Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رصد تدفق غير متوقع من موجات الجاذبية في الفضاء

وصفت ومضاته بأنها "تموجات في نسيج الزمان والمكان" تظهر ليلا

لقطة عامة لمرصد "ليغو" الذي يعمل بموجات الليزر ويتخصص برصد موجات الجاذبية الكونية (ليغو.كالتك.إيديو)

يعتقد عدد من العلماء أنّهم اكتشفوا تدفقاً "غير معروف أو غير متوقّع"، بحسب وصفهم، ممّا يُسمى "موجات جاذبية" آتياً من مكان ما في عمق الفضاء الكوني. ووفق نظرية النسبية لدى ألبرت آينشتاين، تترافق حوادث كونية كبرى كانفجار الشموس الهائلة الحجم أو تصادمها أو ما يشبه ذلك، مع اهتزاز في البنية الكونية لنسيج يشبه بطانية ضخمة تضم الكون كله بزمانه ومكانه. وسمى آينشتاين أن تلك الاهتزازات باسم موجات الجاذبية، مشيراً إلى أنها تسير بسرعة الضوء، لكنها تتواهن أثناء سفرها بين المجرات بأثر من قوى الجاذبية في تلك  المجرات.

عن طريق المصادفة، التقط ذلك الاهتزاز مرصد "ليغو" LIGO في الـولايات المتحدة الأميركيّة، الذي بُني خصيصاً لرصد موجات الجاذبية. ويعمل المرصد بأشعة الليزر التي تكون متداخلة مع بعضها بعضاً بطريقة مرهفة، فتهتز لدى وصول موجة جاذبية من خارج الأرض، مهما كانت ضعيفة وواهنة.

ولما كان علماء الفلك يملكون صورة عن الجزء من السماء الذي جاءت من ذلك  التدفق من موجات الجاذبية، سيبحثون تالياً عن مزيد من المعلومات حول مصدره عبر مواصلة دراسة المنطقة التي نشأت فيها.

في المقابل، لا تتوفّر سوى أدلة قليلة إلى الآن على سبب حدوث الانفجار الذي أرسل ذلك التدفق من موجات الجاذبية عبر نسيج الكون، واكتشفها "ليغو" في الساعات الأخيرة. ونظراً إلى توقع العلماء أنّ وقوع حوادث من هذا النوع لا يحدث سوى مرّة كل 25 عاماً، يرجح أن يكون التدفق ناجم عن حادثة فلكيّة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الواقع، لطالما عقد العلماء الآمال على أن الكشف الناجح عن موجات الجاذبية يمكن أن يسمح لهم أن يفكروا في الكون بطريقة مختلفة تماماً. وقد يشكّل تدفقاً من موجات الجاذبية [كذلك الذي رُصد أخيراً]، سبيلاً مهماً للنهوض بذلك، لكنَّه لم يُرصد بعد، ولا يعرف العلماء كيف يبدو تحديداً.

في ذلك السياق، يصف مرصد "ليغو" ذلك التدفق بأنّه "موجات جاذبية تنشط خلال الليل" [بأثر من تغيّر موقع الأرض بالنسبة للشمس وحقل جاذبيتها الهائل]، ويعترف العلماء أنّهم لا يملكون بيانات وافية بشأن المكان الذي ربما جاء منه. وفي حين أنّ علماء الفيزياء الفلكيّة توقعوا منذ فترة طويلة إمكان حدوثه، لا تتوفّر معلومات كثيرة حول أجزاء الكون التي من شأنها أن تولّده، بغية معرفة موعد وصوله والكيفية التي سيبدو عليها.

وكذلك يرد على الموقع الإلكترونيّ لمرصد "ليغو" أنّ "البحث عن تدفق من موجات الجاذبية يتطلّب من المرء أن يكون متفتِّح الذهن تماماً. في ما يتعلّق بهذا النوع من الموجات، يتوجّب على العلماء التعرّف إلى نمط الإشارات حتى في حال عدم قدرتهم على التنبؤ بهذا النمط أو وضع نماذج مسبقة عنه، بمعنى وضع تصوّر عن الشكل المُتوّقع لذلك النوع من الإشارات. في الواقع، إذا كنت لا تعرف ما الذي تبحث عنه، من الصعب حقاً أن تعثر عليه".

وأضاف الموقع، "في حين أنّ هذا الأمر يجعل البحث عن تدفقات من موجات الجاذبية عملاً صعباً، يحمل العثور عليها أكبر الإمكانيات في الكشف عن معلومات مختلفة جذرياً حول الكون".

في ذلك السياق، تكهن البعض بأن مصدر التدفق المُكتشَفْ أخيراً ربما يكون النجم المُسمّى "بيتلجوس" ("منكب الجوزاء")، وهو شمسٌ قريبة من الأرض لكنها تتصرّف على نحو غريب. إذ قد يكون "بيتلجوس" على وشك الانفجار كي يغدو ما يُسميه العلماء "مُستَعِراً عظيماً". ومن ناحية اخرى، يبدو أنّ "بيتلجوس" ما زال في مكانه، ولم يأتِ التدفّق المشار إليه آنفاً من ناحية الفضاء التي يتحرك فيها.

وفي تطوّر متصل، وصف مايكل ميريفيلد، بروفيسور علم الفلك في جامعة "نوتنغهام" البريطانية، في تغريدة على "تويتر"، تلك الحادثة بالـ"غريبة"، مشيراً إلى أنّ مزيداً من المراقبة يجب أن يفضي إلى تفاصيل إضافيّة حول مصدر ذلك التدفق.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم