في الـ21 من ديسمبر (كانون الأول) كشفت صحيفة "الصنداي تايمز"، أن الابنة الصغرى لمسؤول عسكري قطري رفيع وعضو في أحد أكبر القبائل بالخليج "تمكّنت من الفرار في منتصف الليل خلال رحلة عائلية إلى الكويت".
ووفقاً للصحيفة، فإنّ عائشة القحطاني، وهي خريجة الأدب والفلسفة الإنجليزية في جامعة قطر، ذكرت أن حياتها "لا تزال في خطر"، وتعيش في "مكان سريّ بالمملكة المتحدة في أثناء إجراءات طلب اللجوء".
وأضافت، "جلبتُ العار إلى العائلة. حتى لو كنتُ صامتة. أزلت النقاب، وكشفت وجهي. لقد تكلمت. لقد دمّرت سمعتهم".
وحسب الصحيفة، فإنّ الشابة القطرية أبدت مخاوفها بعد ثلاثة أسابيع من وصولها إلى لندن، بعد أن وضعتها وزارة الداخلية في "منزلٍ آمنٍ بكارديف"، إذ تعقّبها اثنان من أفراد أسرتها إلى العاصمة الويلزية، وحضرا إلى فندق زارته، على بعد أقل من ميل من مكان إقامتها.
وادّعى أحدهما في ما بعد أنه قام برشوة مسؤول في وزارة الداخلية للحصول على معلومات حول مكانها، وقال لها: "دلّني أحد مسؤولي حماية اللجوء إليك. وكل شيء في لندن يُنجز بالمال".
وفي أول مقابلة لها منذ وصولها إلى بريطانيا، مع صحيفة "التايمز"، ذكرت أنّ مبنى "ذا شارد"، (ناطحة سحاب في لندن مملوكة للقطريين)، مجرد تذكير بالصورة الرائعة التي تحاول بلادها غرسها، بينما لا تزال تضطهد النساء.
وأضافت، "إنه دليل على المدى الذي سيذهبون إليه لطلب الرضا من الغرب. إنهم يواصلون إنتاج هذه الصورة المثالية لقطر، لكن الحقيقة أن المرأة في الدوحة من الدرجة الثانية، وهم ليسوا أحراراً في الكلام".
وفي أحد المواقف، أدّى عصيانها إلى ضربها عن طريق أحد أقاربها، وقالت: "ذات ليلة كسر أحد الأقارب فقرات من ظهري بسبب قصّ شعري. وأبلغت الشرطة بالموقف، لكن قيل لي إنها مسألة عائلية".
وتابعت، "كيف يمكنك أن تكون إنساناً عندما لا يمكنك حتى حماية نفسك من التعرّض للإساءة؟".
وجاءت فرصتها في ديسمبر، حينما أخذها شقيقها في رحلة إلى الكويت، وذكرت: "كنتُ أعرف أن هذه فرصتي الوحيدة".
وكانت عائشة في إحدى غرف الفندق بجوار شقيقها، حيث قررت في الليلة الأخيرة في الساعة الواحدة والنصف صباحاً الهرب، واستقلت سيارة أجرة إلى المطار، وقالت: "عندما خرجت من ذلك الفندق، كانت المرة الأولى في حياتي التي فتحت فيها باباً من دون إذن".
ومن مطار الكويت، كانت رحلة الطيران إلى لندن عبر أمستردام، إذ استخدمت مالاً كان بحوزتها من ثروة والدها، الذي تُوفّي قبل ولادتها، وعند وصولها إلى بريطانيا، غرّدت: "صباح الحرية".
وتشير عائشة إلى أنها لا تلوم عائلتها على وضعها، مؤكدة أنه "خطأ السلطات، إذ لا ينصّ القانون على حقوق الإنسان الأساسية للمرأة. لقد سمحوا بهذا السلوك البربري المجنون".
ولم يرد بعدُ أي تعليق رسمي من السلطات القطرية على موضوع هروب الفتاة القطرية والاتهامات التي وجهتها ضدهم.