Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكهرباء والإنترنت تعرقلان التعليم عن بعد في غزة

لجأت وزارة التعليم والبحث العلمي إلى هذه الوسيلة خوفاً من ضياع الفصل الدراسي بسبب العطلة الإجبارية

أعلن الرئيس محمود عباس حال الطوارئ في الأراضي الفلسطينية لمدة شهر في مواجهة فيروس كورونا (مريم أبو دقة)

عند الساعة العاشرة صباحاً تبدأ حصة الرياضيات لطلاب الصف الحادي عشر، لكن التحضير للحصة، الآن، يختلف عما كان عليه قبل شهر، فبدلاً من أن يستخدم المدرّس ماهر الهر السبورة التقليدية ليشرح دروسه أمام الطلاب، بدأ باستخدام اللوح الإلكتروني عبر حاسوبه الخاص، ليتواصل مع طلابه كلٌ من بيته ويشرح لهم عن بُعد المقرر الدراسي.

لجأ المدرّس ماهر إلى فكرة التعليم عن بُعد لتقديم الدروس لطلابه، بعدما تعطّلت الحياة في قطاع غزّة، التزاماً بحال الطوارئ التي أعلنها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الأراضي الفلسطينية لمدة شهر، كإجراء وقائي في مواجهة فيروس كورونا.

تعطيل إجباري لطلاب المدارس

والتزاماً بحال الطوارئ، أوقفت وزارة التعليم والبحث العلمي العملية التعليمية حتى إشعارٍ أخر، وأغلقت المدارس أبوابها بشكلٍ كاملٍ أمام الطلاب والمعلمين. ما دفع بعضهم إلى اقتراح فكرة الذهاب إلى التعليم عن بُعد، كوسيلة لاستكمال العام بدلاً من ضياع الفصل الدراسي على الطلاب.

بالفعل، فعّلت وزارة التعليم والبحث العلمي منظومة التعليم عن بُعد، من خلال حملة روّجت لها عبر الإذاعة والتلفزيون وإعلانات ضخمة في شوارع محافظات القطاع. يقول معتصم الميناوي المدير العام للعلاقات الدولية والعامة في وزارة التربية والتعليم العالي غزة إنّ لديهم أكثر من سيناريو لاستكمال العملية التعليمية، إحداها التعليم الإلكتروني. وذلك للواقية والحد من انتشار فيروس كورونا.

في الواقع، لم تعلن وزارة الصحة الفلسطينية عن وجود إصابات بفيروس كورونا داخل محافظات القطاع، لكنّها عملت على مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج، فقامت بتجهيز غرف للحجر الصحي، والمؤسسة الحكومية أصدرت قرارات بإغلاق المرافق العامة، ومنع التجمعات، ورفعت من مستوى جاهزيتها لمواجهة الوباء. وفضلاً عن ذلك عقّمت شوارع غزّة، ومنعت المصافحة باليد داخل المقرات.

الدروس في غرف إلكترونية

أمّا بالنسبة إلى التعليم عن بعد، فبات يعتمد عليه المدرّس ماهر بشكلٍ أساسي لمواصلة العملية التعليمية، وأصبح يلتقي بطلابه من خلال غرفة إلكترونية مخصصة ووفقاً لمواعيد زمنية محددة. فكلّ يوم عند الساعة العاشرة صباحاً يقرع جرس بدء حصة الرياضيات التي تمتد لحوالى ساعة ونصف الساعة.

يروي ماهر "غرفة إلكترونية تجمعني بحوالى 40 طالباً يومياً، نستخدم برنامجاً إلكترونياً موحداً، يستطيع هذا البرنامج من عرض شاشة حاسوبي وصوتي للطلاب، وأقوم بشرح الدرس مباشراً لهم، وفي حال كان هناك أيّ استفسار مباشرة يتمكن الطالب من طرحه أمام الجميع، هذه الغرفة الإلكترونية كالفصل الدراسي تماماً".

إلى جانب ذلك، عمل ماهر مجموعة على موقع التواصل "واتساب" لجميع طلابه، ينشر عبرها تمارين ويطلب من الطلاب تسليم الإجابة عنها خلال وقتٍ محدد، ويسمح لتلاميذه أن يسألوا من خلالها، ويقوم بالإجابة عن استفساراتهم بشكلٍ فوري.

لا إنترنت ولا كهرباء... للتعليم

لكن، ثمّة عراقيل كثيرة تواجه المعلّم ماهر في تقديم دروسه للطلاب، تبدأ في الانقطاع المستمر لخدمة الإنترنت، ويلحقها كذلك الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي في غزّة. ما يُشكل صعوبة كبيرة في إمكانية التواصل مع المعلّم في الوقت المخصص للحصص.

وبحسب بيانات الإحصاء الفلسطيني، فإن أكثر من ثلث الأسر الفلسطينية لديها جهاز حاسوب، وأن حوالى 65 في المئة منها لديها نفاذ إلى الإنترنت في المنزل، وأكثر من 80 في المئة من الأفراد يمتلكون المهارات الأساسية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن هذه الإحصائيات غير دقيقة، خصوصاً في قطاع غزّة، الذي يواجه مشاكل في تقطع خدمة الإنترنت. فخلال ساعتين، يتوقف الإنترنت أكثر من 20 مرة، وحوالى ثلاث مرات تشويشاً. ما يعني أنّ التعليم عن بُعد يجري بصعوبة، وقد لا يكون ناجحاً، وفق ما يراه العديد من أولياء أمور الطلاب.

ومن ضمن الصعوبات، أنّ عدد طلاب المدارس في فلسطين يصل إلى مليون ونصف المليون، منهم نصف مليون طالب وطالبة في قطاع غزّة، والبقية في الضفة الغربية. وبحسب المتابعة، أغلبية طلاب المراحل الابتدائية والإعدادية لا يملكون هاتفاً محمولاً أو حاسوباً. ما يعني أن هناك صعوبة في عملية التعليم عن بُعد.

كذلك الأمر بالنسبة إلى ملف الكهرباء، في قطاع غزّة تقطع الكهرباء حوالى 18 ساعة غير متواصلة. ما يُصعب عملية التعليم عن بُعد بشكل أكبر، ويجعل إمكانية اللجوء إلى الإنترنت أكثر صعوبة.

الدروس تُبث لطلاب الضفة وغزّة

وبالنسبة إلى وزارة التربية والتعليم في قطاع غزّة، فإنّها اعتمدت فكرة التعليم عن بُعد بَعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة 2014، وأنشأت إذاعة باسم صوت التربية والتعليم، وموقعاً إلكترونياً، تبث من خلالهما الدروس بطرق حديثة وتنشر عبر هذه المنصبات أنشطة وأبحاث وتمارين.

يشير معتصم الميناوي المدير العام للعلاقات الدولية والعامة في وزارة التربية والتعليم العالي في غزة إلى أنّه في أزمة كورونا فُعّلت إذاعة التربية والتعليم، ورُبطت بالبث المباشر على فيسبوك، وكذلك قُسمت المناهج إلى وحدات صغيرة، ليتمكن المعلم من تقديمها.

وإن لم يتمكن الطالب من مشاهدة البث المباشر لانشغالات خاصة، أو لعدم توافر الإنترنت لديه، يعترف الميناوي بوجود صعوبات في التعليم عن بُعد كون شعب غزّة فقيراً إلى حدٍ ما، ولا يستطيع توفير أجهزة محمولة أو حواسيب شخصية لطلاب المدارس كافة، ولتخطي ذلك عقدت الوزارة اتفاقية مع عدد من القنوات التلفزيونية المحلية لعرض هذه الحصص عبر شاشاتها.

يوضح الميناوي أنّه يمكن للتلاميذ متابعة الدروس التعليمية عبر قناة الوزارة على اليوتيوب، لافتاً إلى وجود إقبال على ذلك من خلال رصد عدد المشاهدات التي فاقت الخمسة ملايين بين طلاب الضفة الغربية وقطاع غزة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات