Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيلم "الكتاب الأخضر" لم يستحق الفوز بجائزة أفضل فيلم، لكن فيلم "بلاك كلنزمن" ما كان ليكون الخيار الأمثل

سئمت من الشعور بخيبة الأمل عند خسارة أفلام مخرجين سود تتناول العنصرية في جوائز الأوسكار أمام أفلام من انتجت من وجهة نظر شخص أبيض. لكن فيلمَ مخرِج "مالكوم أكس" لم يكن خالياً من الشوائب.

المخرج بيتر فاريللي متأبطا جائزة "الأوسكار" بعد فوز فيلمه "الكتاب الأخضر" بجائزة أفض فيلم. (رويترز)

الليلةَ الماضية في الحفل الـ 91 لتوزيع جوائز الأوسكار، سجل التاريخ حدثاً استثنائياً آخر. فبعد 15 عاماً، انتشرت مزاعم أنّ فيلماً أسوأ من فيلم "تصادم" للعام 2004 فاز بجائزة الأوسكار المرموقة عن أفضل فيلم

يروي الفيلم المعنيّ، "الكتاب الأخضر"، قصةَ صداقة حقيقية بين عازف موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية الأميركي من أصول أفريقية دون شيرلي وسائقه توني فاليلونغا.

شبَّه كثيرون هذا الفيلم بفيلم "توصيل الآنسة دايزي" الصادر في العام 1989، مع فرق واحد في الحبكة، هو أنّ الرجل الأسود هذه المرة هو مَن يجلس في المقعد الخلفي للسيّارة. واتُّهم الفيلم أنه تناول مشكلة العنصرية لماماً، أي ما يكفي ليشعر مشاهدي الفيلم  من الليبراليين البيض بالرضا عن النفس.

في شكل عام، كان إعلان فوزه الليلة الماضية خبراً صادماً، خصوصاً أنّ فوز فيلم "روما" للمخرج ألفونسو كوارون، من إنتاج نتفليكس، بدا مؤكَّداً في البداية، وكان فيلم المخرج سبايك لي الصدامي، "بلاك (كلو كلاكس ) كلنزمن" مرشحاً بقوة للفوز أيضاً.

مع ذلك، لا أستطيع القول إني تفاجأت على الإطلاق.

لَطالَما اعتادت جوائز الأوسكار على التقدّم خطوتَين للأمام ثم التراجع خطوة إلى الوراء. ففي العام الماضي على سبيل المثال رُشِّح الفيلمُ الرائع  "اخرُج" او Get Out  للمخرج جوردان بيل إلى أربع جوائز، ولكنه خسر جائزة أوسكار أفضل فيلم لصالح فيلم الفانتازيا "شكل الماء" أو The shape of Water للمخرِج غييرمو ديل تورو، الذي تدور أحداثه في عِقد الستينيات واقتصر دور أوكتافيا سبنسر فيه على كونها "الصديقة السوداء اللطيفة".

وبينما أحرز ترشيح فيلم جوردان بيل بعض التقدم، إلا أن خسارته أمام فيلم يضم شخصيات سوداء باهتة تفتقر إلى الخيال، بدت أمراً لا مفر منه.

كانت بداية حفل الأوسكار 2019 واعدة بالنسبة إلى المواهب السوداء؛ إذ حصلت ريغينا كينغ على جائزة أوسكار لأفضل ممثلة مساعِدة عن دورها في فيلم "لو استطاع شارع بيل التحدث" أو If Beale Street Could Talk ، ثم حصلت على التوالي روث إي كارتر وهنّا بيتشلر على جائزة أوسكار لأفضل تصميم أزياء وجائزة أوسكار لأفضل تصميم، وأفضل إنتاج عن فيلم "النمر الأسود" أو Black Panther.

حصول ثلاث سيدات سود على ثلاث جوائز على التوالي هو أمر رائع؛ لكن الأكثر روعةً، هو منح تلك الجوائز إلى سيدات شاركن في أعمال فنية رائدة من إبداع السود.

