حذّر رئيس سابق للقوات الخاصة البريطانية من أنّ تصفية الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني تهدّد باندلاع حرب جديدة مدمّرة في الشرق الأوسط.
وكتب اللواء جوناثان شو، الذي قاد قوات المملكة المتحدة في العراق حين شنّت الميليشيات المدعومة من إيران هجمات قاتلة على القوات البريطانية والأميركية، في الاندبندنت أن (سليماني) قد "يُفتقد بعد مصرعه" مع وجود خطر اندلاع دورة من العنف المطلق بسبب الفراغ الذي خلّفه غيابه.
وترأّس اللواء شو القوات التي تمركزت في البصرة خلال فترة هي من أعنف الفترات التي أعقبت اجتياح العراق في العام 2003 بقيادة الولايات المتحدة. وشنّت الميليشيات المتمركزة في المنطقة حينها ومنها فيلق بدر وجيش المهدي، حملة قصف متواصلة ودموية بدعم من الإيرانيين عبر الحدود.
واعتُبر الجنرال سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الغريم المباشر للّواء شو خلال الإقتتال الوحشّي الذي رسم معالم تلك المرحلة.
ويرى اللواء شو أنّ قرار دونالد ترمب بإصدار أمر الإغتيال لن يقضي على نفوذ القوات التي أسّسها بل سيصبح محركّاً لنزاع موسّع.
وقال اللواء شو "الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يؤدي إليه هذا الإغتيال هو ‘الحسم‘ بمعنى أنه لن يكون ختام أيّ شيء. لكن الخوف هو في أن يصبح حاسماً من ناحية أنه سيحدّد نقطة تحوّل يتصعّد بعدها الصراع ليصبح حرباً مفتوحة لا يريدها أي أحد في المنطقة ولا ترمب نفسه، لأسباب انتخابية".
ويتابع المدير السابق للقوات الخاصة "أحد مخاطر التركيز على... قاسم سليماني هي إخفاء الحقيقة الأعمق في أنّه يمثّل تجسيداً لعقيدة وليس هو العقيدة نفسها، واغتياله لن يقضي على قضيّته".
"ومصرعه أمر متوقّع جرى التحضير له، فقد أشار المرشد الإيراني علي خامنئي إلى سليماني أثناء حياته بـ"الشهيد الحيّ" وكما قال حين أعلن عن خليفة (سليماني)، سوف تبقى مخططات فيلق القدس على حالها تماماً".
وبعد أن ضرب أمثلة عن القتال والمفاوضات في العراق، أشار اللواء شو أنّ القائد الإيراني استغلّ القتال بشكل أساسي من أجل الوصول إلى مآرب سياسية مضيفاً أنّ مصرعه ربّما يزيل هذا الحاجز.
وقال رئيس القوات الخاصة السابق "هو شخصٌ لافت برأيي بسبب نظرته والحكم الذي بيّنه من خلال استخدام العمل العسكري لمآرب سياسية. وللمفارقة، جعل منه هذا الحكم الإستراتيجي القائم على العمل التكتيكي قوة اعتدال ربّما تُفتقد بعد غيابه".
وتناقض تعليقات شو ردة فعل الحكومة البريطانية على مقتل سليماني.
فبينما دعا وزير الخارجية دومينيك راب إلى تخفيف حدّة التصعيد، قال كذلك إنّ المملكة المتحدة "تتفهّم الموقف الذي وجدت الولايات المتحدة نفسها فيه- فهو هجوم قالت الولايات المتحدة إنّه استند إلى معلومات استخباراتية غير محدّدة تفيد بأنّ الجنرال الإيراني خطّط لشنّ هجمات على المصالح الأميركية".
وأشار وزير الدفاع بن والاس أمام البرلمان يوم الثلاثاء أنّ الولايات المتحدة واثقة بالمعلومات الإستخباراتية وأضاف "سوف تدافع المملكة المتحدة دائماً عن حقّ الدول بالدفاع عن نفسها".
© The Independent