا ألكسفييتش في روايتها "صلاة تشيرنوبل" الصادرة عام 1997.

كما لم تستطع الأمهات والزوجات وداع أحبائهن من رجال الإطفاء، ومن كانوا يعملون بالمفاعل والمنطقة المحيطة، لأن الجثث العالية الإشعاع دُفِنت في مقبرة موسكو بطريقة خاصة، وفي توابيت من الزنك محكمة الإغلاق، تحت ألواح من الإسمنت. وعلى الرغم من أنه لسنوات، ظلّ الحديث عن وجود مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا وبالقرب من الحدود الروسية إلا أنه كان أقرب إلى المناطق المأهولة بالسكان في بيلاروسيا، لذا كان هذا الشعب المنسيّ الأكثر تضرراً على الإطلاق.

كانت الحادثة بسبب تجربة علمية مُخطط لها نفذت بشكل خاطئ، وأسفرت عن إطلاق مواد مشعة في الهواء مدة 10 أيام تقريباً. وأكدت التقارير العلمية الصادرة عن لجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذري أن ثلاث مجموعات سكّانية في البلدان الثلاثة الأكثر تأثراً لديها أعلى مستويات تلوث إشعاعي، وأنهم معرضون لخطر الآثار الصحية الطويلة الأجل من التعرّض للإشعاع، وهم العاملون في عمليات الإنقاذ والإطفاء والتنظيف.

وبالفعل سقط جميع عمّال عمليات الإطفاء في وقتها، وتوفوا خلال أيام، وأجلوا من المناطق الملوّثة، إضافة إلى هذه المجموعات الثلاث، أولئك الذين يعيشون بعيداً عن مكان الحادثة في كل من البلدان الثلاثة الأكثر تلوثاً، لكن أيضاً في أوروبا حيث وصلت نسبٌ من الإشعاع بفعل اتجاه الرياح.

وحظيت بيلاروسيا بنحو 70 في المئة من الإشعاعات الخطيرة التي خلّفها انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي، فأصبح 23 في المئة من أراضيها ملوثاً بالنويدات المشعة بكثافة مقابل 4.8 في المئة من أوكرانيا، و0.5 في المئة من روسيا. ويحتل الإشعاع المركز الرئيس بين عوامل الانقراض الديمغرافي، وتزيد نسبة الوفيات بمقدار 20 في المئة عن نسبة الولادات في مقاطعتي غوميل وموغيليف الأكثر تضرراً من الكارثة.

وحسب الموسوعة البيلاروسية عام 1996، فإنه نتيجة للتأثير الدائم للجرعات الصغيرة من الإشعاعات يزداد كل عام عدد المصابين بالأمراض السرطانية والتخلف العقلي والاضطرابات النفسية والعصبية، فضلاً عن التغييرات الجينية المفاجئة.

وذكرت دراسة تابعة لجامعة كاليفورنيا، أنّ دراسات سابقة أجريت بعد عقد من وقوع الحادثة قدّرت سقوط بين نحو 9 إلى 10 آلاف حالة وفاة بسبب سرطان الدم، بينما يمكن توقع السرطانات الصلبة على مدى الحياة بين أكثر السكان تعرضاً للإشعاعات في بيلاروسيا وأوكرانيا وغيرهما من دول الاتحاد الروسي.

وأوضحت الدراسة التي أجريت في 2016، أنّ الدراسات الوبائية التي تناولت الآثار الطويلة الأجل لانفجار تشيرنوبل ركّزت بشكل أساس على النتائج الصحية الثلاث الأكثر خطورة التي ظهرت في الثلاثين عاماً التالية للحادثة، وهي سرطان الدم وإعتام عدسة العين وأمراض القلب والأوعية الدموية بين عمال التنظيف، وسرطان الغدة الدرقية والأمراض غير الخبيثة في السكان الذين تعرضوا للإشعاع وقت أن كانوا أطفالاً ومراهقين. ومع ذلك، جادل عديد من التقارير الحديثة بأن العواقب النفسية أصبحت التأثير الصحي الرئيس للكارثة.

