Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صناديق الأسهم في الصين تتكبد خسائر سوقية بقيمة تريليون دولار

المستثمرون الأجانب سحبوا أموالاً طائلة من السندات في بكين خلال نوفمبر الماضي وسط معاناة  أكثر من 90 في المئة من المؤسسات

أظهرت بيانات أن المستثمرين الأجانب سحبوا 3.7 مليار دولار من الأسهم والسندات الصينية (أ ف ب)

ملخص

 تعاني 90  في المئة من صناديق الأسهم في الصين خسارة سوقية بقيمة تريليون دولار.

خسر معظم مديري الأموال في الصين أموالهم في عام 2023، مع تعرض ما يقرب من 90 في المئة من الصناديق المدارة بنشاط للخطر، إذ أنهت سوق الأسهم في البلاد البالغة قيمتها 9.5 تريليون دولار العام بأسوأ سلسلة خسائر في تاريخها الممتد 32 عاماً، وفقاً لصحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست".

وحققت 107 فقط من أصل 941 صندوق أسهم في السوق المحلية، أو أقل من 11 في المئة، عوائد إيجابية، وفقاً لمزود البيانات المالية" 51 آي فايند". كما انخفضت بقية الأسهم، إذ خسرت الشركات الأسوأ أداء ما يقرب من نصف رؤوس أموالها.

ويعكس هذا الأداء الهزيل الأزمة التي يعانيها الاقتصاد الصيني، الذي اتسم بانكماش التصنيع، وانخفاض أسعار المستهلك والمنتج، وأزمة مزعجة في سوق العقارات. في الوقت نفسه بددت بكين الآمال في التحفيز، مما أجبر بعض المحللين على التخلي عن أهدافهم الصعودية بعد خسارة ما يقرب من تريليون دولار .

وأثرت حالة الكآبة في سوق الأسهم، إذ انخفض مؤشر" CSI 300" بنسبة 14 في المئة حتى الآن هذا العام. وبعد تراجع بنسبة 22 في المئة في عام 2022 وانخفاض بنسبة 5.2 في المئة في عام 2021، فإن السوق مهيأة لأطول فترة سنوية من الخسائر منذ إنشائها في عام 2002. وفي هونغ كونغ يتجه مؤشر "هانج سينج "للسنة الرابعة من الركود، وهو الأسوأ منذ إنشائه عام 1969.

في حين أظهرت بيانات أولية من معهد التمويل الدولي الأربعاء أن المستثمرين الأجانب سحبوا 3.7 مليار دولار من الأسهم والسندات الصينية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وسحب المستثمرون الأجانب 128 مليار يوان (18 مليار دولار) من الأسهم المحلية الصينية على مدار أربعة أشهر متتالية منذ يوليو (تموز) الماضي، وهو أسوأ نزوح جماعي على الإطلاق، وفقاً لبيانات "ستوك كونيكنت". واستمرت عمليات البيع حتى ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مع تدفقات خارجية بقيمة 29 مليار يوان (4 مليارات دولار) أخرى اعتبارًا من يوم الجمعة، وفقاً لبيانات "بلومبيرغ".

وكانت الصناديق المتداولة في البورصة التي تتبع قطاع الألعاب واحدة من النقاط المضيئة القليلة هذا العام، إذ حققت صناديق الاستثمار المتداولة التي تتبع مؤشر "سي آي إس" للرسوم المتحركة والألعاب عوائد تصل إلى 52 في المئة، لتحتل المراكز الثلاثة الأولى في تصنيفات صناديق الأسهم التي جمعتها 51 آي فايند.

وقال مدير المحفظة في شركة هارفست فاند مانجمنت تشانغ تشن للعملاء في تقرير الربع الثالث لهذا العام، إن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، والحرب بين إسرائيل وغزة، والانتعاش الاقتصادي المحلي الضعيف عززت "معنويات العزوف عن المخاطرة فيما تحاول السوق استعادة ثقتها".

