قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن هناك معلومات بأن الطائرة الأوكرانية، أسقطت بصاروخ إيراني. وأوضح في بيان "هناك الآن معلومات تفيد بأن الطائرة أسقطت بصاروخ إيراني. قد يكون هذا غير مقصود... تواصل بريطانيا دعوة جميع الأطراف بشكل عاجل إلى خفض التوتر في المنطقة".
في المقابل، رد رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية على هذه التصريحات بالقول: "مستحيل أن صاروخا أصاب الطائرة الأوكرانية".
ترمب
في سياق متصل، صادق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على عقوبات إضافية على إيران. وقال في كلمة له إن وزارة الخزانة الأميركية ستعلن العقوبات الجديدة.
وحول تحطم الطائرة الأوكرانية، ليلة القصف الذي شنته القوات الإيرانية على القاعدتين الأميركيتين في العراق، أوضح أن لديه شكوك، مضيفا "وربما شخص ما ارتكب خطأ"، معتبراً إنه يؤمن بضرورة توسع حلف الأطلسي ليشمل الشرق الأوسط.
من جهة ثانية، دعت إيران الولايات المتحدة لحضور التحقيقات في سقوط الطائرة الأوكرانية "باعتبارها موطن شركة بوينغ المُصنعة"، بحسب ما أوردته وكالة أنباء فارس. وقال رئيس لجنة التحقيق الإيرانية في تحطم الطائرة حسن رضايفار، إن إيران دعت أميركا، تزامنا مع تحقيقات اللجنة في الحادث. في حين أوردت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أنه تمت دعوة "بوينغ كممثلة خلال التحقيقات دون تأكُد مشاركتها".
كما أوضح متحدث باسم الحكومة الإيرانية أن طهران "ترحب بوجود ممثلين لدول أخرى لها قتلى في الطائرة الأوكرانية".
صاروخ إيراني أسقط الطائرة
إلى ذلك، أعرب مسؤولون أميركيون عن ثقتهم بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني استنادا إلى بيانات أقمار صناعية ومسؤولين بالحكومة. وأوضح أحدهم أنه وفقاً لبيانات الأقمار الصناعية فإن الطائرة التي أقلعت في رحلة إلى كييف حلقت لدقيقتين فقط بعد مغادرة طهران عندما رُصدت بصمة حرارة صاروخين أرض-جو أعقبه بسرعة انفجار بمحيط الطائرة.
ترودو
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أعلن بدوره الخميس أن العديد من المصادر الاستخباراتية، بما في ذلك الكندية، تشير إلى أن طائرة البوينغ 737 التي تحطمت بالقرب من طهران "أسقطت بصاروخ أرض-جو إيراني". وقال في مؤتمر صحافي "لدينا معلومات من مصادر متعددة، بما في ذلك من حلفائنا ومن أجهزتنا... تشير إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض - جو إيراني. ربما لم يكن الأمر متعمداً".
اتصال جونسون وروحاني
وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كشف عن اتصال حصل اليوم 9-1-2020 بين بوريس جونسون والرئيس الإيراني حسن روحاني. جونسون دعا الرئيس الإيراني إلى إنهاء الأعمال العدائية، وأثار أهمية أن تلتزم إيران الاتفاق النووي، المكالمة الهاتفية التي استمرت 20 دقيقة تطرقت إلى الوضع في المنطقة بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وشدد خلالها على التزام بريطانيا بالاتفاق النووي مع إيران موجهاً رسالة واضحة بشأن الحاجة الملحة لوقف التصعيد.
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال دافع كذلك عن الاتفاق النووي بعدما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب أوروبا إلى الانسحاب منه، إلا أنه حذّر إيران من القيام بأعمال يمكن أن تؤدي إلى انهيار الاتفاق.
وخلال محادثة هاتفية مع روحاني، دعا ميشال إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط، وقال إن الاتفاق "كان إنجازاً مهماً بعد عشر سنوات من المفاوضات الدولية المكثفة، ولا يزال أداة مهمة للاستقرار الإقليمي"، بحسب نص لمكالمته أصدره مكتبه.
وأكّد ميشال أن "الاتحاد الأوروبي له مصالحه ورؤيته"، إلا أنه قال لروحاني إن على إيران "تجنّب القيام بأعمال لا يمكن العودة عنها"، بحسب البيان. ويأتي التحذير بعد إعلان طهران أحدث خطواتها بالعودة عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
البابا فرنسيس
في الملف ذاته حث البابا فرنسيس الولايات المتحدة وإيران على تجنب التصعيد والسعي "للحوار وضبط النفس" لتفادي صراع أوسع في الشرق الأوسط. ووجه البابا هذا النداء، وهو أول تعقيب مباشر له على الأزمة الراهنة، في خطابه السنوي الذي أصبح يعرف "بخطاب حالة العالم" والذي يلقيه على السفراء المعتمدين لدى الفاتيكان. وقال فرنسيس أمام دبلوماسيين من أكثر من 180 دولة "المثير للقلق بشكل خاص هو الإشارات القادمة من المنطقة بأسرها إثر تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة".
وأضاف أن هذه التوترات قد تثير مخاطر "المساس بعملية إعادة الإعمار تدريجياً في العراق، فضلاً عن إرساء الأساس لصراع أوسع نطاقاً نرغب جميعا ًفي تفاديه". ومضى قائلاً "من ثم أكرر ندائي لجميع الأطراف المعنية لتجنب تصعيد الصراع وإبقاء شعلة الحوار دون انطفاء وضبط النفس مع الاحترام الكامل للقانون الدولي".
موقف مجري لافت
على الجانب الأوروبي قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن بلاده ترغب أن يكون الموقف الأوروبي إزاء الصراع بين واشنطن وطهران أقرب من موقف إسرائيل والولايات المتحدة.
وأضاف أوربان في مؤتمر صحفي "أود أن يحدث توجيه للموقف الأوروبي، غير الواضح فيما يخص القضية الإيرانية، نحو الموقف الإسرائيلي الأميركي".
ويلتقي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا الجمعة في بروكسل لبحث الأزمة الإيرانية مع التركيز على تخفيف التوتر بين واشنطن وطهران.
وأشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أن إيران "تتراجع" بعد أن أطلقت صواريخ تستهدف قوات أميركية في العراق أمس الأربعاء، رداً على الهجوم الأميركي الذي أودى بحياة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في الثالث من يناير (كانون الثاني) الحالي.