في العام 2016، بدا أن فوز فيلم "ضوء القمر"، مونلايت، بجائزة أوسكار لأفضل فيلم، وهي أول مرة يفوز بالجائزة فيلمٌ تدور (أحداثه) على شخصية أسود من مجتمع الميم، هو ضربة حظ، وبدا وكأنه دليل على أن الأمور بدأت تتغيّر، إلّا أنه مع تقدم الأمسية وتوقف الجوائز الممنوحة للمواهب السوداء شيئاً فشيئاً، بَدَا جلياً أنّ الأمور... لم تتغيّر.

 لم يتفاجأ كثيرون من تسليط المخرج الجريء سبايك لي الضوء على ما جرى في الحفل بقوله "أخسر، كلما رُشّحت أمام فيلم يقود أحدهم فيه سيارة"، مشيراً إلى جوائز الأوسكار في العام 1990 حين لم يُرشَّح فيلم "افعل الصواب" في فئة أفضل فيلم، وهي الجائزة التي فاز بها فيلم "توصيل الآنسة دايزي" كخيار أقل إثارة للجدل". بدت خيبة أمل سبايك لي لخسارة فيلمه الجائزة الليلة الماضية واضحة، وغضبه (حتى) لخسارته أمام فيلم أقل حدة في تناوله للعنصرية (بشكل مخيب) مُخيّب.

وتصرف لي كما لو كان فيلمه أكثر استحقاقاً للجائزة من فيلم "الكتاب الأخضر" كان كذلك مُخيباً. فعلى الرغم من تعمُّق فيلم "بلاك (كلو كلاكس )كلنزمن" أكثر قليلاً من فيلم "الكتاب الأخضر" في القضايا المعقدة المتعلقة بالِعرق، وتناوله المناخ السياسي الحالي واقتباسه قصة رون ستالورث وصولاً إلى أحداث مدينة تشارلوتسفيل، تشوب الفيلم شوائب بالغة.

تفتقر الشخصيات في "بلاك )كلو كلاكس ) كلنزمن" إلى العُمق، وتنقسم إلى فئتين بالغتي السطحية إما "خير" وإما "شر". فإما أن تكون عضواً شريراً في منظمة كو كلوكس كلان، وإما أن تكون بطلاً يُحارب من أجل قضية. وانتقل سبايك لي من دعوتنا إلى وجوب "محاربة ذوي النفوذ" إلى القول "مهلاً، ليس كل رجال الشرطة سيئون!".

ربما تكون معضلة جوائز الأوسكار، فيما خلا فيلم "ضوء القمر" الذي بدا أنه فريد فعلاً من نوعه، هي أن كل الأفلام التي أنتجها سود أو تناولت قضاياهم، وفازت بجائزة أفضل فيلم، -سواء كان فيلم "في دفء الليل" أو "12 عاماً من العبودية"- تمحورت حول العنصرية.

ولكن ماذا لو تضمنت قائمة الترشيحات أفلاماً بقيادة مواهب سوداء، سواء أمام الكاميرا أو في الكواليس، ولم تكن تتمحور حول العنصرية  مثل "آسفٌ على إزعاجك" أو "كريد 2" أو "ادعم الفتيات" أو "مادلينز مادلين" على سبيل المثال، وفاز أحدها بالفعل لا قدّر الله؟

وصلتُ إلى نقطة سئمت فيها من الشعور بخيبة الأمل لخسارة أفلام عن السود أخرجها أشخاص سود تدور قصصها على التعرّض للمعاملة العنصرية، أمام أفلامٍ تتناول الأمور نفسها ولكن من وجهة نظر شخص أبيض.

ما يُمكن أن يكون نقطة تحوّل بحق، هو فوز فيلم من إبداع فنانين سود و\أو يتحدث عن السود، من دون أن تدور قصته حول التمييز العرقي وهذا ما يحولون دون فوزه بأكبر الجوائز في الأوسكار.

وفي الانتظار كان في إمكانهم الاكتفاء بالجلوس وترك فيلم "النمر الأسود" يفوز بالجائزة.

غرايس باربر-بلينتي، كاتبة سينمائية ومُعدّة برامج متخصصة في مسائل تمثيل الملونين، وبخاصةٍ النساء السود، في ثقافة البوب. كما تعمل أيضاً ضمن فريق التسويق بمعهد الأفلام البريطاني.

© The Independent

المزيد من آراء