اغتنمت فصيلة جريئة من حيوانات الماعز الجبلية الإقفال الذي فرضه فيروس "كورونا" من أجل "احتلال" بلدة بإمارة ويلز في بريطانيا. ورُصِدت هذه الحيوانات الجريئة، وهي تقفز في شوارع لاندودنو المهجورة، وتقضم الشجيرات الخضراء فيها، والفِرار من الشرطة. ولاحظ أحد المواطنين ممازحاً، أن المعز فشلت حتى في التقيّد بقواعد التباعد الاجتماعي (المفروضة في أرجاء المملكة المتحدة).
وكانت حيوانات المعز البرّية الكشميرية استوطنت على مدى أكثر من قرن في مرتفعات "غريت أورم"، وهي منطقة شاسعة من الصخور الكلسية تطل على الساحل الشمالي لويلز، وتنحدر هذه الفصيلة من زوج من الماعز كان أهداها شاه بلاد فارس إلى الملكة فيكتوريا بعد فترة وجيزةٍ من تتويجها على العرش.
أمّا الآن، فرحّب بعض سكان لاندودنو بالماعز الملكية على أنها "أسيادٌ جددٌ"، مشيرين إلى أنها "فرضت سيطرتها" على البلدة عبر سلسلة من الغارات اليومية الموثّقة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول آندرو ستيوارت، الذي أبلغ "شرطة نورث ويلز" بعد اكتشاف تسلل المخلوقات ذات القوائم الأربعة إلى البلدة تحت جنح الظلام يوم الجمعة، "إنها تسيطر على مدينة لاندودنو الآن، وعلينا فقط تقبّل الأمر على أنه حقيقة قائمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتب ستيوارت، وهو مصور صحافي يعمل في صحيفة "مانشستر إيفننغ نيوز" على حسابه عبر "تويتر" يقول، "بعثت الشرطة بسيّارة دورية عملت على تشغيل أضوائها الحمراء الكبيرة. أشعر بالأسف إذا قُبِض على حيوانات الماعز. لكنها كانت شقيةً للغاية"، على حدّ تهكّمه.
وأشار ستيوارت، في اليوم التالي، إلى أن الماعز الجبلية "عادت وتكتّلت ضمن مجموعاتٍ تضم أكثر من اثنين". وواصل الصحافي توثيق تحرّكات تلك المجموعات طوال عطلة نهاية الأسبوع، وكتب في نهاية المطاف مقولة ردّدها كثيرون من بعده: "أنا، على سبيل المثال، أرحّب بأسيادنا الجدد من الماعز".
وكتبت جينا سكينر، على حسابها عبر "تويتر"، "كنتُ أعرف دائماً في أثناء نشأتي في لاندودنو أنّ حيوانات الماعز الجبلي التي تقطن في (غريت أورم)، ستكون هي التي تتولّى الأمور في حال وقوع أي تطورات شديدة السوء في المستقبل".
وقال مستخدم آخر على "تويتر"، "هكذا اتّضح أن مَعْز (غريت أورم) استولت على لاندودنو، وكلّ من رآها ارتعد أمام قوتها".
وبينما تعد هذه الحيوانات البرية ضيوفاً تتكرّر زياراتهم غير المرحّب بها إلى حدّ ما في المدينة، حتى إنها واجهت ما يشبه حملات الإعدام في تسعينيات القرن الماضي، يبدو أن هناك إجماعاً عامّاً على أن الإغلاق شجعها على النزول إلى المدينة، والتجوّل في أرجائها بشكلٍ أكثر من المعتاد.
وقالت كارول ماروبي، العضو في المجلس البلدي للمدينة لشبكة "بي بي سي"، إن "هذه الحيوانات فضولية، فهي تتساءل، كما أظن، عمّا يحدث، مثل أي شخص آخر"، مضيفةً أنها كانت تقدّم لأبناء المدينة نوعاً من "الترفيه المجاني".
وتضيف: "هناك عدد قليل جداً من الزوار الذين يصلون في نزهتهم إلى المناطق المرتفعة من (غريت أورم)، لذا فقد نزلت هذه الحيوانات بمجموعات صغيرة إلى البلدة. وفي حين أنه لا يوجد أي شخص آخر في أنحاء المدينة، لذلك ربما قررت أن تتولى هي زمام الأمور فيها".
ويوضح الصحافي ستيوارت، أن "حيوانات الماعز الجبلي هذه لا تحب الناس، وعادةً ما تنزل من مرتفعات (غريت أورم) فقط عندما يكون الطقس عاصفاً، وتبقى في الشوارع الخلفية للمدينة، وتحديداً في أعالي شارع موستين. وبما أنّ الإغلاق الذي فرضه الوباء يعني أن البلدة فارغة من سكّانها، فقد ذهبت هذه الحيوانات مسافةً أبعد ممّا كانت تقوم به في أيّ وقت مضى".
ماعز لاندودنو الجبلية ليست الحيوانات الوحيدة التي تستغل غياب البشر للمغامرة في كثيرٍ من الأحيان بالدخول إلى المدن والبلدات الصاخبة عادة. فقد تم سابقاً رصد خنازير برّية في برشلونة، وجرى تصوير بطٍّ يطير من نهر السين للتجوّل في شوارع باريس، وقبضت السلطات في العاصمة التشيلية سانتياغو على أحد حيوانات الـ"بوما" السنّورية الخطيرة. وتستمتع طيور البطريق بالتجوّل حول حوض أسماك في شيكاغو، حيث صورّت وهي تزور جيرانها المثيرين الريبة.
ومع ذلك، اضطر العلماء إلى فضح عددٍ من التقارير الكاذبة، مثل تلك التي تحدّثت عن مشاهدة دلافين في قنوات مدينة البندقية، وأفيال مستلقيةً في إحدى حدائق تقديم الشاي في الصين بعد تناولها كثيراً من نبيذ الذرة.
© The Independent