كشفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن اثنين من موظفيها السابقين سربا معلومات سرية قبل شن هجوم دام في سوريا. وفيما لم تذكر المنظمة اسمي الموظفين السابقين، أعلنت، الخميس 6 فبراير (شباط)، أنها كلفت محققين مستقلين بإجراء التحقيق في التسريب.
وقُتل ما يزيد على 40 شخصاً في السابع من أبريل (نيسان) 2018 في بلدة دوما الواقعة على مشارف دمشق التي كانت تسيطر عليها المعارضة حينئذ وتحاصرها قوات موالية للحكومة السورية.
وكان ذلك الهجوم سبباً في شن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات صاروخية على أهداف تابعة للحكومة السورية بعد أسبوع واحد، في أكبر تدخل عسكري غربي ضد سلطات دمشق على مدى سنوات الحرب الممتدة منذ تسع سنوات.
ونفت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا التي تدعمها عسكرياً استخدام أي أسلحة كيميائية واتهمتا المعارضة بتنفيذ الهجوم لتوريط الجيش السوري.
وذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان بشأن نتائج التحقيق الذي قالت إنها كلفت "محققين مستقلين ومحترفين من خارج المنظمة" بإجرائه، أنها "تعتبر الانتهاكات المقصودة والمتعمدة للسرية... خطيرة".
النظام يدخل سراقب
في سياق متصل، سيطرت قوّات النظام السوري، الخميس، على أجزاء كبيرة من مدينة سراقب في محافظة إدلب، في إطار هجومها لاستعادة آخر معقل لقوات المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقتل 17 مدنياً، بينهم أطفال، في ضربات للنظام السوري أو حليفته روسيا استهدفت مناطق عدة في شمال غربي سوريا تسيطر عليها المعارضة، وفق المرصد.
وفي مواجهة الأزمة الإنسانيّة في إدلب ومحيطها، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً في نيويورك. وقال دبلوماسيون إنّ مبعوث الأمم المتّحدة إلى سوريا غير بيدرسن سيطلع المجلس على الوضع خلال الاجتماع الذي دعت إلى عقده الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبلغت أعداد النازحين خلال شهرين نحو 586 ألف شخص بسبب المعارك في إدلب بحسب حصيلة جديدة للأمم المتحدة.
وقال المرصد إنّ قوّات النظام استعادت السيطرة على مناطق واسعة من مدينة سراقب في محافظة إدلب. وأشار إلى أنّها خاضت في وقت سابق الخميس معارك ضدّ الفصائل المقاتلة في مدينة سراقب ومحيطها في شمال غربي سوريا، وواصلت تقدّمها، على الرغم من تحذيرات أنقرة التي أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة.
تعزيزات تركية
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "وحدات الجيش العربي السوري دخلت مدينة سراقب الإستراتيجية بريف إدلب الشرقي من محاور عدة وبدأت عملية تمشيط واسعة للأحياء والشوارع من الألغام والمفخخات التي زرعها الإرهابيون".
وتشكل مدينة سراقب نقطة التقاء بين طريقين دوليين يربطان محافظات عدة، بعد انسحاب المئات من مقاتلي الفصائل منها.
وأرسلت أنقرة، وفق المرصد، تعزيزات عسكرية جديدة ليلاً تمركزت قرب مطار تفتناز الواقع شمال سراقب وشمال شرقي مدينة حلب، بعد ساعات من إمهال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دمشق حتى نهاية الشهر الحالي لسحب قواتها من محيط نقاط مراقبة أقامتها أنقرة في المنطقة.
وانتقدت قيادة الجيش السوري في بيان دخول الرتل التركي الذي قالت إنه انتشر بين ثلاث بلدات تقع شمال سراقب "بهدف حماية الإرهابيين... وعرقلة تقدم الجيش العربي السوري".
ولم يصدر أي تعليق تركي في شأن المشاركة التركية في المعارك، في وقت قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو للصحافيين في العاصمة الأذربيجانية باكو "نتوقع من روسيا أن توقف النظام في أسرع وقت ممكن".
والمحافظة ومحيطها مشمولان باتفاق أبرمته روسيا أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل في سوتشي في سبتمبر (أيلول) 2018.
إلا أن قوات النظام تصعّد منذ أكثر من شهرين قصفها على المنطقة بدعم روسي، وتخوض حالياً معارك عنيفة في ريفي إدلب الجنوبي الشرقي وحلب الغربي.