كثّف بوريس جونسون العمل على خطته لبناء جسر قُدرت تكلفته بـ 20 مليار جنيه استرليني بين اسكتلندا وإيرلندا الشمالية، على الرغم من رفضها من جانب الخبراء الذين وصفوها بأنها "جاهلة" و"مجنونة".
وقال متحدّث بإسم رئيس الوزراء إن "عملاً مناسباً يجري " في دوائر الحكومة، مشيراً إلى أن ذلك "يؤكد طموح رئيس الوزراء فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية".
وأوضح المتحدث الرسمي أن " رئيس الوزراء قد أعرب عن اهتمامه بهذه الفكرة في الماضي، وأعتقد أنه قال في ذلك الوقت ’ انتظروا المزيد عن الموضوع في المستقبل‘". وأكد "أن مسؤولين حكوميّين يعملون حالياً على فكرة جسر يربط بين البرّ الرئيسي لبريطانيا وإيرلندا الشمالية، وأن هناك عملاً مناسباً يجري لبلورة هذه الفكرة".
ويحظى الاقتراح الذي طرحه جونسون للمرّة الأولى خلال حملة انتخابات زعيم حزب المحافظين في العام الماضي، بدعم قوي في أوساط الوحدويين في إيرلندا الشمالية، لكنه في المقابل أثار شكوكاً عميقة في اسكتلندا.
وحذّر الخبراء من أنه على الرغم من أن تشييد الجسر ممكن تقنيا، إلا أن مدّه على مسافة يبلغ طولها 26 ميلاً (41.84 كيلومترا) بين بورتباتريك ولارن، سيكون محفوفاً بالمشاكل، ما يعني أن تكاليف بنائه قد تتصاعد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المتوقّع أن يتطلّب تركيز الجسر بناء العشراتٍ من أبراج الدعم، في أعماقٍ غير مسبوقة تزيد على ألف قدم (305 أمتار) في بعض الأماكن، في حين يقبع في قعر المياه عند سدّ "بوفورت دايك" ، هيكل غوّاصة يحتوي على أكثر من مليون طن من ذخائر الحرب العالمية الثانية.
واعتبر أحد المهندسين أن من "الجنون " محاولة الرهان على مثل هذا المشروع، في حين أن كريس وايز المصمّم الهندسي لساحة الألعاب الأولمبية لعام 2012، وصفه السنة الماضية بأنه "مثير للإعجاب اجتماعياً لكن يكتنفه الجهل من الناحية التقنية."
وقال أندرو أدونيس، وهو وزير عمالي سابق للنقل، معلّقاً على دفاع رئاسة الوزراء عن مشروع إنشاء الجسر "مع ذلك، إن الحكومة على وشك تأخير خط القطار فائق السرعة HS2 الذي يربط بين مدينتي مانشستر وليدز. كونوا واقعيّين".
جدير بالذكر أن المتحدّث بإسم رئاسة الوزراء البريطانية رفض الكشف عن الجهة المسؤولة تحديداً عن وضع مخطّط العمل، أو عدد الأشخاص الذين كانوا يعملون على المشروع، أو متى يمكن أن ينتهي. كما امتنع أيضًا عن الردّ على سؤال يتعلّق بجدوى بناء جسرٍ قد ينتهي به الأمر أن يكون بين دولتين خارج المملكة المتّحدة، وذلك في حال صوّتت اسكتلندا لصالح استقلالها، وإذا دفع الخروج البريطاني من الاتّحاد الأوروبي بإيرلندا الشمالية إلى إقامة وحدة مع جمهورية إيرلندا.
وشملت الانتقادات الموجّهة إلى الفكرة، الإخفاقات السابقة لبوريس جونسون ولا سيما مقترحاته لبناء جسور، بما في ذلك دعوته المثيرة للسخرية إلى تشييد معبر فوق القناة الإنجليزية يربط بين إنجلترا وفرنسا. ولعل الأشهر بين مشاريع جونسون تلك كان "غاردن بريدج" الذي خطط لإنشائه في لندن، إذ أن فق عليه 40 مليون جنيه إسترليني قبل أن يلغيه صادق خان، الذي خلف جونسون على منصب محافظ لندن
وهاجمت نيكولا ستورجون، الوزيرة الأولى في اسكتلندا المشروع قائلة "إذا كان بوسع الحكومة أن تدفع 20 مليار جنيه إسترليني، فيمكن لإدنبره وبلفاست أن تقترحا طرقاً أفضل لإنفاق هذه الأموال. إنني لا أغلق ذهني أمام اقتراحاتٍ من هذا النوع، لكنني أظن أن ما صدر عن بوريس جونسون هو تكتيك مضلّل".
© The Independent