أعداد الضحايا

لا تزال أعداد الضحايا الذين سقطوا قتلى نتيجة تفجير تشيرنوبل تشكّل قضية خلافية. فحسب العدد الذي أعلنته السلطات السوفياتية وقتها، فإنّ 30 شخصاً توفوا جراء التفجير والإشعاع في موقع الحادثة، لكن نُقِل 237 جواً إلى موسكو، لعلاجهم في مستشفى خاص، حيث احتجزوا في أقسام مخصصة، ومُنِعت الزيارات عنهم، بينما كان من يخدمهم يرتدي بدلات خاصة واقية من الإشعاع، نظراً إلى خطورة المواد المشعة التي كانت أجسامهم تشبّعت بها جراء التفجير، وفقاً لشهادات زوجات وأمهات بعض الضحايا. وتوجد 4000 آخرين توفوا على مدار أشهر قليلة، لأسباب تتعلق بالإشعاع.

وبينما لا يتضح العدد النهائي لقتلى تشيرنوبل، قالت منظمة السلام الأخضر الدولية إنها تتجاوز الـ90 ألفاً، لكن شارك أكثر من 600 ألف شخص في عمليات التنظيف داخل وحول المحطة النووية، حيث ظلّت المفاعلات الأخرى تعمل حتى عام 2000، وأعيد توطين أكثر من 350.000 شخص من المنطقة المحيطة بشكل دائم خارج منطقة الاستبعاد التي تبلغ 1000 ميل مربع، التي لا تزال مهجورة تماماً، ولا يقطنها سوى بعض الحيوانات المشعة. وتقول تقديرات الأمم المتحدة، إنّ أكثر من 3.5 مليون شخص تضرروا في نهاية المطاف، وتلوث نحو 20 ألف ميل مربع.

وذكرت دراسة ميدانية أجرتها كيت براون، مؤرخة علمية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومؤلفة كتاب "دليل البقاء" حول تشيرنوبل، أنه في حين حُدّد العدد الرسمي للوفيات بـ33 إلى 54 شخصاً، وجدت 35000 أرملة تتلقى تعويضاً عن الأزواج ضحايا الكارثة، وبشكل غير رسمي، علمت أن عدد القتلى على الأرجح 150.000.

 

لا أحد يعلم الحقيقة

استغرق الأمر من الحكومة السوفياتية الشيوعية وقتها أياماً للاعتراف، تحت ضغط دولي، بأن خطأ ما وقع حتى تُخلي البلدات المجاورة بما في ذلك المدينة المجاورة لتشيرنوبل. إذ أصرت السلطات على أن ما حدث هو "اشتعال نيران روتيني"، ومرّت عدة أشهر أخرى في تنظيف الموقع وختمه وتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الكارثة. إذ لا تزال توجد أسئلة تطارد أصحاب هذا الإرث المخزي. كم من الأرواح كان يمكن إنقاذها لو لم تتم محاولة التغطية على الخطأ والمصارحة منذ البداية بهول الكارثة؟ وكم من المنطقة الأوسع كان يمكن أن تتجنّب التداعيات المشعة إذا لم يكن صانعو القرار غارقين في ثقافة السرية والخوف؟

تقول المؤرخة العلمية الأميركية، "يجب النظر إلى تشيرنوبل ليس كحادثة وقعت وانتهت، لكن كجزء من قصة أكبر لا تزال مستمرة حول التلوث النووي العالمي، بينما يُخفي المسؤولون في أنحاء العالم الحقيقة".

وأشارت إلى أنه عقب الكارثة أرسل المسؤولون رسائل مطمئنة تفيد بأن عشرات الأشخاص فقط لقوا حتفهم، وأن النشاط الإشعاعي جرى احتواؤه بأمان داخل منطقة حظر مغلقة. وأعطت تقارير المتابعة الصادرة عن الأمم المتحدة ووكالات الصحة العالمية والطاقة الذرية تأكيدات مماثلة بأن الجرعات المشعّة منخفضة، ولا توجد مشكلات صحية، ولا حاجة إلى نقل آلاف آخرين، وهو ما ثبت زيفه على أرض الواقع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحسب محاضرة ألقتها براون أخيراً، ونشرت الصحافية جيل شونتلزر مقتطفات منها، فإنّ المؤرخة الأميركية أمضت أربع سنوات تبحث في الأرشيفات وقراءة التقارير الطبية المحلية والتحدّث إلى المزارعين في المناطق القريبة من الكارثة وزيارة منطقة تشيرنوبل المعزولة مع علماء مستقلين. وجمعت بيانات تظهر عواقب صحية واسعة النطاق في القرى القريبة بالجمهوريات السوفياتية السابقة، فكان 80 في المئة من الأطفال فيها مرضى، و22 في المئة من لبن الأمهات لديه مستويات إشعاعية عالية، ومعدلات السرطان أعلى بخمس مرات من ذي قبل، وكانت هناك حالات أكثر من أمراض الغدة الدرقية والعيوب الخلقية ووفيات الأطفال.

