Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أردوغان يطالب الأوروبيين بتقديم "دعم ملموس" في النزاع السوري

طلب من حلف شمال الأطلسي إظهار تضامنه مع تركيا "من دون تمييز أو شروط"

ميشال مستقبلاً أردوغان بحضور فون دير لاين في بروكسل الإثنين 9 مارس الحالي (أ. ف. ب.)

طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بتقديم "دعم ملموس" في النزاع في سوريا، وذلك خلال زيارة إلى بروكسل الاثنين، سبقتها انتقادات لتركيا على خلفية اتهامها بالتسبب بأزمة هجرة جديدة.
وأعرب أردوغان عن أمله بأن يبذل حلفاؤه الغربيون مزيداً من الجهود لمساعدة تركيا في النزاع في سوريا والتعامل مع ملايين اللاجئين الهاربين من المعارك.
وتأتي زيارة الرئيس التركي لعاصمة الاتحاد الأوروبي بعد قراره فتح حدود تركيا أمام عبور المهاجرين واللاجئين الموجودين ضمن أراضيها.
ويقف عند الحدود التركية - اليونانية آلاف المهاجرين الساعين لدخول أراضي الاتحاد الأوروبي.

إظهار التضامن

وقال أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، "يشهد حلف شمال الأطلسي مرحلةً دقيقة عليه أن يُظهِر فيها بوضوح تضامنه كحلف" مع تركيا. وأضاف أن هذا التضامن يجب أن يتجلى "من دون تمييز ومن دون شروط سياسية... من الأهمية بمكان أن يتم تقديم الدعم الذي نطلبه من دون مزيد من التأخير".
والتقى أردوغان بعد ستولتنبرغ، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اللذين حضا أنقرة على وضع حد لتدفق اللاجئين والمهاجرين والتفاوض على اتفاق جديد تبذل بموجبه دول الاتحاد الأوروبي مزيداً من الجهود لتحسين الأوضاع الإنسانية عند الحدود السورية.
ووجّه أردوغان في وقت سابق الاثنين، انتقادات حادة للحكومة اليونانية ورئيسها كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي تلقى من بروكسل 700 مليون يورو لتعزيز الأمن عند الحدود ومواجهة موجة الهجرة.
وقال أردوغان إنه "من غير العقلاني ومن اللامبالاة أن يحمّل بلد حليف ومجاور تركيا مسؤولية الهجرة غير النظامية".
 

"الأكثر معاناة"


من جهته، أشاد ستولتنبرغ بدور تركيا، معتبراً أنها الأكثر معاناةً بين الحلفاء من "الهجمات الإرهابية" و"استقبال اللاجئين".
وأكد أن الحلف سيواصل دعم تركيا لكنه أبدى "قلقه البالغ" إزاء ما يحدث عند الحدود التركية - اليونانية.
وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أكد رغبته بإجراء حوار "مباشر ومفتوح" مع تركيا، لبحث كيفية تطبيق الاتفاق المبرم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي حول اللاجئين.
وصرح أردوغان بعيد وصوله إلى بروكسل، "نريد الارتقاء بالعلاقات بين أوروبا وتركيا إلى مستوى جديد أكثر صلابة".
بدورها تعهدّت فون دير لاين الاثنين، "إعادة إطلاق الحوار" مع أنقرة، معتبرةً في المقابل "الأحداث التي تُسجَل على الحدود" بين تركيا واليونان "غير مقبولة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا يُنتظر الخروج بأي مقررات خلال تلك اللقاءات في بروكسل، إذ قالت فون دير لاين إن الحوار "لن ينتهي هذا المساء، يجب أن تتبعه مناقشات أخرى في الأيام والأسابيع المقبلة".
ولدى سؤالها عن احتمال تقديم مساعدات إضافية إلى تركيا، قالت إنه لم تجر مناقشة "أي أرقام".
ويحاول عشرات الآلاف من المهاجرين اختراق الحدود البرية من الجانب التركي منذ أسبوع، بعدما أعلنت أنقرة أنها لن تمنع اللاجئين من مغادرة أراضيها إلى الاتحاد الأوروبي، خلافاً لما ينص عليه اتفاق مارس (آذار) 2016 مع الاتحاد، الذي يفرض على أنقرة إبقاء المهاجرين في تركيا في مقابل مساعدات مادية.
ووافقت تركيا بموجب الاتفاق على احتواء تدفق المهاجرين الفارين من الحرب السورية، مقابل مليارات عدة من اليورو. لكن أنقرة تعتبر المساعدات التي حصلت عليها حتى الآن غير كافية لتغطية كلفة مساعدة 4 ملايين مهاجر ولاجئ، غالبيتهم سوريون، تستقبلهم على أراضيها منذ سنوات.
وتلقت أنقرة 4.7 مليار يورو من أصل 6 مليارات تعهد الاتحاد الأوروبي منحها لها، صرف منها 3.2 مليار وفق المفوضية الأوروبية.
وبعد أزمة الهجرة بين عامي 2015 و2016، التي عالجها الاتحاد الأوروبي بحلول موقتة، تعثر البحث في إصلاح قواعد اللجوء إلى أوروبا.
وأعلنت فون دير لاين الاثنين، أن المفوضية ستنشر اقتراحاً جديداً بهذا الخصوص "بعد عيد الفصح" في أبريل (نيسان) المقبل.


التكفل بأطفال


وفي برلين، أعلنت الحكومة الألمانية أن تحالفاً من دول "متطوعة" في الاتحاد الأوروبي، يدرس إمكان التكفل بأمر 1500 طفل من المهاجرين العالقين في الجزر اليونانية كإجراء دعم "إنساني".
وإضافة إلى ألمانيا، أعربت فرنسا والبرتغال ولوكسمبورغ وفنلندا عن نيتها المشاركة في استقبالهم.
وأدت العملية العسكرية التي يشنها النظام السوري في منطقة إدلب، آخر معقل لمجموعات معارضة مدعومة من تركيا، بدعم من موسكو، إلى كارثة إنسانية مع نزوح أكثر من مليون شخص إلى مناطق محاذية لها. وتخشى أنقرة دخولهم إلى أراضيها.
ووصل أكثر من 1700 مهاجر في الأيام الأخيرة إلى الجزر اليونانية، يضافون إلى 38 ألفاً يعيشون أصلاً داخل مخيمات مكتظة في ظل ظروف مزرية.

المزيد من الشرق الأوسط