في الوقت الذي رحبت فيه دول كثيرة بما توصلت إليه أوبك+ بشأن الاتفاق على أكبر خفض بإنتاج النفط، اعتبرت وكالة "بلومبيرغ" أن الاتفاق الذي أنجز بعد مفاوضات ماراثونية، استمرت 11 ساعة في خطر مع رفض المكسيك التخفيضات المقترحة.
وقالت منظمة "أوبك"، في بيان، إن الاتفاق الذي ينص على خفض قدره 10 ملايين برميل يومياً في مايو (أيار)، ويونيو (حزيران) من العام الحالي، سيتطلب موافقة المكسيك ليدخل حيز التنفيذ. وبموجب الاتفاق يتوجب على الدول المشاركة خفض إنتاجها في مايو، ويونيو 2020 بنسبة 23 في المئة من مستوى الإنتاج في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2018.
وفي بيان أمس، قالت وكالة الأنباء السعودية، إن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين راجعا، في اتصال هاتفي أمس الجمعة، جهود تحقيق استقرار أسواق الطاقة لدعم نمو الاقتصاد العالمي. وأوضحت أن الأمير محمد وبوتين أكدا أيضاً أهمية التعاون بين كل الدول المنتجة للنفط.
وعلى الرغم من إعلان التوصل إلى اتفاق، لكن مصادر في مجموعة أوبك+، قالت إن السعودية ومنتجي نفط آخرين في مجموعة أوبك+ رفضوا خطة مكسيكية لإجراء تخفيضات أقل من المستهدف بموجب خطط لخفض المعروض العالمي.
وأوضحوا، أن هذا الخلاف كان السبب وراء تأخير وزراء طاقة مجموعة العشرين إصدار بيان حتى بعد عدة ساعات من انتهاء المباحثات. وعرقل هذا الخلاف جهود وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الخاص بتخفيضات النفط. ولم يشر البيان الذي صدر في نهاية الأمر بشكل مباشر إلى التخفيضات، وأشار بدلاً عن ذلك إلى الالتزام باتخاذ "الإجراءات الضرورية والفورية لضمان استقرار سوق الطاقة".
إجراءات إضافية إذا اقتضت الضرورة
وفي تصريحات أمس، توقع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن تصل تخفيضات إنتاج النفط من الدول غير المشاركة في تحالف أوبك+ إلى خمسة ملايين برميل يومياً. وأضاف، "نعتقد أنه، إضافة إلى العشرة ملايين برميل يومياً، التي اضطلعت بها أوبك+، سيكون هناك خمسة ملايين برميل يومياً أخرى من منتجي النفط خارج أوبك+".
وقال إن كندا، غير العضو في أوبك+، مستعدة لخفض إنتاج النفط نحو مليون برميل يومياً. ولم يذكر حجم المساهمة المحتملة من الولايات المتحدة.
وأوضح أن مجموعة منتجي النفط العالميين في أوبك+ قد تتخذ خطوات إضافية بخصوص أسواق الخام إذا اقتضت الضرورة. وأضاف، "إذا اقتضت الضرورة، يمكن تطبيق إجراءات إضافية أو استعادة أسرع للإنتاج من أجل عدم السماح بتخمة معروض في السوق".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، إن الولايات المتحدة سوف "تساعد المكسيك" في تخفيضات إنتاج النفط بموجب اتفاق عالمي لدعم أسعار الخام المنهارة، لكنه أضاف أن التفاصيل لم تتقرر بعد. وتشير التصريحات إلى أن الرئيس الأميركي ربما يدرس خطوة غير مسبوقة لتنسيق خفض إنتاج في الولايات المتحدة، البلد الأعلى صوتاً في الدفاع عن حرية الأسواق.
وقال ترمب، "الذي فكرت به، ولا أعرف هل سيكون مقبولاً؟، سنعرف. أن تساعد الولايات المتحدة المكسيك ثم تعوضنا لاحقاً عندما تكون مستعدة". وأشار إلى أنه تحدث إلى الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في الأمر الخميس الماضي، مضيفاً، "كان حواراً ممتازاً بيننا، وسنرى كيف سيجري كل هذا".
ووضعت مجموعة منتجي النفط أوبك+، التي تضم السعودية وروسيا، إطاراً لخفض نفطي غير مسبوق الخميس الماضي، من أجل رفع أسعار الخام المنهارة تحت وطأة أزمة فيروس كورونا. لكن جهود إنفاذ الاتفاق واجهت عقبة عندما رفضت المكسيك أن تخفض إنتاجها 400 ألف برميل يومياً.
وكان الرئيس لوبيز أوبرادور قال في وقت سابق، أمس الجمعة، إن الرئيس الأميركي وافق على المساعدة عن طريق خفض إضافي للإنتاج الأميركي بعد أن عرضت المكسيك على أوبك+ خفضاً لا يتجاوز 100 ألف برميل يومياً. فيما يحظر القانون الأميركي اتفاق الشركات على تقليص المعروض وزيادة الأسعار، لكنه لا يمنع الحكومة الأميركية من إصدار توجيهات بخفض الإمدادات.
المكسيك توافق على خفض الإنتاج بدعم أميركي
فيما أكد رئيس المكسيك، أندريس مانويل لوبيز، أنه توصل إلى اتفاق مع نظيره الأميركي بشأن خفض إمدادات النفط والمشاركة في اتفاق مجموعة "أوبك +". وأوضح أن بلاده ستقوم بخفض إنتاج النفط بنحو 100 ألف برميل يومياً. وأضاف أن الاتفاق على خفض إمدادات الخام جاء بعد التواصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأعلنت وزيرة الطاقة المكسيكية، روسيو ناهل، في تغريدة على صفحتها الشخصية بموقع "تويتر"، استعداد البلاد لخفض إنتاج النفط بنحو 100 ألف برميل يومياً خلال الشهرين المقبلين.
وبموجب اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط، كان يجب أن تخفض المكسيك إنتاج النفط بنحو 400 ألف برميل يومياً، لكنها أرادت أن يقتصر الخفض على 100 ألف برميل يومياً فقط.
وأوضح رئيس المكسيك أن نظيره الأميركي، وافق على خفض إنتاج النفط الأميركي بنحو 250 ألف برميل يومياً كتعويض عن الحصة التي كان يجب أن تخفضها المكسيك.