خلُص تقرير إلى أنّ احتمال نجاح الفتيات في امتحان اللغات ضمن اختبارات الشهادة العامة للتعليم الثانوي GCSE، هو أكثر بمرّتين من الفتيان.
وذكر التقرير الصادر عن "المجلس البريطاني"، أن جنس الطالب يشكّل مؤشراً أقوى على احتمالات النجاح في الامتحان من مستوى ضعف الطالب. ويقول إنّه يتوجّب على الحكومة أن تعالج بشكلٍ فوري وطارئ "الهوّة الباقية بين الجنسين" بما يتعلق باللغات الأجنبية الحديثة، وتضع خطّة لمعالجة التمثيل غير المتكافئ للفتيان.
ووجدت الدراسة التي أجراها "معهد سياسة التعليم" البريطاني بأنّ الذكور أقلّ احتمالاً من الإناث في اختيار اللغات بين الموضوعات التي سيدرسونها. وفي عام 2018، كانت نسبة الناجحين امتحان اللغات في اختبارات الشهادة العامة للتعليم 38 في المئة بينما بلغت نسبة النجاح للفتيات 50 في المئة.
وفي هذا الإطار، اعتمدت الحكومة البكالوريا الإنجليزية EBacc التي تشكّل مؤشراً لقياس المدارس بحسب عدد الطلاب الذين ينتقون مواد الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم ولغة أجنبية والتاريخ أو الجغرافيا بين موضوعاتهم الدراسية. وكان الهدف من توفير هذه الشهادة هو رفع عدد الطلاب الذين يختارون دراسة اللغات الأجنبية الحديثة والعلوم.
غير أنّ نسبة الطلاب الذين ينتقون اللغات في اختبارات الشهادة العامة للتعليم الثانوي GCSE استمرّ في التراجع في وقتٍ حذّر الباحثون أنّه ما من دليل قويّ وملموس بأنّ سياسات الحكومة ستساعد على معالجة الهوّة الجندرية القائمة.
وأظهرت الدراسة أن احتمال اختيار وإتمام أربع درجاتٍ على الأقلّ - أي ما يعادل نظام سي (C) القديم- في اللغات ضمن اختبارات الشهادة العامة للتعليم الثانوي، لدى الطالبات هو أكثر منه بين الطلاب بمرتين، بعد أخذ العوامل ذات العلاقة كالضعف في المستوى والتحصيل المسبق في الاعتبار.
وفي هذا الإطار، اعتبر بوبي ميلز، وهو مؤلّف التقرير وكبير الباحثين في "معهد سياسة التعليم"، أنّ "اللغات الأجنبية تبرز ضمن صلب البكالوريا الإنجليزية التي وضعتها الحكومة كونها تمثّل الموضوع الوحيد الذي يشتمل على شرخ جندري واسع. فالطلاب يحلون خلف الطالبات لناحية الإقبال على التسجيل بغرض دراسة لغات معتمدة في اختبارات الشهادة العامة للتعليم الثانوي بينما يكون أداء الفتيان الذين يدرسون تلك المواد متراجعاً للغاية عن أداء الفتيات".
وأضاف ميلز أنّ "الحكومة وضعت هدفاً طموحاً تمثّل في وصول نسبة الطلاب الذين يدرسون البكالوريا الانجليزية إلى 75 في المئة بحلول عام 2022. وفي حال أرادت الحكومة تحقيق أيّ تقدّم لبلوغ ذلك الهدف، عليها أن توضح بشكلٍ فوري كيف تنوي أن تعالج الهوّة الجندرية الشاسعة في مجال اللغات... ليس هنالك أيّ دليل على أنّ المبادرات الحالية الرامية إلى تحسين الالتحاق باللغات الأجنبية ستردم هذه الهوّة".
وفي غضون ذلك، قال كيفن كورتني، وهو الأمين العام المشترك لـ "اتحاد التعليم الوطني"، إنّ "الأنماط الجندرية تحدّ من الفرص لكلّ من الفتيان والفتيات." وأردف أنّه "في حين تبذل المدارس قصارى جهدها لتزويد كافة الطلاب بمنهاجٍ تعليمي واسع ومتوازن، كما يُظهر هذا التقرير، فإن المسألة الجندريّة تواصل تحديد المواضيع التي يختارها الطلاب في اختبارات الشهادة العامة للتعليم الثانوي. فالفتيات أكثر احتمالاً لتعلّم اللغات فيما يكون الفتيان أكثر ميلاً لدراسة الفيزياء ويساهم هذا التمييز الجندري في تحديد فرص النجاح للطرفين".
وأضاف كورتني أنّ غياب التمويل من قبل الحكومة والنقص في الطاقم التعليمي أدّيا إلى تفاقم هذه المشاكل.
إلى ذلك، قال جيف بارتون، الأمين العام لـ"جمعية قادة المدارس والكليات"، إن المدارس "تبذل قصارى جهدها" لمعالجة المسائل المرتبطة بتحصيل اللغات في مجموعات الطلاب الذكور. وأضاف أنّ هنالك "مشكلة خاصة في اختيار تعلّم اللغات لأنّ الحكومة حاولت رفع معدلات التسجيل من خلال استخدام مقاييس أداء المدارس، من دون معالجة واقع أنّ المدارس تفتقر بشكلٍ حاد للمدرّسين والتمويل فضلاً عن أنّ تصنيف لغات اختبار الشهادة الثانوية وبرنامج A-Levels صارمة للغاية".
يُذكر أنّ هيئة "أوفكوال"، التي تنظّم الامتحانات في إنجلترا، أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أنّ معايير تصنيف اختبارات الشهادة العامة للتعليم الثانوي في اللغتين الفرنسية والألمانية ستخضع للتعديل بدءاً من الصيف المقبل. وستُوضع علامات للمواد بشكلٍ أقلّ صرامة وسط مخاوف من أن يمتنع الطلاب عن تعلّم اللغات ظناً منهم أنّ الحصول على علامات مرتفعة أمر صعب المنال.
وقال متحدّث بإسم وزارة التعليم البريطانية "نحن ملتزمون بالتوصّل إلى زيادة عدد الطلاب الذين يدرسون اللغات، ولهذا أصبح ذلك إلزامياً في المنهاج الوطني لجميع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و9 سنوات. كما أنّ البدء بتطبيق نظام البكالوريا الإنجليزية كبح التراجع في اختيار اللغات ضمن اختبارات الشهادة الثانوية (مع اختيار 47 في المئة للغات عام 2019 مقارنةً بنسبة 40 في المئة سُجّلت عام 2010). علماً أنّ نسبة الطلاب الذين يدرسون اللغات الأجنبية الحديثة في مستوى اختبارات الشهادة الثانوية بقيت مستقرّة إلى حدّ كبير خلال تلك الفترة".
© The Independent