Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" يعصف بعادات سعودية: السلام بالنظر والمعقم قبل القهوة

أعضاء مجلس الشورى يعزلون أنفسهم... وأسواق المنظفات تنتعش... وهاشتاغ يطالب بالتزام المنازل

عزز "كورونا" سلوكيات إيجابية في المجتمع السعودي (رويترز)

رغم حالة التأهب الطبي التي شهدتها آخر جلسة عقدها مجلس الشورى السعودي، وذلك عبر قياس درجة حرارة كل عضو قبل دخوله إلى القاعة وتوزيع المعقمات في كل مكان، فإنه رأى أخيراً إيقاف جلساته إلى أجل غير مسمى، حسب التوجيهات الحكومية.

يأتي هذا القرار في وقت أصبحت البرلمانات العالمية بؤرة لفيروس كورونا المستجد، خصوصاً بعد إصابة 33 عضواً ووفاة أحدهم، في عدد من الدول، أولها إيران التي أعلنت إصابة نحو 20 نائباً، فيما توفيت نائبة طهران فاطمة رهبر جراء إصابتها بالمرض.

واحتل البرلمان الفرنسي المرتبة الثانية في عدد الإصابات التي طالت أعضاءه، إذ سجل 7 حالات إصابة في صفوف النواب، بينما جاء "الألماني" في المركز الثالث مسجلاً ثلاث إصابات، كما سجل "البريطاني" إصابتين، وأصيب نائب واحد في البرلمان الإسباني، ما تسبب في تعليق أعماله، في حين نفى مجلس النواب العراقي إصابة 10 من أعضائه، رغم التأكيدات الإعلامية المحلية والأجنبية.

"الشورى" السعودي يحترز

ويخلو مجلس الشورى السعودي من الإصابات، رغم سفر أعضائه باستمرار ضمن عمل لجان الصداقة البرلمانية لدراسة ومناقشة الاتفاقيات مع 144 دولة، بعضها موبوء، وعلى الرغم من ذلك اتخذ إجراءات احترازية عدة آخرها إيقاف عمله.

من جانبه، قال عضو اللجنة الصحية في المجلس، عبد الإله الساعاتي لـ"اندبندنت عربية" إن "آخر جلسة عُقدت كانت فيها إجراءات احترازية طبية، حيث كان يتم قياس درجة حرارة كل عضو قبل دخوله إلى القاعة، وكانت هناك معقمات في كل مكان داخل المجلس، وكان الفريق الطبي الموجود هناك متأهباً لتطبيق المعايير الطبية اللازمة بكل احترافية".

وتابع "المجلس أوقف جلساته بشكل مؤقت، تنفيذاً للإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الجهات المعنية في البلاد، لدعم الجهود الدولية الرامية إلى وقف انتشار فيروس كورونا".

فيما أشار عضو المجلس، سامي زيدان، إلى أن تعليق جلسات الشورى يأتي تماشياً مع الإجراءات الاحترازية، مؤكداً أن "المجلس لم يسجل أي إصابة، ولم يعزل أي عضو في جلسات الأسبوع الماضي". وتابع "بالطبع لا يمكن التكهن بما يخص الجلسات المجدولة بعد ذلك، ولن يتم اتخاذ قرار بذلك إلا بعد تقييم الوضع قبل ذلك بوقت مناسب".

السلام بالنظر

وقد عزل أعضاء مجلس الشورى أنفسهم منزلياً وقرروا عدم مغادرة البيوت إلا في حالة الضرورة، كما اتخذوا إجراءات احترازية داخل المنزل، حيث قال عبد الله الفوزان إن أولاده جاؤوا لمصافحته وتقبيل يده كعادتهم دائماً، وأنه قدر احترامهم له، لكنه في الوقت ذاته طلب منهم الاكتفاء بما سماه "السلام بالنظر"، كإجراء وقائي، وقد تفهم الأبناء الأمر.