موت بطيء

وبدلاً من استعادة الطبيعة نفسها في منطقة تشيرنوبل، وُجِدت "سلسلة من الانقراضات"، إذ اختفت الملقحات مثل النحل، وكذلك الطيور، ونمت أشجار الصنوبر مع جذوع ملتوية. وعلمت براون أنه عندما اتجهت أول سحب مشعة كبيرة شمال شرقي موقع انفجار تشيرنوبل نحو المدن الروسية، أرسلت الطائرات السوفياتية لزرع الغيوم وجعل الجسيمات المشعة تمطر من السماء. وأنقذ ذلك الملايين في المدن، لكنه عرَّض 200 ألف مزارع بيلاروسي للإشعاعات، دون أن يجرى إخبارهم، إذ عاشوا 15 عاماً داخل منطقة مشعة ساخنة.

وتقول نتاليا أنتونوفيا، الكاتبة المسرحية والصحافية الروسية التي كانت في الثانية من عمرها وتعيش مع أسرتها في كييف عندما وقعت الكارثة، "على الرغم من الرتبة العسكرية العالية لجدها وقتها، فإنهم مثل غيرهم ممن أُجلوا، فلقد أرسلوا إلى مدينة سان بطرسبرغ من دون أن يفهموا ما حدث، حيث أصبحت كييف فارغة وأشبه بمدن الأشباح". مضيفة، في مقال نشرته قبل عام في صحيفة "الغارديان"، "لقد كانت مأساة أكثر تعقيداً بسبب القسوة وعدم الكفاءة والسرية وعدم قدرة الدولة على قول القصة المظلمة كاملة بشأن ما حدث للسكان المعرضين للخطر".

ورصدت الكاتبة بعض مشاهد الألم فأشارت إلى إحدى أقرب صديقات والديها، وهي طبيبة هرعت لإنقاذ الناس في أعقاب الكارثة، لتقضي بقية حياتها معاقة نتيجة ذلك، بل اضطرت إلى القتال للحصول على تعويض. وبينما أمضت والدتها ذات مرة وقتاً في مستشفى بكييف مع بعض الضحايا الناجين، تنقل عنها وهي تبكي عن هذه التجربة: "كانوا يموتون ببطء في القاعة".

مصير الفاعلين

في قلب كل رواية وأحداث مأساوية، يقف أشخاصٌ متهمين، بينما بعضهم ضحايا لتوجيهات رؤسائهم، وآخرون مخطؤون وبينهم كبش فداء. لقد كانت محاكمة مدير المحطة النووية فيكتور بريوخانوف ومساعدوه داخل مبنى بيت الثقافة المحلي في تشيرنوبل، أشبه بـ"إجراء انتقامي"، بينما يوجد عشرات الموظفين المتورطين، ومن قاموا بالتعتيم على حجم الكارثة ما أودي بحياة المزيد. فحتى بعض من أولئك الذين حوكموا كان ضحية للإشعاعات، وتوفوا في محبسهم.

وكرّس بريوخانوف معظم حياته المهنية للحلم الشيوعي في توصيل الكهرباء إلى الاتحاد السوفياتي. وعُيِّن لرئاسة المشروع النووي عندما كان عمره 34 عاماً فقط. وكانت تشيرنوبل من بين أفضل المحطات النووية أداءً في الاتحاد السوفياتي. ووقفت بريبيات، المدينة التي بناها لإيواء عمّال المصانع وعائلاتهم، منارة للتقدم ونقطة جذب للمتخصصين.

وتمثلت خطيئة العمر بالنسبة إلى ذلك المهندس الأوزباكي الحالم، في عدم إجراء اختبار الأمان الرئيس لوحدة المفاعل رقم 4، الأحدث والأكثر تقدماً، قبل إطلاقه. وعندما أعيدت جدولة الاختبار ليُجرى في أثناء إغلاق الصيانة الدورية للمفاعل في الـ25 من أبريل 1986، لم يكلّف نائبه نفسه عناء إخبار رئيسه بما كان مقرراً أن يحدث. وقضى بريوخانوف عقوبة عشر سنوات في السجن، وانتهي به الحال موظفاً عادياً في شركة، ويبلغ حالياً من العمر 84 عاماً.

أمّا أناتولي دياتلوف، نائب كبير المهندسين للعمليات في محطة تشيرنوبل، فتُوفّي في السجن قبل أن يقضي مدة الحكم بسبب آثار التعرّض لإشعاعات نووية قوية، وكان دياتلوف أحد المهندسين الأكثر خبرة في المحطة، إذ وصل إليها من المختبر سري للغاية 23 في الشرق الأقصى السوفياتي، إذ كان يُشرف على فريق تركيب مفاعلات في أسطول الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية لدى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.

 

وتمثَّل خطأ دياتلوف، الذي كان مسؤولاً عن الإشراف على اختبار السلامة، في إصراره على إجراء الاختبار في المفاعل 4 على الرغم من إقرار مهندس المفاعل الشاب ليونيد توبتونوف، بارتكابه خطأ بعد وقت قصير من توليه ضوابط التحكّم، ونصح رئيسه بضرورة وقف الاختبار وفقاً لبروتوكولات السلامة. وكان توبتونوف، المهندس ذو الـ25 عاماً، أحد ضحايا الإشعاع أيضاً.

وتوفّي مع دياتلوف في السجن يوري لاوشكين، مفتش الرقابة النووية الحكومية في الاتحاد السوفياتي، نتيجة للإشعاعات النووية. وقضى رئيس الوردية بوريس روغوجكين، ورئيس قسم المفاعل ألكسندر كوفالينكو، وكبير المهندسين نيقولاي فومين أحكاماً بالسجن، كما أصيب الأخير بالجنون.

ويظل هناك من ظلوا بمأمن عن المحاسبة، فبوريس شيربي، نائب رئيس مجلس الوزراء السوفياتي ورئيس اللجنة الحكومية لإدارة تشيرنوبل، الذي وصل إلى مكان الكارثة في المساء التالي للانفجار تعامل بكبرياء وثقة نظامه. ولم يقتصر الأمر على تجاهله الحاجة إلى الحماية الشخصية من الإشعاع، لكنه رفض دعوات الإخلاء الفوري لمدينة بريبيات، باعتبارها آراءً ضعيفة لأشخاص مذعورين. ولم تمض 36 ساعة حتى بدأت النويدات المشعة السامة تتدفق من حطام المفاعل، ليُجرى بعدها إجلاء المدينة.

تابوت النجاة

في محاولة لاحتواء أكبر قدر ممكن من المواد المشعة، بدأ نحو 600 ألف عامل من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في بناء هيكل كبير حول المفاعل المدمر. واندفع العمال لملء المساحات المفتوحة بآلاف الأمتار المكعبة من الخرسانة، وحفر عمال المناجم لمنع حدوث تسرب نووي من خلال القاعدة. وغُطّي المفاعل بأكمله بجدران خرسانية ضخمة منحته ذلك المظهر الملقب بـ"التابوت"، وبالفعل كان الهيكل قادراً على منع تسرُّب مئات الأطنان من الملوثات المشعة.

لكن، الحاجة إلى سرعة إنشاء التابوت، الذي استغرق نحو 5 أشهر فقط، جعلته يفتقر إلى الاستدامة، حيث حذّرت شركة "إس إس أي تشيرنوبل إن بي بي" التي تدير المفاعل، من احتمالات انهياره. وحسب بيانٍ على الموقع الإلكتروني للشركة في أغسطس (آب) 2019، فإن هناك خططاً لتفكيك التابوت الحجري، وتعزيز أجزاء منه قبل سقوطها تماماً. لكن تفكيك المفاعل النووي المدفون لن يعني أنّ المحطة ستتعرّض مرة أخرى إلى الهواء الطلق، بل وُضِع غطاء احتواء أكبر فوقه مباشرة.

المشروع الذي يُطلق عليه "الحجز الآمن الجديد"، الذي تتجاوز قيمته 2.5 مليار دولار، يتكوّن من قبة ضخمة مقوّسة، بُنيت لابتلاع المفاعل وقشرته الهشّة بالكامل. ولتجنّب التلوث المحتمل، وبُني الهيكل الذي يبلغ ارتفاعه 354 قدماً بجوار المفاعل، ومُرّر فوق عجلات لتناسب الموقع. ووفقاً للبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، فإنّ المشروع هو "أكبر هيكل متحرّك قائم على الأرض بُني على الإطلاق"، ومن المتوقع أن يستمر 100 عام. وأن ينتهي العمل من المشروع بالكامل بحلول عام 2023.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات