Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انقسام فرنسي حول علاج محتمل لكورونا

يلقى تبني البروفسور ديديه راوولت مادة الكلوروكين معارضة من منتقديه

تنتظر لاجراء فحص فايروس كورونا بمركز طبي في باريس (أ.ف.ب)

يكاد اسم البروفسور الفرنسي ديديه راوولت المتخصص في الأمراض الجرثومية والمعدية، يكون مرادفاً لفيروس "كورونا"، ومحط سجال صاخب في كل من فرنسا والعالم.

مع ظهور الوباء في فرنسا بات اسم راوولت الذي يترأس معهداً ومستشفى للأبحاث الجامعية في مرسيليا (جنوب فرنسا) محط جدل، وسط انقسام في الآراء بين من يؤيده بلا أي تحفظ، ومن يشكك بأدائه الطبي ويصفه بالدجال.

وحين قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاستناد إلى تجربة راوولت واستخدام مادة الكلوروكين لمعالجة المصابين بكورونا، بلغ الجدل ذروته ووصل إلى حد استهدافه بتهديدات هاتفية من مجهولين، ما دفع النيابة العامة في مدينة نانت إلى فتح تحقيق بالموضوع.

عريضة

في المقابل عمل مؤيدو راوولت على توقيع عريضة عبر الإنترنت للدفاع عن علاجه والدعوة لاعتماده بدلاً من العلاج المعتمد من قبل السلطات الصحية، معتبرين أن الحملة على البروفسور مردها إلى رغبة المختبرات الطبية في تحقيق أرباح على الرغم من المحنة القاتلة التي تجتاح البلاد.

وقارنت العريضة بين سعر مادتي lopinavir و ritonavir المستخدمتين في العلاج الحكومي وتبلغ تكلفته 186 يورو لكل علبة من ست حبات، و hydroxychloroquine التي يستخدمها راوولت وسعرها 4.17 يورو لكل علبة من 30 حبة.

لم يوفر هذا الانقسام الحاد الجسم الطبي الذي انهال العديد من أعضائه على راوولت بالنقد لأنه قرر اعتماد الكلوروكين كعلاج مستنداً الى اختبار وجيز وعينة غير كافية من الأشخاص اقتصرت على 25 شخصاً.

الافتقار الى الدقة

واتهم في هذا السياق بأنه ضرب عرض الحائط المنهجية العلمية وافتقر إلى الدقة في الاستنتاج بدافع الظهور وتسليط الضوء على شخصه، وهو ما رد عليه بالقول "إنه في مواجهة وباء قاتل فهو يلتزم بقسم ايبوكرات ويغلب إنقاذ الأرواح بواسطة مادة معروفة ومعتمدة منذ مدة طويلة لمعالجة الملاريا.

في المقابل ارتفعت أصوات عدة رسمية للدفاع عن علاجه مثل رئيس بلدية مدينة نيس (جنوب) كريستيان استروزي الذي أصيب بالفيروس وشفي تماماً بعد تلقيه علاج راوولت.

وأشاد وزير الصحة السابق الطبيب فيليب دوست بلازي بعلاج راوولت الذي يقتضي اعتماده، خصوصاً أن سرعة انتشار الوباء تضع الأجهزة الطبية في سباق مع الوقت للحد من وفيات المصابين.

أما وزير الدولة السابق لدى وزارة الخارجية الطبيب رونو موزولييه، وهو صديق راوولت، فلم يستغرب الحملة التي تستهدفه لأنه منفلت عن الأنماط ورجل علم وصاحب دماغ حر لا يتأثر بأي ضغوطات.

والواقع أن راوولت (68 سنة) شخص يميل إلى الإثارة والاستفزاز سواء من حيث المظهر إذ تعمد الإبقاء على شعره طويلاً ومبعثراً وارتداء الألوان الفاقعة ما يتنافى مع مظهر الأطباء عموماً. ويقول إنه يصر على مظهره "لإزعاج زملائه في الحقل الطبي والمسؤولين".

نجومية

ولدى بدء الحملة اتهم من بعض الأطباء بإثارة آمال وهمية لدى المصابين بكورونا، فأجاب بتعالٍ مقصود أن متهميه لا يفهمون عليه وأنه نجم من نجوم الطب في العالم.

هذا الجانب من شخصيته لا يلغي كونه طبيباً وباحثاً متمرساً، ويعتبر بالفعل مرجعاً من المراجع الدولية في مجال الأمراض الجرثومية التي كرس حياته لها ونجح باكتشاف نوعين من الجراثيم المرضية.

ولعل شغفه بهذا النوع من الأمراض مرده لما عاينه مطلع شبابه في دول استوائية خلال عمله بحاراً على متن سفينة تجارية قبل أن يجبره والده الطبيب العسكري على خوض المجال الطبي ليصبح من الرواد فيه.

في عام 2010 حاز راوولت على الجائزة الكبرى للمعهد الوطني للصحة والبحث العلمي، وكان البعض يردد اسمه لجائزة نوبل في الطب في مواسم الترشيح لهذه الجائزة المرموقة.

وانضم راوولت الذي يترأس أكبر المستشفيات ومراكز الأبحاث الفرنسية إلى المجلس العلمي الذي أنشئ لتوجيه السلطات لكيفية التعامل مع كورونا، لكنه قرر الانسحاب منه بسبب الجدل حول تفرده باستخدام الكلوروكين.

يعمل البروفسور حالياً على مواصلة تجاربه، وآخرها تجربة كشف عنها قبل يومين وشملت عينة من 80 شخصاً مصاباً بالوباء، استخدم فيها الكلوروكين إضافة إلى مضاد حيوي هو azithromycine، ما أدى إلى تحسن في حالة 80 في المئة من المصابين.

وكعادته لم يأبه راوولت للتعليقات السلبية على نتائج دراسته الجديدة، وقرر عدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية على حد ما يقول المسؤول الإعلامي لديه يانسي روسيل لـ "اندبندنت عربية"، إذ إن الأولوية الآن للعمل فقط.

في غضون ذلك، تشهد مراكز أبحاث فرنسية حالياً تجارب موازية لتجارب راوولت على الكلوروكين وفقاً للمناهج التقليدية التي تتطلب أسابيع وربما أشهراً، في حين قرر العديد من الدول في العالم ومنها الولايات المتحدة اعتماد هذه المادة لمعالجة المصابين بكورونا.

المزيد من صحة