Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف باتت أعراس السودانيين مع الحرب؟

طقوس الزواج متعددة وطويلة والبعض فضل تأجيلها وآخرون أقاموها بأقل كلفة

أحد حفلات العرس السودانية في الخرطوم (مواقع التواصل)

ملخص

الزواج في السودان له طقوس خاصة ويمر بعديد من المحطات، ويعتبر الأعلى من حيث التكاليف، حيث يتم عمل كل طقس في يوم محدد وتفاصيل معينة.

حيث يشكل عيد الفطر مناسبة للأعراس والمناسبات الاجتماعية السعيدة في السودان، جاءت الحرب لتنسف المدافع بأحلام وطموحات شباب في تحقيق حياة جديدة، لتمسكهم بإقامة جميع طقوس العرس، بينما البعض رآها فرصة لإتمام قرانه بأقل التكاليف.

وأعراس السودان ليست كغيرها من الأعراس إذ يتم التجهيز والترتيب للعرس قبل ستة أشهر في الأقل، ويمر بمراسم متعددة وطويلة ومكلفة، تمتد لأكثر من أسبوع أحياناً.

طقوس خاصة

والزواج في السودان له طقوس خاصة ويمر بعديد من المحطات، ويعتبر الأعلى من حيث التكاليف، حيث يتم عمل كل طقس في يوم محدد وتفاصيل معينة، وهي طقوس متوارثة منذ القدم، وبعضها مرتبط بالمستقبل ونجاح الزواج.

وفي هذا الصدد يقول الباحث في التراث السوداني عبدالسلام موسى، إن "العرس السوداني تبدأ طقوسه بعد الخطوبة مباشرة، حيث يأتي طقس سد المال الذي يتم فيه تقديم جميع حاجات العروس، ومن ثم تبدأ الاحتفالات وتتم عديد من المراسم مثل فطور العريس، وهو فطور متكامل يتم إرساله لأهل العريس من أهل العروس، وبعدها تكتمل المراسم مثل حنة العروس وحنة العريس، وتستمر حتى يوم العرس الكبير الذي يشمل طقس الجرتق، وهو من الطقوس التي لا يمكن إلغاؤها لمعتقدات متعلقة بسعادة الزوجين وإنجابهما بسهولة وهو طقس روحاني. وبعض الأسر تقوم بعقد طقس يسمى رقيص العروس لكنه انحسر".

وعن ظروف الحرب وتأثيرها على سير الطقوس يقول موسى، "لا شك أن الحرب أدت إلى عدم عقد كل الطقوس لكلفتها، لكن بعض الأسر لا تتنازل عن هذه الطقوس وقامت بتأجيل زيجات أبنائهم، والبعض عقدوا الزواج بأبسط التكاليف".

رغم الظروف

تقول الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم، إن "الزيجات بعد الحرب اختلفت طقوسها، وكثير من الشباب المقبلين على الزواج كان يجب أن يتم زواجهم في فترة عيد الفطر الذي صادف وقوع الحرب، فالغالبية منهم استطاع إتمام زواجه بطريقة بسيطة من دون طقوس مزعجة، وعلى المستوى الشخصي أعرف عدداً كبيراً من الزيجات تمت بتفاصيل بسيطة وسط الأهل المقربين، ومعظمهم من نزح لمدن آمنة في السودان، أو سافر لبلدان أخرى".

وعن فكرة إسقاط تلك الطقوس تقول ثريا، "يجب ألا يتوقف الزواج، حتى في ظروف السلم، لا بد من تقليل التكاليف الباهظة غير المهمة، وحالياً الحرب جعلت الشباب يتشجع أكثر لإقامة طقوس الزواج بطرق بسيطة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف "ندعو دائماً للاستفادة من التجارب ونشر الإيجابية منها، ولا بد من تحدي الظروف الصعبة وإتمام الزواج، فتلك شجاعة، وهي واحدة من الأشياء التي يمكنها تغيير مفاهيم المجتمع السوداني وأسلوب حياته، حيث تجعل الناس عمليين أكثر حتى لو كانت الظروف جيدة".

وتتابع إبراهيم، "في المقابل هنالك شباب كانوا مقبلين على الزواج وقاموا بتأجيل الزيجات لظروف الحرب لرغبتهم في عمل التفاصيل والطقوس كاملة، وهذه عقلية منتشرة وتعتبر حرية شخصية، لكن الظروف التي تمر بها البلاد تحتاج إلى رفقة وشريك حياة لتجاوزها أكثر من حاجتها إلى طقوس زواج باذخة".

بركة واستقرار

في الوقت الذي ينتظر فيه الآلاف هدوء الأوضاع لإقامة أعراسهم الباذخة والمكلفة، عقد آلاف الشباب قرانهم حتى أولئك الذي لم يكن لديهم رغبة قبل الحرب، وذلك لسهولة الأمر، وفي هذا السياق يقول المأذون الشرعي محمد طارق، إن "أقاليم السودان المختلفة شهد قران زفاف مئات الشباب من مختلف الفئات والأعمار بتكاليف بسيطة وهي مهر رمزي ووجبة إفطار أو غداء للمعازيم وأغلب تلك الأعراس لم تكلف حتى مليون جنيه سوداني (2000 دولار)، مقارنة بالأعراس التي كانت تقام في الخرطوم ومعظمها تكلف أكثر من 10 آلاف دولار".

 

 

ويضيف طارق أن، "الدين الإسلامي دعا إلى تسهيل الزواج للشباب لأن فيه البركة، والاستقرار النفسي وعفة الشباب، ونرجو أن تواصل الأسر نفس هذه الطريقة حتى في ظروف السلم".

خارج السودان

لم تختلف الأفراح خارج السودان هذه الفترة عن الأفراح داخله، فمعظمها تمت بأبسط الأساليب، لكن بعضها اتسم بالبذخ. تقول خبيرة التجميل ميادة عبدون، إن "الأعراس السودانية في مصر حالياً تتم بنفس الطقوس القديمة، وتعقد العروس 70 في المئة في الأقل من الطقوس، ربما لأن الأسعار أقل من السودان".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير