Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سأترشّح للانتخابات الرئاسية وأعتقد أن الجميع يستحقون 1,000 دولار شهرياً وهذا ما أنا عازم على الوفاء به

تجربة فنلندا أغنى مما تبدو عليه. ربما سمعتم أنها فشلت، لكنكم لم تسمعوا القصة كاملة.

أندرو يانغ هو مرشح ديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020. (أ. ف. ب.)

أحد الأركان الأساسية لحملتي الانتخابية في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 هو "عائد الحرية"، وهو نوع من دخل أساسي شامل يحصل بموجبه كل مواطن أميركي بالغ يتجاوز عمره 18 عاماً على 1,000 دولار شهرياً. إنني أؤمن بقدرة تجربة "عائد الحرية" على إحداث تغيير، حتى أنني شخصياً أموّل تجربتين، الأولى في مدينة نيوهامبشير والثانية في مدينة آيوا.

لكن هاتين التجربتين أصغر من أن نخلص منهما الى استنتاجات متينة. لذا، أتابع تجارب الدخل الأساسي الشامل في أنحاء العالم، وأريد أن أشارككم في أفكاري بشأن البيانات التي أصدرتها الحكومة الفنلندية أخيراً عن تجربتها في هذا السياق. ومع أن نتائج التجارب الحالية لا تزال أولية، لأنها تتناول العام الأول على هذه التجربة فقط، فإنها تستحق الدراسة.  
أولاً، إليكم ملخصاً سريعاً عن التجربة. ما مجموعه 7,000 فرد ممن يتلقون إعانات البطالة اختيروا للمشاركة في التجربة: 2,000 في مجموعة الاختبار (يتلقون دخلاً أساسياً)، و5,000 في مجموعة التحكم (لا يتلقون دخلاً أساسياً). وكان مستوى الدخل الذي اختير للتجربة 560 يورو شهرياً، وهو قريب جداً من مخصصات إعانات البطالة الشهرية وإعانات العاطلين عن العمل أو الداخلين إلى سوق العمل للمرة الأولى. كما سُمح للمشاركين بالاستمرار في تلقي إعانات البطالة الخاصة بهم، سواء وقع الاختيار عليهم لتلقي الدخل الأساسي أم لا.
 
بغض النظر عن محدودية التجربة، فأثرها على صحة وسعادة الأشخاص الذين تلقّوا الدخل الأساسي كانت واعدة جداً:
• تحسنت صحتهم الجسدية والعقلية بنسبة 17 في المئة.
• انخفضت نسبة الاكتئاب بمقدار 37 في المئة.
• انخفضت نسبة التوتر بنسبة 17 في المئة.
• تحسنت نسبة الرضى عن الحياة 8 في المئة.
• تحسنت ثقتهم بالأشخاص الآخرين بنسبة 6 في المئة.
• تحسنت نسبة الثقة بالسياسيين 5 في المئة.
• تحسنت نسبة الثقة بالمستقبل 21 في المئة.
• تحسنت نسبة الثقة بالقدرة على التأثير في المجتمع 22 في المئة.
• تحسن الشعور بالأمان المالي بنسبة 26 في المئة.
 
هذه هي أكثر المقاييس أهمية، فهي تثبت أن الاستثمار في الناس يحسن حياتهم بشكل مباشر وهائل. فالمجتمع الذي يكون أفراده أكثر صحة ويشعرون أكثر بالرضى والثقةً هو مجتمع يمكننا فيه أن نرص الصفوف لنواجه مشكلات أكبر مثل التغير المناخي وتنامي الاستبداد. وهو مجتمع يرجح أن يلجأ أفراده إلى التسامح في التعامل مع اختلافاتهم وليس الكراهية.
أما الأثر في معدلات التوظيف، فكانت متفاوتة بلا شك. لكن هنا يُرجح أن يكون لقيود التجربة تأثيرٌ على نتائجها. إذ تُظهِر النتائج أن المشاركين الذين تلقوا الدخل الأساسي لم يكونوا "أفضل أو أسوأ في العثور على وظيفة من المشاركين في مجموعة التحكم خلال السنة الأولى من التجربة". لكن، كما قلت سابقاً، فإن مُتلقّي الدخل الأساسي لم يكن لديهم حافز للعثور على وظيفة لأنهم يحصلون على إعانات البطالة الحكومية. علاوة على ذلك، كان الدخل الأساسي تحت مستوى خط الفقر في فنلندا، بعكس اقتراحي لـ "عائد الحرية"، الذي سيكون فيه المبلغ المخصص عند مستوى خط الفقر في الولايات المتحدة.
 
أخيراً، فإن غياب أي تحسن في معدل التوظيف ليس مفاجئاً إذا ما نظرنا إلى تاريخ تجارب أخرى مماثلة، وإلى ضيق نطاق العينة. وخلصت دراسات أخرى إلى نتائج مماثلة متعلقة بمعدل التوظيف. وأظهرت التجربة الكندية، مينكوم، مشروع منح الحد الأدنى للأجور سنوياً ومن غير شروط، أن عمل مجموعتين فقط كان أقل من المعدل: الآباء الجدد والأمهات الجديدات، والطلاب. أعتقد أن هاتين المجموعتين يجب أن تعملا على قدر أقل من المستوى الذي تعملان فيه حالياً. ونتائج جميع تجارب الدخل الأساسي تقريباً لا تُظهِر أي آثار سلبية على نسب التوظيف بشكل عام.
لكن حدود هذه الدراسات يعوق فهم ما سيحدث إذا كان لكل شخص في مدينة ما دخل إضافي، وليس فقط للأشخاص الذين يعانون اقتصادياً في الوقت الحالي. عندئذ، كما أظهرت دراسة معهد روزفلت، ستبرز القوة الحقيقة لـ "عائد الحرية". 
إن دوران هذا الكم من الأموال الإضافية في عجلة الاقتصاد سيمنح الأشخاص الذين يعيشون على الحد الأدنى من الدخل ويسعون إلى نمط حياة أفضل، فرصاً عديدة لبدء أعمالهم الخاصة، والعثور على وظائف، وتنمية الفرص في مجتمعاتهم. لكن، في ظل القيود على التجربة الفنلندية، ليس مفاجئاً أنها لم ترصد أياً من آثار النمو هذه.
بدلاً من ذلك، حري بك التفكير في عالم يتلقى جميع الناس فيه دخلاً أساسياً. في هذا العالم، سيكون الأفراد أكثر صحة وثقة، وسيزداد شعور العائلات بالأمان، وسيحصل الأطفال على عناية أفضل. كما ستتوطد أواصر التعاون بين الجماعات وتصبح أكثر قدرة على بناء نفسها حسب ما تشاء. وستظهر أعمال جديدة ويرتفع مستوى التوظيف، ويغدو في إمكان المجتمع، الذي يتمتع بعقلية جديدة تسودها الوفرة وليس العوز، أن يتعاضد لحل أهم المشكلات التي يواجهها.
أندرو يانغ هو مرشح ديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020

© The Independent

المزيد من آراء