Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إنغمار برغمان: الحياة الفوضوية لمخرج الروائع

مع صدور فيلم وثائقي جديد عن إنغمار برغمان، يستبصر مارتن شيلتون المنهج الكامن وراء الجنون الحاد والخرافي للمخرج الاسكندنافي

ثمة جوانب كثيرة خفية من إنغمار برغمان، المخرج السينمائي الذي أبدع في تجسيد تلك الصورة التي لا تنسى لفارس من القرون الوسطى وهو على شاطئ البحر يلاعب الموت الشطرنج.

بعد أن شاهد برغمان -وكان في سن الثالثة والثمانين- جورج كلوني وجوليا روبرتس في فيلم "أوشن 11"، وقف ليقول لأفراد أسرته بكل تحمس إن عليهم مشاهدة الفيلم مرة أخرى. إن هذا أقل تنافرًا عندما يدرك المرء أن ذلك المخرج الذي التصق به وصف "السويدي الكئيب"، كان لمدة ثمانية عقود كاملة مدمنًا على السينما -باعترافه هو شخصيًا- بعد أن استأسرته منذ مشاهدة أول فيلم في حياته في سن السادسة.

خلال مسيرته الفنية كواحد من بصراء السينما الحقيقيين، أخرج أكثر من 55 فيلمًا، بما فيها عدد من الروائع، مثل The Seventh Seal ("الختم السابع")، Wild Strawberries ("التوت البري")، Through Glass Darkly ("عبر زجاج مظلم")، Winter Light ("ضوء الشتاء")، The Silence ("الصمت")، Cries and Whispers ("صرخات وهمسات ")، Persona ("برسونا")، Scenes from a Marriage ("مشاهد من الحياة الزوجية")، وفيلم Fanny and Alexander ("فاني وأليكسندر"). على الصعيد الشخصي، في المقابل، كان إنسانًا هدامًا ومضطربا، ورب عمل متقلب المزاج، وزير نساء كاسر. تُستكشف هذه السيرة في فيلم وثائقي جديد بعنوان  Bergman: A Year in a Life (أو "برغمان: عام في حياة")، من إخراج جين ماغنوسون، وهي مخرجة سويدية.

لسنوات عدة، كانت الرواية السائدة  هي أن برغمان عانى مدى حياته جراحا ذهنية جراء طفولة بائسة ومتعسَّفة في أوبسالا. فلقد وصف أمه كارين بـ"البرودة والجفاء"، وقال عن أبيه إريك، القسيس الإنجيلي اللوثري متقلب المزاج، إنه كان أبًا قاسيًا اعتاد ضرب إنغمار وشقيقه الأكبر داغ وشقيقته الصغرى مارغريتا، وكثيرًا ما حبسهم في مقصورات مظلمة.

وقد صرح لـتورستن مانز، المؤلف المشارك لبرغمان في كتاب Bergman on Bergman، قائلًا: "إن تعرضي للإهانة، والتوبيخ المستمر بالأقوال أو الأفعال أو المواقف لمن أشد المشاعر التي أتذكرها من أيام الطفولة". ولقد وصف نفسه مرارًا بأنه "طفل مذعور"، وفي سن الثالثة والخمسين، كان لا يزال يشتكي إلى المحاور التلفزيوني ديك كافيت من قسوة وجفاء أبيه "المتحذلق". وبعد إباقه لم يتحدث إلى أي من والديه لخمس سنوات كاملة، وفق ما قال لكافيت.

لا ندري إلى أي مدى تلاعب إنغمار بقصة طفولته، لكن يجدر بنا أن نحذَر الوثوق برجل قال إن "الحكايات الخرافية القاسية" كانت تستأسره دائما، ووصف نفسه بأنه "كذاب موهوب". يبدو أن إرنست إنغمار برغمان، المولود في 14 يوليو 1918، قد نسج حول نفسه أساطيره الخاصة. لقد فحص منتجو فيلم Bergman: A Year in a Life أكثر من 400 ساعة من المقابلات ولقطات الكواليس؛ وكانت النتيجة أن توصلوا إلى منظور جديد لذلك الأب الطاغية المتعنت، الذي أصبح فيما بعد قسيسًا للعائلة المالكة السويدية.

فمن ناحية، ليس من الواضح أي الطفلين تحمل وطأة غضب القس. "من الصعب حدس متى كان برغمان لا يصدُق الخبر عن طفولته، ومتى يدبِّج حكايته متقمصا دور الحكَّاء،" تقول لي ماغنوسون. "فأحد الأشياء التي اكتشفتها أثناء إنتاج الفيلم هو أن رواية أخيه الأكبر للأحداث العظمى في طفولتهما تختلف بعض الشيء عن روايته هو؛ ويبدو أن برغمان انتحل حكايات عن شقيقه ونسبها لنفسه. في الوقت ذاته، كان شقيق برغمان ساديًا سيء السمعة. كان يسوم شقيقه الأصغر سوء العذاب عندما كانا طفلين. وربما استمر على هذا المنوال حتى وقت متأخر من حياتهما. مع آل برغمان لا يمكنك الجزم بأي شيء على الإطلاق".

أما الجلي فهو أن إرغام طفل على حضور مئات القداديس الكنسية الكئيبة في قرى سويدية نائية، وخاصة خلال حقبة تزمت أخلاقي، غرست في نفس إنغمار الصغير ارتيابا في الدين وطقوسه لازمه بقية حياته. فقد اعترف في إحدى المقابلات التي أجريت معه في الفيلم الوثائقي عن حياته، بأنه شعر بالنفور من "جدب خطبهم، ووعدم اكتراث ولامبالاة القداس". كان يعتقد أن رجال الدين في السويد يروجون لنظام يعمل على "إنشاء عبيد مطيعين، ويتربع الرب على قمته".

كان الحل الأمثل لهذه التنشئة الدينية المهيمنة لصبي ذي خيال خصب وذهن شارد، هو أن يصنع عالمه الخاص بنفسه، عالم يصنع فيه الخيال ما عجز عنه الواقع. فبعد أن بدأ بعروض المصباح السحري، انتقل إلى عروض مسرح العرائس الأكثر تعقيدا، منتجا عروضه الخاصة لمسرحيات سترندبرغ - وسرعان ما اعتاد برغمان جذب جميع الأشرطة.

كانت جدته آنا كالفاجن إحدى أهم الشخصيات المؤثرة في حياته. هذه المرأة الفكهة - والتي وصفها لاحقًا بـ "أفضل صديق" – كانت ترافقه بانتظام إلى السينما التي أشعل شغفَه بها تشويقُ أول فيلم شاهده في حياته، وكان نسخة صامتة من فيلم Black Beauty لعام 1921، واالتي كانت أفضل بكثير من الحياة المنزلية والمدرسة التي "مقتها".

في جامعة ستوكهولم، حيث درس برغمان الفن والأدب، أمضى معظم وقته حوالي مسرح الطلاب. ويبدو أن الشيء الوحيد الذي تحمس له في سنوات مراهقته، بخلاف المسرح، كان السطوة الآسرة أدولف هتلر الذي شاهده يلقي خطبة في تجمع نازي في فايمار خلال العطلة الصيفية.

بعد أن غادر الجامعة، تكرس للسينما في عام 1941 بالعمل في إعادة كتابة بعض السيناريوهات. وخلال العقد التالي، استطاع بالدأب والمثابرة إتقان حرفته بممارسة الإخراج والكتابة، وكان أول عمل اضطلع فيه بكلا الدورين – مخرجا وكاتب سيناريو- فيلم Prison ("سجن") عام 1949 (والذي صدر في الولايات المتحدة باسم The Devil’s Wanton)، والذي نبذه لاحقًا بوصفه "هراء".

كان عقد الخمسينيات هو عقد الاختراق لديه، بمعالم من قبيل Summer with Monika ("الصيف مع مونيكا") عام 1953، وفيلم Smiles of a Summer Night (أو "ابتسامات ليلة صيف") الذي رشح لجائزة السعفة الذهبية [في مهرجان كان السينمائي] عام 1955 (وهو أحد أفلامه المفضلة لدى حواريِّه وودي آلن). سنة التحول في حياته كانت عام 1957 الذي يمثل محور الفيلم الوثائقي لماغنوسون. تُسمي المخرجة السويدية عام 1957 "سنة برغمان المجنونة"، لأنه بالإضافة إلى إصدار فيلمي "الختم السابع" و"التوت البري"، أخرج أول أفلامه التلفزيونية و أربع مسرحيات ، ومنها مسرحية هنريك ابسن "بير جينت"  شاقة الإنتاج.

كان برغمان يستكشف مشاعره بالموت والدين (وخاصة الأنماط المسيحية التقليدية) في "الختم السابع"، وهي التيمات أو الأفكار التي أسهمت في ظهور نعت "البرغمانية". يعود الفارس المحنك أنطونيوس بلوك (ماكس فون سيدو) من إحدى الحروب الصليبية ليجد أن الطاعون يفني وطنه. إنه فيلم يعلق بالذاكرة سينما حالكةً. "الحب هو الأحلك من كل طاعون،"  تتحسر إحدى شخصيات الفيلم. فيما تتساءل أخرى: "أليست الحياة فوضى قذرة؟" ويعرض الفيلم المشهد المدهش للفارس

وهو يلعب الشطرنج مع الموت –في هيئة الحصاد المتجهم Grim Reaper- التي تلعب بداهة بالقطع السوداء وتفوز. مشهد النهاية المزعج، يظهر الشخصية المتشحة وهي  تقود سلسلة من المنكوبين عبر أرض يباب.