وكانت جلسة الشورى الأخيرة عُقدت في أجواء احترازية حيث سيطرت عليها رائحة المعقمات المنتشرة في أرجاء المكان، وتناقش الأعضاء بشأن فيروس "كورونا"، حيث تحدث رئيس اللجنة الصحية عن الجهود التي تبذلها السلطات في البلاد في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، ومنها إلغاء صلاة الجماعة وتعليق التعليم ووقف الرحلات الدولية لمدة أسبوعين.

مطالبة بزيادة رواتب الأطباء

وفي أثناء مناقشة تقرير وزارة الصحة، طالب أعضاء المجلس بمراجعة رواتب الأطباء السعوديين ورفعها بعد الانتهاء من مواجهة فيروس كورونا، وذلك بما يتناسب مع تخصصاتهم وخبراتهم، حيث أشاد عبد العزيز الحرقان وفاطمة القرني بدور الوزارة في مكافحة الفيروس ومنع انتشاره.

تقديم المعقم قبل القهوة والتمر

ولم يكن "الشورى" وحده الذي اتخذ إجراءات لمكافحة الفيروس عبر شراء المعقمات وعزل أعضائه منزلياً، بل إن الكثير من المجالس السعودية ألغت اجتماعاتها وحتى زيارات الأهل إلا في حالة الضرورة القصوى، مثل تقديم واجب العزاء أو المناسبات التي لا تحتمل التأجيل.

وقبل تقديم واجب الضيافة للزائر والذي يشمل القهوة والتمر، يتم استقباله بالمعقم لتنظيف اليدين، وقد انتشرت مقاطع فيديو حول هذا الإجراء الذي عكس درجة وعي لدى المجتمع لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره.

وفي السياق ذاته، انتعشت أسواق المنظفات، بسبب إقبال الكثير من الأسر على شراء المعقمات بأنواعها، حيث زادت مبيعات المعقمات المنزلية واليدوية، ما جعل هناك تنافساً كبيراً بين الشركات المختلفة لعرض منتجاتها بهدف تحقيق أكبر نسبة ربح.

وبوجه عام، تحقق سوق المنظفات في السعودية نمواً كبيراً يقدر سنوياً بنحو 7.5 في المئة، وذلك بسبب تعزيز الجانب الصحي، وتعتبر المستشفيات من أكبر المستهلكين في هذا القطاع الذي يقدَّر حجمه بنحو 17 مليار ريال (4.52 مليار دولار) سنوياً.

التزام المنازل

وعزز "كورونا" سلوكيات إيجابية في المجتمع السعودي، لعل أهمها غسل اليدين بشكل مستمر وإلغاء الكثير من الزيارات والاجتماعات في الاستراحات أو زيارة الأقارب.

واستجاب المواطنون على الفور للتوجيهات والقرارات التي اتخذتها السلطات في جميع القطاعات سواء الصحي أو التعليمي أو الخدمي، بضرورة الالتزام بالعزل المنزلي وتجنب التجمعات، للحد من انتشار العدوى، وجعل النظافة سلوكاً صحياً ونمط حياة.

ودشن سعوديون هاشتاغ "اقعدوا ببيوتكم لحد يجي" (بمعنى الزموا المنازل وامنعوا الزيارات) على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشروا أهمية العزل المنزلي ومنع الزيارات العائلية في هذه الفترة للحد من انتشار الفيروس، والاكتفاء بالسؤال عن الأحوال عبر الهاتف فقط.

وكانت وزارة الصحة أصدرت دليلاً تعريفاً بالفيروس الجديد، وطرق انتقاله، وأعراض الإصابة به، وكيفية الوقاية من عدوى كورونا، والطريقة الصحيحة لغسل اليدين وأهمية تعقيمها، والسلوكيات الخاطئة، إلى جانب النصائح عند ظهور الأعراض التنفسية، والوقت الصحيح لارتداء الكمامة وطريقة ارتدائها، إلى جانب إجراءات العزل الصحي في المنزل، ووصايا السفر في ظل تفشي الوباء عالمياً، كما تضمن الدليل مجموعة من الأسئلة الشائعة عن الفيروس الجديد والإجابة عنها.

المزيد من تقارير