وانخفض صندوق "هارفست ريدر للأسهم المختارة" الذي أسسه تشن، الذي تبلغ قيمته 76 مليون دولار ، بنسبة 23.8 في المئة هذا العام. وانخفضت أكبر ممتلكات الصندوق، بما في ذلك شركة" كاتل" لصناعة البطاريات، ومطور" بولي ديفيلوبمنتس" وشركة" أنتا سبورتس برودكتس" ، بنسبة 26 إلى 31 في المئة.

تدفق رأس المال للخارج

وليس من المستغرب أن تحتفظ الأسر الصينية بمدخراتها وتزيد من عمليات الاسترداد لمنع خسائر أعمق، وفقاً لجمعية إدارة الأصول المحلية، إذ انخفضت صناعة الصناديق المشتركة في البلاد إلى 27.38 تريليون يوان (3.8 تريليون دولار) ، من ذروة بلغت 28.8 تريليون يوان (4 تريليونات دولار) ، في يوليو (تموز) الماضي، من هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتكبد المديرون الذين ركزوا بشكل أكبر على موضوع "الطاقة الجديدة" بعضاً من أكبر الخسائر، إذ انخفض صندوق "جي بي مورغان هيكسن سيليكت إيكويتي فند"، الذي تبلغ قيمته 32 مليون دولار بنسبة 42 في المئة هذا العام ليصبح واحداً من أسوأ الصناديق أداء، وفقاً لبيانات 51 آي فايند.  كما انخفضت أكبر ممتلكات الصندوق، التي تشمل" كاتل" و"جي إيه سولار" و"جينكو سولار" 29 إلى 57 في المئة.

أيضاً تكبد صندوق أسهم الصناعة المختارة التابع لشركة بي أو سي، الذي تبلغ قيمته 95 مليون دولار ، خسارة مماثلة، إذ خسر 37 في المئة، وتراجعت الرهانات الكبرى مثل صانعي البطاريات "إيفي إينيرجي" و "بي واي د"ي بنسبة 24 إلى 55 في المئة.

أسوأ نزوح جماعي

وستواجه الصين تدفقاً لرأس المال إلى الخارج بقيمة 65 مليار دولار في عام 2024 بسبب العزوف عن المخاطرة وتراجع المعنويات.

ومن ناحية أخرى فإن مديري الصناديق الذين ابتعدوا عن صراعات الصين محلياً حصلوا على مكافآت سخية في مقابل رهاناتهم، ويمثل المستثمرون المؤسسيون المحليون المؤهلون أو صناديق (QDII)، التي تتبع المؤشرات العالمية مثل "ناسداك" و "إس آند بي 500" أكثر من نصف أفضل 20 شركة أداء.

وقال مدير صندوق بنك الصين لين تشنغبو في تقريره ربع السنوي للصحيفة، "إضافة إلى عوامل أخرى، فإن التدفق المستمر لرأس المال الأجنبي إلى الخارج مارس ضغوطاً هبوطية كبيرة على السوق هذا العام"، وأضاف "سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تستعيد السوق الثقة من المستويات المنخفضة الحالية".

الصين نحو خفض تكاليف التداول لصناديق الاستثمار المشتركة

ولا تزال التوقعات بالنسبة إلى أسواق الأسهم الصينية تمثل تحدياً حتى عام 2024، وقال مديرو الأموال في بنكي "إتش أس بي سي" و"جي بي مورغان" إن الافتقار إلى محفزات النمو الواضحة ومشكلات سوق العقارات المستمرة من المرجح أن تستمر في الضغط على معنويات المستثمرين.

وقال تشن إنه ومع اكتساب الدعم السياسي زخماً تظل التوقعات الاقتصادية واعدة، وأشار إلى أن الأسهم الاستهلاكية عالية الجودة، وعمالقة التصنيع ذوي الميزة التنافسية الدولية، وشركات التكنولوجيا المبتكرة لا تزال لديها إمكانات هائلة لتحقيق أرباح قوية.

وأضاف "على رغم المشاعر المتشائمة بشكل عام، لا يزال عديد من الأسهم الفردية يحقق أداء مميزاً هذا العام"، وتابع "نعتقد أن الشراء في الشركات عالية الجودة بأسعار عادلة والاحتفاظ بها على المدى الطويل سيساعدنا في تحقيق عوائد إضافية".