قال برغمان، الذي كان يبلغ من العمر 39 عامًا آنذاك، ويعاني قرحة في المعدة كثيرًا ما كانت توقظه من النوم في ساعات مبكرة، إن خوفه من الموت "كان مسيطرًا" إبان إخراجه للفيلم. ووصف رهابه بالـ"وسواس الطفولي"، مع أن ذلك كان ربما نتيجة حتمية لمشاهدة مئات الجنازات في سن الطفولة. "لقد شعرت بأنني على اتصال بالموت ليل نهار، وكان خوفي هائلًا"، قال برغمان. ذات مرة قال مازحًا إن السبب في عدم اهتمامه بالسياسة هو "أن الحزب الوحيد الذي انتسبت إليه كان حزب المذعورين".

كان الختم السابع " دواءً شافيًا" لبرغمان، وساعده  في السيطرة على انشغاله بالموت. وببلوغه أواخر الخمسينات من عمره، صار أكثر تقبلا لنهاية الإنسان الحتمية (أو لعله أجاد التظاهر بهذا الشعور). "لقد كنت أرهب الموت فيما سبق، لكنني أعتقد الآن أنه تسوية حكيمة للغاية. إنه أشبه بضوء ينطفئ. لا يستدعي الكثير من الجلبة حوله"،  كما قال لتشارلز توماس صامويل.

فيلم "التوت البري"، الذي صدر في ديسمبر (كانون الأول) لعام 1957، مليء أيضًا بلقطات هاجسة لا تمحى من الذاكرة، مثل تلك الساعة التي بلا عقارب والنظرة الفزعة على وجه رجل هرم وجثته تسحبه إلى التابوت. بعض النقاد رأوا أن الفيلم يحمل رسالة الخلاص، مشيرين إلى أن الشخصية الرئيسية، البروفيسور الأرمل إيزاك بورغ، البالغ من العمر 78 عاما، (والذي جسَّد دوره فيكتور سيوستروم ببراعة منقطعة النظير)، يبلغ الخلاص عبر الشفقة بعد برود عاطفي دام مدى ما سلف من عمره.

عندما سئل برغمان في عام 1964 عما إذا كان الفيلم يمثل حكاية إيجابية عن الخلاص، لم يبد عليه الاقتناع. ففي تصريح لمجلة بلاي بوي، قال: "لكن [بورغ] لا يتغير، لا يستطيع التغير، هذا كل ما في الأمر. لا أعتقد أن الناس يمكنهم التغير، وأقصد التغيُّر الحقيقي، التحول الجوهري. من يستطيع ذلك؟ قد يمرون بلحظة تجل، قد يستبصرون أنفسهم، قد يستوعون من هم، لكن هذا هو أقصى ما يمكن أن يأملوه".

ربما كان برغمان  يتمعن عجزه هو عن التغير، لأن عام 1957 كان عامًا حافلًا بالعلاقات الغرامية الرعناء، تعرف أثناءه  على كيبي لاريتي وإنغريد فون روزين، اللتين ستصبحان زوجتيه الرابعة والخامسة. وأثناء عمله في فيلمي الختم السابع والتوت البري، كان  ينعم بعِشرة بيبي أندرسون (22 عامًا)، بطلة الفيلمين. في ذلك الحين، بدأ ينهار زواجه بالصحافية واللغوية غون غروت.

يبدو أن معاشرته المرأة في حياته تضاربت مع احترامه إياها على الشاشة؛ وتقول ماغنوسون في هذا الصدد: "بعض من شاهد أفلامي يقولون ’ياله من شخص متحيز ضد المرأة، كيف يمكنك صنع فيلم عن شخص خائن يسيء للمرأة؟‘ هذا بالتأكيد تساؤل مفهوم عندما تدرس حياة برغمان الخاصة. ومن الغريب حقًا أنه، في الوقت نفسه، أسند إلى ممثلاته أدوارًا بديعة؛ ففي أفلام مثل ‘برسونا‘ و’الصمت‘ و’صرخات وهمسات‘ و‘سوناتة الخريف‘ لدينا بطولتان نسائيتان [في الفيلم ذاته]، وأحيانًا أكثر. من هذه الزاوية، يسبق برغمان عصره، حتى بمعايير اليوم. لقد ولد سنة 1918 - وربما يعكس موقفه من المرأة في حياته الشخصية أفكار جيله."

في عام 1971، صار إليوت غولد أول أميركي يأخذ دور البطولة في أحد أفلامه وهو فيلم The Touch ("اللمسة"). ويروي الممثل ذكرياته عن شخص داعر بعض الشيء، أخبره أنه "استمنى" ذات مرة بعد مشاهدة أحد أفلام النجمة ماي وست. وقال برغمان لـغولد أنه يريد صنع "آلة جماع" - منصة ذات ثقب توضع فيه الكاميرا للتلصص من خلالها - لتصوير مشاهد الجنس بين غولد وبيبي أندرسون. غولد صرح لمجلة النيويوركر في وقت لاحق، قائلًا: "راودني شعور بأن إنغمار أراد أن نمارس أنا وبيبي الجنس بعيدا عن الكاميرا، وهو ما لم أكن لأقبل به مطلقًا".

عند وفاته في 30 يوليو 2007، في سن الـ89 عامًا، خلف برغمان وراءه ثمانية أبناء (مات ابنه يان، الذي ظهر في فيلم Shame عام 1968، بسبب اللوكيميا في الرابعة والخمسين من عمره)، تجاهلهم في سني تكوُّنهم. فقد كان لديه عصبة من الخليلات، وكان يسوغ تلك النزوات لزوجاته العديدات بقوله لهن: "لدي الكثير جدا من الحيوات." ولقد قال إن أحد أسباب إدمانه العمل على هذا النحو - بالإضافة إلى أفلامه ومسرحياته، كتب عددًا من المسرحيات الإذاعية ورواية وحتى مسرحية غنائية (ليبريتو) – كان الهروب من "الخيبة" في حياته الشخصية. "لقد أردت أن أصبح مخرجًا عظيمًا لأنني فاشل بصفتي كائنا بشريا. في الاستوديو والمسرح، كنت أستطيع العيش بسعادة. ولا أزال على هذه الحال،" كما قال لصحيفة نيويورك تايمز.

لقد أحاط نفسه بممثلين مخلصين – من أمثال هارييت أندرسون وغونار بيورنستراند وبيبي أندرسون وماكس فون سيدو وليف أولمان - واستعان بمجموعة الفنيين والتقنيين الرائعين نفسها. وعندما سأل ديفيد لين ذات مرة برغمان عن طريقة عمله، قال برغمان لمخرج فيلم "دكتور زيفاجو" المشهود له: "أصنع أفلامي بالتعاون مع 18 صديقًا مخلصًا"، فرد لين قائلًا: "هذا مثير للاهتمام، فأنا أصنع أفلامي مع 150 عدوًا".

وهو يلعب الشطرنج مع الموت –في هيئة الحصاد المتجهم Grim Reaper- التي تلعب بداهة بالقطع السوداء وتفوز. مشهد النهاية المزعج، يظهر الشخصية المتشحة وهي  تقود سلسلة من المنكوبين عبر أرض يباب.

قال برغمان، الذي كان يبلغ من العمر 39 عامًا آنذاك، ويعاني قرحة في المعدة كثيرًا ما كانت توقظه من النوم في ساعات مبكرة، إن خوفه من الموت "كان مسيطرًا" إبان إخراجه للفيلم. ووصف رهابه بالـ"وسواس الطفولي"، مع أن ذلك كان ربما نتيجة حتمية لمشاهدة مئات الجنازات في سن الطفولة. "لقد شعرت بأنني على اتصال بالموت ليل نهار، وكان خوفي هائلًا"، قال برغمان. ذات مرة قال مازحًا إن السبب في عدم اهتمامه بالسياسة هو "أن الحزب الوحيد الذي انتسبت إليه كان حزب المذعورين".

كان الختم السابع " دواءً شافيًا" لبرغمان، وساعده  في السيطرة على انشغاله بالموت. وببلوغه أواخر الخمسينات من عمره، صار أكثر تقبلا لنهاية الإنسان الحتمية (أو لعله أجاد التظاهر بهذا الشعور). "لقد كنت أرهب الموت فيما سبق، لكنني أعتقد الآن أنه تسوية حكيمة للغاية. إنه أشبه بضوء ينطفئ. لا يستدعي الكثير من الجلبة حوله"،  كما قال لتشارلز توماس صامويل.

فيلم "التوت البري"، الذي صدر في ديسمبر (كانون الأول) لعام 1957، مليء أيضًا بلقطات هاجسة لا تمحى من الذاكرة، مثل تلك الساعة التي بلا عقارب والنظرة الفزعة على وجه رجل هرم وجثته تسحبه إلى التابوت. بعض النقاد رأوا أن الفيلم يحمل رسالة الخلاص، مشيرين إلى أن الشخصية الرئيسية، البروفيسور الأرمل إيزاك بورغ، البالغ من العمر 78 عاما، (والذي جسَّد دوره فيكتور سيوستروم ببراعة منقطعة النظير)، يبلغ الخلاص عبر الشفقة بعد برود عاطفي دام مدى ما سلف من عمره.

لقطة من مباراة الشطرنج الشهيرة في فيلم "الختم السابع" (Moviestore Collection/REX/Shutterstock)

عندما سئل برغمان في عام 1964 عما إذا كان الفيلم يمثل حكاية إيجابية عن الخلاص، لم يبد عليه الاقتناع. ففي تصريح لمجلة بلاي بوي، قال: "لكن [بورغ] لا يتغير، لا يستطيع التغير، هذا كل ما في الأمر. لا أعتقد أن الناس يمكنهم التغير، وأقصد التغيُّر الحقيقي، التحول الجوهري. من يستطيع ذلك؟ قد يمرون بلحظة تجل، قد يستبصرون أنفسهم، قد يستوعون من هم، لكن هذا هو أقصى ما يمكن أن يأملوه".

ربما كان برغمان  يتمعن عجزه هو عن التغير، لأن عام 1957 كان عامًا حافلًا بالعلاقات الغرامية الرعناء، تعرف أثناءه  على كيبي لاريتي وإنغريد فون روزين، اللتين ستصبحان زوجتيه الرابعة والخامسة. وأثناء عمله في فيلمي الختم السابع والتوت البري، كان  ينعم بعِشرة بيبي أندرسون (22 عامًا)، بطلة الفيلمين. في ذلك الحين، بدأ ينهار زواجه بالصحافية واللغوية غون غروت.

يبدو أن معاشرته المرأة في حياته تضاربت مع احترامه إياها على الشاشة؛ وتقول ماغنوسون في هذا الصدد: "بعض من شاهد أفلامي يقولون ’ياله من شخص متحيز ضد المرأة، كيف يمكنك صنع فيلم عن شخص خائن يسيء للمرأة؟‘ هذا بالتأكيد تساؤل مفهوم عندما تدرس حياة برغمان الخاصة. ومن الغريب حقًا أنه، في الوقت نفسه، أسند إلى ممثلاته أدوارًا بديعة؛ ففي أفلام مثل ‘برسونا‘ و’الصمت‘ و’صرخات وهمسات‘ و‘سوناتة الخريف‘ لدينا بطولتان نسائيتان [في الفيلم ذاته]، وأحيانًا أكثر. من هذه الزاوية، يسبق برغمان عصره، حتى بمعايير اليوم. لقد ولد سنة 1918 - وربما يعكس موقفه من المرأة في حياته الشخصية أفكار جيله."

في عام 1971، صار إليوت غولد أول أميركي يأخذ دور البطولة في أحد أفلامه وهو فيلم The Touch ("اللمسة"). ويروي الممثل ذكرياته عن شخص داعر بعض الشيء، أخبره أنه "استمنى" ذات مرة بعد مشاهدة أحد أفلام النجمة ماي وست. وقال برغمان لـغولد أنه يريد صنع "آلة جماع" - منصة ذات ثقب توضع فيه الكاميرا للتلصص من خلالها - لتصوير مشاهد الجنس بين غولد وبيبي أندرسون. غولد صرح لمجلة النيويوركر في وقت لاحق، قائلًا: "راودني شعور بأن إنغمار أراد أن نمارس أنا وبيبي الجنس بعيدا عن الكاميرا، وهو ما لم أكن لأقبل به مطلقًا".

عند وفاته في 30 يوليو 2007، في سن الـ89 عامًا، خلف برغمان وراءه ثمانية أبناء (مات ابنه يان، الذي ظهر في فيلم Shame عام 1968، بسبب اللوكيميا في الرابعة والخمسين من عمره)، تجاهلهم في سني تكوُّنهم. فقد كان لديه عصبة من الخليلات، وكان يسوغ تلك النزوات لزوجاته العديدات بقوله لهن: "لدي الكثير جدا من الحيوات." ولقد قال إن أحد أسباب إدمانه العمل على هذا النحو - بالإضافة إلى أفلامه ومسرحياته، كتب عددًا من المسرحيات الإذاعية ورواية وحتى مسرحية غنائية (ليبريتو) – كان الهروب من "الخيبة" في حياته الشخصية. "لقد أردت أن أصبح مخرجًا عظيمًا لأنني فاشل بصفتي كائنا بشريا. في الاستوديو والمسرح، كنت أستطيع العيش بسعادة. ولا أزال على هذه الحال،" كما قال لصحيفة نيويورك تايمز.

لقد أحاط نفسه بممثلين مخلصين – من أمثال هارييت أندرسون وغونار بيورنستراند وبيبي أندرسون وماكس فون سيدو وليف أولمان - واستعان بمجموعة الفنيين والتقنيين الرائعين نفسها. وعندما سأل ديفيد لين ذات مرة برغمان عن طريقة عمله، قال برغمان لمخرج فيلم "دكتور زيفاجو" المشهود له: "أصنع أفلامي بالتعاون مع 18 صديقًا مخلصًا"، فرد لين قائلًا: "هذا مثير للاهتمام، فأنا أصنع أفلامي مع 150 عدوًا".

كان طاقم برغمان الأساسي أسرته البديلة، ويبدو أن أفراد هذه العشيرة أحبوا رب الأسرة المستبد أحيانًا وأكنوا له الاحترام. وهو ما أفصح عنه فون سيدو بقوله: "كان إنغمار مخرجًا مسرحيًا استثنائيًا، ومصدر إلهام ومعلمًا لممثليه. استطاع إنشاء علاقة بين جميع من عمل معهم. لقد كان رجلًا رقيق الشعور وذكيًا جدًا يعرف الكثير عن النفس البشرية".

لكن، وكما هو الحال دائمًا مع برغمان، ليست هذه القصة كاملة. إذ لم يكن يحظى بالاحترام من جانب الجميع. فها هي ذي لينا أولين التي رُشحت لجائزة الأوسكار (اشتهرت بدورها كحسناء كيدية في فيلم The Unbearable Lightness of Being "خفة الكينونة التي لا تُطاق") عانت جانب برغمان الكريه أثناء التمرن على مسرحية "الحلم" A Dream Play للكاتب المسرحي أوغست ستريندبرغ. لقد قالت أولين إن برغمان "غضب بشدة" عندما أخبرته أنها حامل، واستطردت متذكرة: "لم يبد أي قدرٍ من التسامح. لقد كان وضيعًا حقًا".

أما الممثلة والمخرجة السينمائية ماي تسيترلينغ (التي عملت مع برغمان في الأربعينيات) فقالت إنه لم يحب إلا أولئك الممثلين الذين كانوا "كالدمى في يده"، في حين بلغ بإنغريد برغمان (التي ظهرت في فيلم "سوناتة الخريف" عام 1978، قبل أربع سنوات فقط من موتها بالسرطان) الاستياء من أسلوب برغمان في التعامل في البلاتوه حد لطمه.

ويبدو أنه استلهم والده القس في تعامله مع برتيل غوف الذي كان في سنه الحادية عشرة آنذاك. كان برغمان قد اختار غوف لتجسيد شخصية برغمان الطفل في فيلم "فاني وأليكسندر" الذي يتناول سيرته الذاتية. وخلال أحد المشاهد، ضحك غوف بغتة، ما تسبب في انفلات أعصاب برغمان. "قفز وأمسك بذراعي وقال: ’هذا هو السلوك الأشد شناعة، أسوأ سلوك لا مهني رأيته في حياتي‘"، قال غوف متذكرا. ظل الطفل يكفكف دموعه من تعنيف برغمان.

اعترف برغمان بميله أحيانا إلى الـ"قسوة" على الممثلين، وأقر بأنه كان سريع الغضب. ويورد فيلم ماغنوسون الوثائقي أمثلة لنوبات غيظه في البلاطوه. كما يصوره أيضًا كمهووس بالسيطرة يستشيط غضبًا إذا تجرأ أحد أفراد طاقم العمل وأكل قطعة من بسكويته المفضل. "كان برغمان سيء المزاج دائمًا، من أيامه الأولى كمخرج مسرحي، إلى آخر أعماله،" تقول ماغنوسون. "ولكن الناس كانت تتطلع إلى العمل له على الرغم من نوباته، لسبب أولي هو أن العمل لبرغمان قد يؤدي إلى الحصول على أدوار

مذهلة خارج السويد. لا يعني هذا أنني أتفهم هذا الدافع - ما العيب في العمل في السويد؟ وبتقدم برغمان في العمر، زاد مزاجه سوءا، وبات ذلك الحثالة الذي كان على الناس تحمله في مسرح الدراما الملكي في ستوكهولم خلال التسعينات مجنونًا بحق. سحق ودمر أناسا، وكان ينبغي مُطالبته بملازمة بيته. لكنه كان يجلب الجماهير فلم يتدخل أحد."

كان برغمان يمتلك من الوعي الذاتي ما يكفي - وربما ما يكفي من المهارة - للاعتراف بعيوبه للمحاورين؛ فقد صرح لنيويورك تايمز المجلة في عام 1983، قائلًا: "إنني على دراية بشخصيتي المزدوجة. الشق المعروف منها تحت السيطرة؛ كل شيء مخطط له وآمن جدا. وأما الشق المجهول، فقد يكون مزعجا. وأعتقد أن هذا الشق له الفضل في العمل الإبداعي - فهو على اتصال مع الطفل."

 في موقع التصوير، كان كل شيء يخضع للتخطيط المُحكم. وقد أشاد غولد بمهارات برغمان المخرج التنظيمية التي لا تشوبها شائبة، قائلا إن "كل يوم في موقع التصوير كان يُدبَّر على أكمل وجه". فاستعدادا لإخراج فيلم "ضوء الشتاء" عام 1963، كان برغمان والمصور السينمائي سفين نيكفست يجلسان لساعات كل يوم في إحدى الكنائس شمالي السويد، فقط لكي يعاينا تحول الضوء بين الساعة الحادية عشر صباحًا والثانية بعد الظهر من كل يوم. نيكفست، الحاصل على جائزة الأوسكار عن فيلم عام 1972 "صرخات وهمسات"، والذي كان أحد أكثر المتعاونين معه بانتظام على مدى ثلاثة عقود، قال إنه تعلم الكثير عن أهمية الموقع والضوء الطبيعي من برغمان. "في البدء، كنت شديد التخوف عندما قابلت إنغمار لأول مرة، لأنه كان يُعرف بـ ’المخرج الشيطاني‘. لكن منذ اليوم الأول، ارتحنا للعمل معًا؛ ربما كنا نفهم بعضنا لأن كلينا نجلا قسيسين،" قال نيكفست في مقابلة لإعداد كتاب Cinematography Screencraft ("حرفة التصوير السينمائي") من تأليف بيتر اتدجوي.

كان برغمان أيضًا مخرجًا مسرحيًا غزير الإنتاج، ومن 1963 حتى 1966 شغل منصب رئيس مسرح الدراما الملكي في ستوكهولم. ويرى نيكفست أن هذه التجربة كانت عنصرا آخر خطيرا في نجاحه كمخرج سينمائي. "لأن إنغمار عمل في المسرح  فقد صار مفتونًا بالضوء وبكيفية استخدامه لخلق حالة مزاجية معينة. إن إحدى المزايا الفريدة للعمل مع إنغمار هي العدد القليل من الممثلين الذين شاركوا في أفلامه على نحو دائم. لقد صرت خبيرا بسحناتهم، وتعلمت كيف أصور كل تفاصيلها. فمعرفة التركيب الضوئي المناسب لكل وجه يستغرق وقتًا ليس بالقصير".

هذا الهوس بالنظرة التي ترتسم على وجه الممثل عنصر محوري في تألق برغمان. "إن الوجوه هي العنصر الأهم. فالوجه الإنساني هو أكثر الأشياء قابلية للتصوير السينمائي في الوجود. وإنه لأمر مثير ورائع أن ننظر إلى وجه بشري،" قال لـميلفين براج. ورأى -وهو يستعرض تراثه الفني- أن الانفعال الذي صوره بعدسات الكاميرا في لقطة طويلة لـسيوستروم في نهاية فيلم "التوت البري" أماطت اللثام عن رقة وأسى الحياة المنفلتة: "هذه واحدة من أجمل اللقطات المقربة التي حصلت عليها في حياتي،" قال برغمان.

على الرغم من أن أفلام برغمان حظيت بالتوقير في مختلف أنحاء العالم، فقد طبع موقفَ الوطن من المخرج بعضُ العداء. ففي عام 1976، وأثناء التمرين على إحدى المسرحيات في ستوكهولم، اعتُقل بشبهة التهرب الضريبي واستُجوِب لساعات فيما فُتِّش منزله. وعلى الرغم من ثبوت براءته من كل التهم المنسوبة إليه وإصدار الحكومة السويدية اعتذارا رسميا بعد ثلاث سنوات، فقد ساهمت المحنة في استثارة انهيار عصبي فضل برغمان على أثره المنفى في ألمانيا الغربية. ولم يغفر للسلطات السويدية سوء صنيعها إلا بعد سنوات طوال.

لدى عودته إلى أوبسالا في عام 1981، كان ذلك لبدء تصوير فيلم "فاني وأليكسندر"، الفيلم الذي سيلقى إشادة واسعة بوصفه أحد الروائع الكلاسيكية الحديثة. "فاني وأليكسندر" تلا فيلم The Virgin Spring ("الربيع البكر") (1960) وفيلم "عبر زجاج مظلم" (1961) في الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية. ولأن برغمان لم يكن يعبأ بمراسم الاحتفال، فقد عمد إلى فصل هاتفه في شقته في ميونيخ وخلد إلى النوم أثناء إعلان آخر فوز له بجائزة الأوسكار. في النهاية فاز "فاني وأليكسندر" بأربع جوائز أوسكار. ومع كل الإشادات التي تلقاها، فقد أعلن أنه لن يخرج أفلامًا أخرى، معللًا ذلك في تصريحاته لوكالة رويترز بقوله: "أريد راحة البال. لم يبق لي من قوة، لا نفسيًا ولا بدنيًا؛ وأنا أكره الهرج والإيذاء. ليذهب كل شيء إلى الجحيم."

رغم مواصلته العمل من حين لآخر – وقد لقي فيلمه الأخير وهو عبارة عن دراما تلفزيونية بعنوان Saraband  ("ساراباند")في عام 2003 حفاوة شديدة– قضى سنواته الأخيرة بهدوء على جزيرة فورُه، إحدى الجزر النائية في بحر البلطيق حيث عاش برغمان بين الفينة والأخرى من بداية الستينات حتى وفاته. كان موقعا كئيبا. كل المكالمات الهاتفية الواردة قُلصت بصرامة إلى ساعة واحدة  كل أسبوع. ليف أولمان، شريكة حياة برغمان بين عامي 1965 و 1970 - التي ظلت على مقربة منه بعد الانفصال، قالت إنه اعتاد وضع صلبان سوداء على الباب خلال فترات الاكتئاب.  ونعتت أولمان فوره بالـ"الجزيرة المظلمة البائسة".

بيد أن الأمر لم يخل من البهجة تمامًا. فقد بقي برغمان مشاهدًا نهمًا للأفلام السينمائية في جزيرته المنعزلة، رغم أنها لم تكن من إخراجه، الأمر الذي كان يشعره بالشجن والحنين إلى الماضي. هينينغ

مانكل، مؤلف سلسلة روايات Wallander ("فالاندر")، كان متزوجًا ابنة برغمان إيفا، تذكر كيف أن برغمان دأب على استضافة عروض سينمائية كل يوم في الساعة الثالثة عصرًا، في إحدى المزارع التي حولها إلى سينما على أحدث طراز. اعتاد برغمان الجلوس في الصف الأمامي، على كرسيه الخاص ذي مسند القدمين، ويتذكر مانكل بشكل خاص حماس المخرج الشهير لإعادة إخراج فيلم "أوشن 11". كان برغمان يصيح مع نهاية الفيلم، قائلاً: "يا إلهي! نحن بحاجة إلى مشاهدة هذا الفيلم مرة أخرى في الأسبوع القادم".

تعتقد أولمان أن الجمهور لم يتعود رؤية الجانب المشرق من شخصية خليلها السابق: "إنه إلى حد ما متفائل بالحياة. لكنه لا يعكس هذا التفاؤل في أفلامه". وعندما طلبت مجلة سويدية متخصصة في الأعمال السينمائية تقيممات نقدية سلبية عن فيلم "الختم السابع"، استخدم برغمان اسمًا مستعارًا وكتب هجومًا على نفسه. كان جاف الفكاهة. فبعد أن مازح المحاور ديك كافيت عن استشارته الطبيب النفسي لـ"تململ ساقيه" في الفراش، ذكر هازئًا أن الطبيب النفسي كان مهذبا للغاية، وقال: "أجل، سيد برغمان لقد شاهدت جميع أفلامك وكنت في انتظارك!"

وقالت بيبي أندرسون إنها كانت ما زالت فتاة في السادسة عشرة من عمرها عندما عملت معه للمرة الأولى في سلسلة إعلانات سينمائية لصابون "بريس" مدتها دقيقة واحدة من إخراجه - أثار انتباهها ولعُه بالمقالب، مضيفة: "إن إنغمار مضحك جدًا عندما يظهر لك الحركات التي يجب عليك القيام بها في المشاهد التمثيلية".

أندرسون أثارت الانتباه إلى أن برغمان "كان يفيض عُصابا إلى درجة أنه لو تخلص منه لما استطاع الإخراج بعد ذلك". ربما كان هذا مفتاحًا أساسيًا لفهم شخصية برغمان الغامضة. فقد كان قاسيًا، وحياته الخاصة فوضى، لكنه عرف كيف يستغل شياطينه. "لقد تعلمت أنني إذا تمكنت من السيطرة على القوى السلبية وتسخيرها لجر مركبتي الحربية، فعندئذ يمكن أن تعمل لصالحي... فزهور الزنابق غالبًا ما تنبت من مؤخرات الجثث،" كان ذلك تفسيره  المثير لحاله في عام 2001 لوكالة رويترز.

يعد ستانلي كوبريك من بين أولئك الذين يعتبرونه "أعظم المخرجين" في القرن العشرين. إذن كيف نجمع بين إعجابنا بالأفلام وصانعها المليء بالعيوب؟ تجيب ماغنوسون قائلة: "كل الأشياء الحسنة والسيئة التي عرفتها عن برغمان أثناء إنتاج الفيلم، لم تقلل من حبي له، بل أصبح، في الواقع، أكثر جاذبية لأنه كان صريحا بعيوبه؛ وهو ليس أول أب يهمل أطفاله، أو زوج لا يخلص لزوجه، أو فنان يصاب بجنون العظمة – كل ما هنالك أنه أكثر صدقًا بشأنها؛ وإن شئنا الحقيقة، فلا أعتقد أن اتصافه بكل هذه السلبيات تجعل، فيلم "برسونا" مثلاً، أقل روعة".

في تلك المقابلة الصريحة مع مجلة بلاي بوي، تحدث برغمان عن سحر السينما وأجمل بحثه عن معنى الحب والحقيقة والموت فقال "إن القدرة على التواصل مع الغير هي أهم جوانب الحياة. وإلا فإنك ميت حتمًا، مثلما الكثير من الأحياء في أيامنا هذه هم أموات. ولكن إذا كان بإمكانك اتخاذ هذه الخطوة الأولى نحو التواصل، نحو التفاهم، نحو الحب، فقد نجوت مهما كان المستقبل عسيرا – ولا تتوهم، فحتى مع كل الحب الذي في العالم، يمكن أن تكون الحياة بالغة الصعوبة – وهذا هو المهم حقًا، أليس كذلك؟"

© The Independent

المزيد من فنون