تقدم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، الأربعاء، بطعن لدى المحكمة الرياضية الدولية (كاس)، ضد العقوبة التي وقعها عليه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) يوم 14 فبراير (شباط) الحالي، بالمنع من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة عامين مع دفع غرامة مالية قدرها 30 مليون يورو، بعد إثبات التحقيقات مبالغة حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في آخر موسمين في تقدير إيراداته خلال الفترة من 2012 إلى 2016، ما يُعد خرقاً خطيراً لقواعد اللعب المالي النظيف.
ويُعد الطعن على عقوبة "يويفا" لدى المحكمة الرياضية الدولية، أول تحرك رسمي من نادي سيتي الذي أعلن رفضه التام للعقوبات الموقعة عليه، مشيراً إلى شكوك شابت نزاهة التحقيقات.
البارون بانيك
ولجأ سيتي، المملوك لمجموعة أبو ظبي للتنمية والاستثمار، إلى محامٍ بريطاني مرموق لقيادة فريقه القانوني في معركته المصيرية ضد (يويفا) هو ديفيد بانيك أو البارون بانيك، الذي يعد أحد ألمع رجال القانون في بريطانيا، ويعمل منذ أكثر من 30 عاماً في مجالات القانون العام وحقوق الإنسان، وقد ترافع في قضايا مهمة أمام المحكمة العليا في المملكة المتحدة، ولجنة الاستئناف التابعة لمجلس اللوردات، ومحكمة العدل الأوروبية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، كما أنه عضو في مجلس اللوردات البريطاني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعد أهم إنجازات بانيك، البالغ من العمر 63 عاماً، نجاحه في عرقلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" مرتين، الأولى حينما مثّل جينا ميلر، الناشطة المعارضة لـ"بريكست" عام 2016 في دعواها ضد الحكومة البريطانية أمام المحكمة العليا لإجبارها على الرجوع للبرلمان بشأن الخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي، وقد كسب القضية وأجبر رئيسة الوزراء السابقة تريزا ماي على الرجوع إلى البرلمان، كما مثّل ميلر مجدداً في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما ادعت أمام المحكمة العليا أن رئيس الوزراء البريطاني الحالي بوريس جونسون، أعطى الملكة نصيحة غير مشروعة في محاولته تعليق البرلمان.
وذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية أن إدارة نادي سيتي اتفقت مع بانيك على تقاضيه 20 ألف جنيه إسترليني يومياً نظير عمله على قضية إعادة النادي إلى البطولات الأوروبية ومحو الغرامة المالية الضخمة المقدرة بـ30 مليون يورو.
أزمات مع "يويفا"
وعانى مانشستر سيتي من أزمات عديدة في علاقته بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، حيث بدأ الأمر بتغريم النادي الذي يتخذ من استاد الاتحاد في مدينة مانشستر مقراً له، بمبلغ 49 مليون جنيه إسترليني في مايو (أيار) عام 2014، بسبب خرقه قواعد اللعب المالي النظيف مع ثمانية أندية أخرى بينها باريس سان جيرمان الفرنسي.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2018، نشرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية مراسلات مُسربة من البريد الإلكتروني للنادي تفيد بوجود عمليات تضخيم لإيرادات الرعاية التفافاً على قواعد اللعب المالي النظيف، ليبدأ "يويفا" ورابطة الدوري الإنجليزي الممتاز تحقيقات في الأمر في مارس (آذار) 2019، وهو ما دفع سيتي للاتجاه في يونيو (حزيران) من العام ذاته إلى المحكمة الرياضية الدولية "كاس" طلباً لإيقاف التحقيقات، وهو ما رُفِض في نوفمبر 2019 نظراً لعدم صدور حُكم في التحقيقات الداخلية التي كان يجريها "يويفا".
سلطة المحكمة الفيدرالية
ويأمل الفريق القانوني لنادي سيتي الذي يقوده المخضرم بانيك في إيقاف "كاس" لعقوبات "يويفا" قبل نهاية الموسم الحالي، ليكون في مقدور النادي المشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، وفي حالة تأييد "كاس" عقوبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على سيتي، ستكون خطوته التالية والأكبر اللجوء إلى القضاء المدني، حيث تتمتع المحكمة الفيدرالية السويسرية العليا بسلطة قضائية على "يويفا"، ومن حقها إلغاء قراراته.