Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اليهود المتشددون دينيا... مع كورونا بمواجهة الحكومة والجيش الإسرائيلي

وضعت الشرطة الحواجز في محاولة للحد من تحركات هؤلاء في الشوارع

المشاهد التي تعكس وضعية اليهود المتشددين دينياً (الحريديم) في إسرائيل، في فترة كورونا، حيث الاكتظاظ في الشوارع والمحلات التجارية والمناطق العامة خلافاً لتعليمات الحكومة والجيش وجهاز الصحة، باتت الحدث الأهم في إسرائيل، على الرغم من انتشار الفيروس بشكل سريع والارتفاع المتواصل للوفيات.

لكن الوضع لدى اليهود المتشددين دينياً يثير الرعب بين الإسرائيليين حيث ينتشر فيروس كورونا بينهم، وتسجل إحدى البلدات التي يسكنها هؤلاء، وهي بني براك، أعلى نسبة مصابين بالوباء، ومع هذا، يتصدون للجيش والحكومة ولكل التعليمات التي من شأنها أن تحد من انتشار هذا الفيروس، ضاربين بعرض الحائط التعليمات والإجراءات للوقاية من الوباء ومنع انتشاره، متمسكين بعقائدهم الدينية التي تؤكد أن الله هو القادر على حمايتهم.

ومن حجره في البيت، خرج رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء الأول من أبريل (نيسان)، متوجهاً للإسرائيليين بطلب الالتزام بالتعليمات من أجل الحد من انتشار كورونا، لكن كلمته المركزية كانت موجهة لليهود المتشددين دينياً، إذ تحدث بكل صراحة عن المخاطر التي تشكلها هذه الشريحة اليهودية لوضعية إسرائيل في مواجهة الوباء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دولة داخل دولة

وجاء الحديث عنهم وكأنهم دولة داخل دولة، لا يصغون لأية تعليمات ووصل الوضع بالمسؤولين الإسرائيليين إلى طلب إغلاق بني براك كلها، حيث أعلن وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، أن "ارتفاع معدلات مصابي كورونا في بعض مدن "الحريديم" (المتشددين دينياً)، تتطلب منا زيادة تطبيق الأوامر في الأيام الأخيرة، التطبيق اليوم غير مسبوق، وإذا تم اتخاذ قرار بإغلاق مدن، فيمكننا القيام بذلك على الفور، بالتالي سيتدخل الجيش لتنفيذ الإجراءات".

هذه التصريحات صعّدت من حدة التوتر بين "الحريديم" والمؤسسة الإسرائيلية برمتها، لكن السلطة المحلية في بني براك اضطرت إلى طلب المساعدة من الخارج، فحضر ضباط ومسؤولون عسكريون ليشكلوا هيئة خاصة لمكافحة كورونا في بني براك المتدينة، ومن خلالها يتم التنسيق مع مكتب رئيس الحكومة ووزارة الصحة وقيادة الجبهة الداخلية.

مهمة فاشلة

وعلى مدى يومين على عمل الهيئة، لم ينجح المسؤولون في مهمتهم حيث تصاعدت الأزمات مع هذه الشريحة اليهودية، فهؤلاء ممن لا يتابعون وسائل الإعلام غير الدينية، بالتالي لا يعرفون شيئاً عن التعليمات او الإجراءات التي تتخذها إسرائيل للوقاية من الوباء أو الحد من انتشاره، حتى أنه لا توجد لديهم هواتف ذكية أو اتصال بالإنترنت. إضافة إلى ذلك، توجد أيضاً مشكلة عدم الإبلاغ، المريض لا يسارع إلى الإبلاغ عن وضعه أو عن الأعراض لديه سواء بسبب الخجل أو لاعتبارات خصوصية الفرد أو حتى أسباب دينية، والمشكلة الأخرى هي الاكتظاظ داخل البيوت، فهم من ذوي العائلات كثيرة الأولاد ما لا يتيح إمكانية دخول شخص منهم إلى الحجر الصحي، وفي المقابل يرفضون التوجه إلى الفنادق، التي خصصت لمرضى كورونا، بالتالي أي مصاب في العائلة سينقل العدوى إلى كل أفرادها.

عدم الجاهزية

إسرائيل، عموماً، غير جاهزة لمواجهة حالة طوارئ كتلك التي تتطلبها مواجهة كورونا، وفي المقابل، فإن الأزمة الاقتصادية التي رافقت انتشار الفيروس أدخلت المسؤولين في نقاشات حادة وخلافات حول الإجراءات التي تتخذ، وحتى اليوم يرفض نتنياهو فرض الإغلاق الكامل، والإغلاق الوحيد الذي وافق عليه نتنياهو هو في بلدات المتشددين دينياً، خصوصاً بني براك، ووافقه على ذلك وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، الذي دخل هو الآخر إلى الحجر الصحي في بيته لإصابته بالوباء بعد نتنياهو ورئيس أركان الجيش وضباط في قيادة الجيش.

وجميع هؤلاء يواجهون من حجرهم الصحي بني براك ووباء كورونا هناك، وحتى كتابة هذه السطور لم تتمخض نتيجة واضحة تسهم في منع تفشي الفيروس بينهم.

تصاعد القلق

حالياً، وضعت الشرطة الحواجز ونشرت قوات معززة من عناصرها في محاولة للحد من تحركات المتدينين في الشوارع، ويتصاعد القلق بين متخذي القرار مع اقتراب عيد الفصح العبري والنشاطات الدينية التي سيقوم بها المتدينون، ومن شأنها أن تؤدي إلى وضع خطير جداً، شبيه بكارثة، كما وصف البعض، بين هؤلاء "الحريديم"، والهيئة التي تم تشكيلها لمواجهة خطر كورونا في بني براك تواجه مشكلة، ليس فقط تجاه السكان ومعتقداتهم وتصرفاتهم، إنما أيضاً تجاه الحاخامات هناك، إذ إن كل عملية مهمة تحتاج إلى التنسيق مع الحاخامات من ثلاثة تيارات دينية وسياسية على الأقل، الليطائيون والحسيديون وحاخامات شاس.

وفي ظل هذا الوضع ولضمان تنفيذ الإجراءات، تم تجنيد وحدة كوماندوس تابعة لهيئة الأركان العامة وعناصر أخرى من شعبة الاستخبارات العسكرية، ومن ضمنها الوحدات التكنولوجية، من أجل أن يساعد ضباط كبار فيها، وبينهم قائد الوحدة، وزارة الصحة في جهود محاربة انتشار كورونا.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط