بعد يومين على نجاح الفلسطينيين في فتح "باب الرحمة" في المسجد الأقصى، المغلق منذ 16 سنةً، شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة، شملت عشرات الفلسطينيين، من بينهم كوادر في حركة "فتح" في القدس ومسؤولون في مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية، التابع للحكومة الأردنية.
وسلّمت القوات الإسرائيلية الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، وناجح بكيرات، نائب المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، قرارات إبعاد إدارية عن المسجد الأقصى لمدة سبعة أيام.
وكانت القوات الإسرائيلية اعتقلت فجر الأحد، سلهب وبكيرات من منزليهما في القدس على خلفية قيادتهما تحرك "باب الرحمة"، يوم الجمعة 22 فبراير (شباط) الحالي.
ودعا مجلس الأوقاف، بعد اجتماعه الأحد، الفلسطينيين إلى المرابطة في المسجد الأقصى من أجل الحفاظ عليه في وجه حملات التهويد. كما تعهد المجلس مواصلة فتح "باب الرحمة" وترميمه.
بدورها، دانت وزارة الخارجية الأردنية اعتقال سلهب وبكيرات، وأكدت رفض الأردن المطلق لمثل هذه الإجراءات "الاستفزازية والمُدانة".
وشدد بيان الخارجية الأردنية على أن إدارة أوقاف القدس هي الجهة الحصرية صاحبة الاختصاص في إدارة شؤون المسجد الأقصى بموجب القانون الدولي.
وأكدت الخارجية الأردنية أن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية المتعلقة بإدارة أوقاف الأقصى "باطلة وغير قانونية وغير مبررة، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والاحتقان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته، قال حاتم عبد القادر، عضو مجلس الأوقاف في القدس، إن حملة الاعتقالات لن تدفع المجلس إلى التراجع عن فتح "باب الرحمة"، مشيراً إلى أن عملية ترميمه ستبدأ في أسرع وقت ممكن.
واعتبر عبد القادر أن "حملة الاعتقالات الإسرائيلية تشكّل تصعيداً خطيراً، ومساً بالوصاية الأردنية على المسجد الأقصى".
وقال عدنان غيث، أمين سر "فتح" في القدس، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل بشتى الطرق على ترحيل الفلسطينيين من القدس والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى"، مشيراً إلى أن ذلك "يرقى إلى مستوى جرائم الحرب".
وشدد غيث على أن "المسجد الأقصى مكان خاص بالمسلمين، ولهم حرية الصلاة في أي جزء منه"، مشيراً إلى أن "الفلسطينيين لن يتركوا الأقصى وحيداً ولن يستسلموا".
كما استنكر الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، اعتقال سلهب وبكيرات، واصفاً الخطوة بـ "غير المسبوقة ويُحرّم السكوت عنها"، مشدداً على أنها لن تكسر إرادة الفلسطينيين بحماية المسجد الأقصى ومصلى باب الرحمة.
وكانت السلطات الإسرائيلية أفرجت عن ناصر قوس، مدير نادي الأسير في القدس، إضافة إلى علي عجاج وحسني الكيلاني، بشرط الإبعاد عن الأقصى مدة ثلاثة أيام.
وكانت حملة الاعتقالات الإسرائيلية شملت أكثر من 70 فلسطينياً، منذ نهاية يوم الجمعة الماضي حتى فجر الأحد، على خلفية فتح مصلى "باب الرحمة".