Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تنضم لمطالبة الصين بتحمل مسؤولية كورونا

سياسيون ورجال مخابرات يدعون إلى الحذر في التعامل مع الصين لعدم شفافيتها

على الرغم من أن الموقف الرسمي البريطاني من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق المساهمة الأميركية في منظمة الصحة العالمية لم يتغير، وهو التأكيد على استمرار مساهمة بريطانيا في المنظمة، إلا أن أصواتا ترتفع من لندن تطالب بتحميل الصين مسؤولية انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) بهذا الشكل.

وقال مدير المخابرات الخارجية البريطانية (إم آي 6) السابق سير جون سورز في مقابلة مع برنامج توداي على الإذاعة الرابعة لبي بي سي (راديو 4): من الأفضل تحميل الصين المسؤولية بدلاً من منظمة الصحة العالمية، فرؤساء منظمات الأمم المتحدة دائماً ما يخشون إغضاب أي قوة عظمى. لكن ذلك لا يعفي مدير منظمة الصحة العالمية من المسؤولية لأنه لم يكن حاسماً بشأن المعلومات والحقائق ولم يطلب من الصين توضيحات صارمة".

وأضاف: "على منظمة الصحة العالمية توضيح بعض الأمور الخطيرة حول أدائها، لكن الغضب يتعين أن يكون تجاه الصين وليس منظمات الأمم المتحدة".

لكنه مع ذلك، وعلى الرغم من إبدائه تفهماً للموقف الأميركي يرى أن المشكلة مع الصين، وفي الوقت نفسه الحل أيضاً.

وقال مدير المخابرات السابق: "هناك غضب عارم في أميركا نتيجة ما يرون أن الصين أصابتنا جميعاً به، والصين تتفادى تحمل العبء الأكبر من المسؤولية حول أصل الفيروس وفشلها في التعامل معه في البداية... في الوقت نفسه ليس هناك مخرج من هذا الوضع من دون العمل مع الصين".

وبرأيه أن الصين لم تكن بالشفافية التي امتدحها البعض في ما يتعلق ببداية ظهور الفيروس. وقال السير جون سورز: "الاستخبارات هي الحصول على معلومات أخفتها عنك دولة أو جهة أو طرف آخر... كانت هناك فترة في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) أخفى فيها الصينيون الأمر عن الغرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شفافية واستخبارات

وتصر الصين على أنها تعاملت بشفافية، وتنفي أي محاولات لإخفاء الحقائق وتستشهد بتصريحات منظمة الصحة العالمية وبياناتها العلمية. ورداً على اتهامات استخباراتية أميركية بأن الفيروس ربما تسرب من أحد المختبرات قرب ووزهان، وليس من الحيوانات في سوق المدينة المركزي كما أعلن، قالت وزارة الخارجية الصينية "إن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها لم تجد أي دليل على أن فيروس كورونا أنتج في أحد المختبرات".

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال في مؤتمره الصحافي الأربعاء إن حكومته تحاول تحديد ما إذا كان فيروس كورونا قد خرج من مختبر في مدينة ووهان الصينية. وفيما بدا تحولاً تجاه لوم الصين، قال ترمب "نجري تحقيقاً شاملاً بشأن الوضع المروع الذي حدث". فيما قال وزير خارجيته مايك بومبيو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: "نعلم أن هذا الفيروس قد نشأ في ووهان بالصين ومعهد علم الفيروسات على بعد بضعة أميال من السوق" الذي قيل إن وباء الفيروس بدأ منه.

لكن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي سبق وأكد أن المخابرات الأميركية تشير إلى أن الفيروس نشأ على الأرجح بشكل طبيعي ولم يتم تخليقه في مختبر بالصين، لكن لا يوجد ما يؤكد أياً من الاحتمالين.

وقالت فوكس نيوز التلفزيونية، وهي من الشبكات المؤيدة للرئيس ترمب، إن الفيروس نشأ في مختبر في ووهان، ليس كسلاح بيولوجي وإنما كجزء من سعي الصين لإظهار أن جهودها لرصد ومكافحة الفيروسات تعادل أو تفوق قدرات الولايات المتحدة.

مخاوف بريطانية

وليست المخاوف البريطانية من السياسة الصينية بجديدة، على الرغم من أوجه التعاون الاقتصادي الكثيرة في السنوات الأخيرة. وهذا ما جعل القيادي البارز في حزب المحافظين الحاكم ووزير الخارجية السابق لورد ويليام هيغ يحذر من اعتماد بريطانيا على التكنولوجيا الصينية.

وقال في نقاش استضافه مركز الأبحاث "البورصة السياسية" في لندن: "لا يمكن للغرب التعامل مع الصين لأنها لا تلعب بالقواعد نفسها"، مشيراً إلى خطر الاعتماد على سلسلة توريد طرفها الرئيسي كله في الصين. هذا في الوقت الذي لم يتغير فيه الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في بكين.

وسبق أن طالب نواب في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني الحكومة بأن تفعل مثل واشنطن وتمنع شركة هواووي الصينية من المشاركة في طرح تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات (5G) في بريطانيا. لكن الحكومة لم تستجب لتلك الدعوات وقتها.

ويخشى كثيرون من أن الأزمة الحالية كشفت مدى اعتماد الغرب على الصين ما يعطي بكين ميزة غير عادية في السياسة الدولية. إلا أن بكين طالما أظهرت ترددها في لعب أي دور دولي وأبدت تركيزاً فقط على الجانب الاقتصادي.

كذلذ قال سير جون سورز في مقابلته الإذاعية إن "العالم ما بعد فيروس كورونا ربما لن يكون مثل العالم قبله. ومن يدري كيف ستسير علاقة الغرب مع الصين، بخاصة إذا استمر التصعيد الأميركي الحالي إلى حد مطالبة الصين بتعويضات عن الأضرار التي نجمت عن تفشي وباء كورونا".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات