Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسرار العلاقة العاطفية الناجحة في مكان العمل

يقول الخبراء إن هناك "قواعد غير مكتوبة" يجب أن يأخذها زملاء العمل في الحسبان

الممثلة أليسيا فاراكار والممثل مايكل فاسبندر تعارفا خلال تصوير أحد أفلامهما (غيتي) 

باعتبار أن الأشخاص يمضون بالمتوسط 90 ألف ساعة في العمل خلال حياتهم، فمن الطبيعي أن الكثيرين منا يدركون أن الوقت الذي يقضونه مع زملاء العمل أطول من الزمن الذي يمر بصحبة العائلة أو الأصدقاء.

لذلك، لا عجب في أن تتشابك حياتنا الاجتماعية والمهنية  بسهولة. لكن، في حين أن العلاقات في مكان العمل قد تساعد على التخلص من الضغط اليومي، فهي أيضاً قد تلحق الضرر بحياتكم المهنية.

وخير من يعرف ذلك هو ستيف إيستربروك، الذي فُصل من منصب الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز البريطانية بعدما انتهك سياسة الشركة بسبب إقامته علاقة عاطفية مع احدى الموظفات. وقالت الشركة، التي تحظر العلاقات العاطفية بين المدراء وغيرهم، إن إيستربروك "أظهر تقديراً سيئاً للأمور"، وصوّت مجلس الإدارة على مغادرته لمنصبه أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويقول جو ويغينز، خبير الوظائف في موقع "غلاس دور" للتوظيف، إنه على الرغم من عدم وجود "قواعد صارمة وحاسمة" حول المواعدة الغرامية مع زملاء العمل، يجب أن يكون الناس على دراية بأنها "تصرف محفوف بالمخاطر وله عواقب محتملة.. ويتضاعف الخطر بالنسبة للإدارات العليا، خاصة المدراء التنفيذيين.. هناك بعض القواعد غير المكتوبة التي يجب على الأشخاص أخذها في الحسبان حتى يتمكنوا من تحقيق التوازن السليم بين حياتهم العملية وحياتهم الرومانسية".

مع ذلك، وعلى الرغم من هذه المخاطر، تُقام العلاقات الغرامية في أماكن العمل. في الواقع، تفيد دراسة جديدة شملت حوالي 6 آلاف عامل في المملكة المتحدة، بأن أكثر من خمس الأشخاص (22%) التقوا بشريك حياتهم من خلال العمل، وفي المرتبة الثانية عن طريق الأصدقاء (18%)، بينما احتلت المواعدة عبر الإنترنت المرتبة الثالثة (13%)، وجاءت اللقاءات التقليدية في الحانة أو النادي في المرتبة الأخيرة بنسبة (10%).

أظهر البحث الذي أجراه مجلس الوظائف "توتال جوبز" أيضاً أن قوة العمل في المملكة المتحدة أصبحت أكثر تقبلاً للعلاقات العاطفية في مكان العمل، إذ أقر ثلثا العاملين (66 %) بأنهم إما قد خرجوا في موعد غرامي مع أحد الزملاء أو فكروا في الأمر، مقارنة بثلث الأشخاص الذين يستبعدون تلك الفكرة تماماً (34 %).

وسلطت الدراسة التي أجراها "توتال جوبز" الضوء على أسباب عدة تجعل العاملين يرفضون فكرة مواعدة أحد زملائهم في العمل بالمطلق، إذ ذكر 34% أنهم لا يؤمنون بأن الحب والعمل يمكن أن يجتمعا.

وفي أماكن أخرى، قال 31 % إنهم سيشعرون بأنهم سيكونون موضع تقييم من قبل الآخرين، بينما يخشى 17% أن يتعرضوا للسخرية، وقال 11 % إنهم قلقون من تعرضهم للتمييز بسبب علاقتهم العاطفية في مكان العمل.

إذا، كيف يمكنك القيام بعلاقة رومانسية في العمل دون أن تفقد أنت أو شريكتك عملكما؟ إليك فيما يلي كل ما تحتاج إلى معرفته:

- تعرف على سياسات المكتب فيما يتعلق بالمواعدة الغرامية:

أول ما يتوجب عليك أن تفعله عند التفكير في الانخراط  بعلاقة عاطفية في مكان العمل هو التحقق مما إذا كانت سياسة الشركة التي تعمل فيها تتطلب منك إبلاغ الموارد البشرية أو مديرك المباشر إذا كنت تواعد  احدى الزميلات.

يقول ويغينز "ربما تستهجن بعض الشركات من المواعدة العاطفية بين العاملين.. ولتجنّب حدوث أي مشاكل في المستقبل، تعرف على سياسة الشركة من قسم الموارد البشرية أو دليل الموظف. لا تنتظر حتى تصبح العلاقة جدية جداً، إذ قد تواجه حينها قراراً صعباً".

يؤيد ليام غرايم هذا الكلام، وهو مستشار القانون والموارد البشرية للتوظيف في مجموعة "إيلاس"، مضيفاً أنه يحق لأرباب العمل اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان ألا تؤثر العلاقات العاطفية في مكان العمل سلباً على الأعمال. ويقول "قد يرغب أصحاب العمل في طرح سياسة بشأن العلاقات الشخصية في العمل لإطلاع الموظفين على التوازن بين حقوقهم في الحياة الخاصة وحقوق الشركة في حماية مصلحتها.. قد يرغب أرباب العمل في تضمين سياستهم مبدأ توجيهياً يتطلب إبلاغ الإدارة بأي علاقات شخصية وثيقة بين الموظفين حتى تتمكن من مراجعة الموقف فيما يتعلق بالتأثير المحتمل على عمل الموظفين".

في حين أن فرض حظر تام على العلاقات بين الزملاء قد يبدو إجراء غير منصف، إلا أن كيت بالمر، المديرة الاستشارية المساعدة في شركة "بينينسولا" العالمية لاستشارات قانون العمل، توضح أن ذلك قانوني، قائلة "إنه غير مخالف للقانون، ولكن قد يكون تطبيقه صعباً من الناحية العملية، وفي أقصى الحالات، يمكن أن يُنظر إليه باعتباره انتهاكاً لحقوق الموظف الإنسانية".

- حافظ على الحرفية في العمل

حتى لو لم تكن هناك قيود على إقامة الزملاء علاقات عاطفية، من المهم أن تحافظ على مهنيتك في جميع الأوقات أثناء وجودك في العمل.

يفسر ويغينز هذا بأنه يحتم على كل شخصين يرتبطان بعلاقة علاقة  ويعملان معاً  أن يحرصا  على ألا تجلب علاقاتها أية مشاكل إلى مكان العمل، أو أن يقضيا بعض الوقت في إرسال الملاحظات الخاصة بين بعضهما بعضاً، أو أن يُظهرا عواطفهما حيال بعضهما بعضاً بأي شكل أمام الملأ. ويقول "في الوقت نفسه، لا تواعد زميلات محددات بهدف الترقية. هذا ليس مجرد وسيلة لخلق الكثير من الأعداء في العمل بالتأكيد، حتى لو حصلت على الترقية، فأنت لن تنجح في ذلك  بجدارتك ... إذا ارتقيت السلم الوظيفي في الشركة بسبب علاقة عاطفية، فقد تجد نفسك تهبط مرة أخرى بمجرد أن تتلاشى تلك العلاقة".

توافق بالمر، مضيفة أن من يرتبطان بعلاقة  يجب أن تتأكد من أن علاقاتهما لا تؤدي إلى تشتيت الانتباه عن العمل، مما قد يؤدي إلى أخطاء كان يمكن تجنبها وقد تكون أخطاء مكلفة. وتتابع "بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي العلاقة الرومانسية بين المدير وأحد المرؤوسين إلى خلق تصورات عن المحسوبية في أذهان الموظفين الآخرين، مما قد يكون له تأثير ضار للغاية على الروح المعنوية بالمجمل".

- لا تخرق القانون

ينبّه كيري ماكغاون، المدير الإداري لشركة "ذا إتش آر سبيشاليستس" إلى أن من المهم للغاية أن يضمن أي شخص يقيم علاقة حب في مكان العمل أن تكون مشاعر طرفي العلاقة متبادلة ومتوافقة. يجب ألا يشعر كل شريك بأنه مكره على البقاء في العلاقة ويجب أن يكون الموظفون على دراية بالأمور التي تعتبر تحرشاً جنسياً.

ويقول ماكغاون "يجب الأخذ في الاعتبار ما إذا كانت هناك ضمانات لحماية الموظفين عند كتابة السياسة أو تقديم المشورة"، مضيفاً أن حماية الموظفين المبتدئين والمديرين من المدراء الأعلى وظيفياً عندما تسوء العلاقات يجب أن تكون أولوية بالنسبة لأصحاب العمل.

- كن واقعياً

عندما تخلط بين حياتك العاطفية والمهنية  وتجعلهما تتشابكان معا، قد يتسبب ذلك في حدوث دراما غير مرغوب فيها وغير متوقعة إذا لم تتعامل مع الأمر بالطريقة الصحيحة.

يقول ويغينز إنه نظراً لعدم وجود ضمانات بأن أي علاقة ستستمر إلى الأبد، على العاملين التحلي بالواقعية بشأن وضعهم، وأن يكونوا مستعدين للانفصال، من باب الاحتياط فقط. ويضيف متسائلاً "كيف ستتعامل مع هذا الشخص في العمل كل يوم إذا لم تحافظا على علاقتكما العاطفية؟ هل سيكون أحدكما مستعداً للانتقال إلى قسم آخر كي تتجنبا رؤية بعضكما إذا كنتما غير قادرين على التوافق؟ بالمقام الأول، هل تريد التعامل مع أمور كهذه؟ ".

- كن صادقاً

هل يتوجب عليك إخبار رئيسك عن علاقة عاطفية في مكان العمل حتى لو لم تكن لدى الشركة سياسة خاصة بذلك؟ على الرغم من أنك لست مضطراً إلى الإعلان كتابياً عن حبك الأبدي، إلا أن ويغنيز يقترح أن يوضح الشخصان اللذان يعتزمان البدء في علاقة جدية  من هو الشخص الذي يواعدونه وأنهم لن يسمحوا للعلاقة بأن تؤثر على عملهم. ويضيف "من الأفضل أن تسمع الإدارة منك مباشرة بدلاً من الإشاعات الدائرة في المكتب.. لست مضطراً إلى الخوض في تفاصيل كثيرة حول علاقتك، ولكن من باب الدماثة المعروفة، أخبر رئيسك بما يحدث وأن العلاقة لن تتعارض مع أدائك في الوظيفة".

إذ يوافق ماكغاون على هذا الرأي، فهو يضيف أن جزءاً كبيراً من هذا الصدق يعتمد على كون الإدارة واضحة مع الموظفين بشأن المعايير المتوقعة وأنها تقف كذلك في صفهم.  ويقول"نعلم جميعاً أن العديد من الأشخاص يجدون شركاء حياتهم في العمل، بسبب طول الوقت الذي نقضيه في العمل وأن هذا الأمر سيستمر.. يجب على الشركات/المنظمات أن تكون واضحة وأن تطلع الموظفين على المعايير المتوقعة. لسوء الحظ، لا يمكن حتى للرؤساء التنفيذيين العمل خارج إطار المعايير والإرشادات المتوقعة".

- اعرف حقوقك

يجب التعامل مع العلاقات في مكان العمل بعناية وحساسية بما يخدم مصالح جميع المعنيين، وبينما يحق للموظفين تغيير مهامهم في حالة نشوء علاقة رومانسية بين المدير وأحد المرؤوسين، فإنه من غير القانوني أن تعامل الشركة الرجال والنساء بشكل مختلف بسبب جنسهم.

على هذا النحو، إذا طُلب فقط من أحد طرفي علاقة جنسية بين ذكر وأثنى أن يترك منصبه، فقد تكون لديه أسباب للادعاء بأنه تعرض للتمييز على أساس الجنس.

عن ذلك تقول بالمر "أي إجراء يتخذه أصحاب العمل ضد الموظفين الذين ينتهكون قواعد الشركة فيما يتعلق بالعلاقات العاطفية في العمل، يجب أن يُنفذ بعناية وبالتوافق مع سياساتها.. من الأهمية بمكان ألا يكون أي قرار تأديبي أو بالفصل مستنداً إلى أي عنصر تمييزي، مثل جنس الشخص أو ميوله الجنسية. وبحسب شدة الموقف، قد يُنظر إلى إقالة الموظفين المعنيين على أنها رد فعل قاس للغاية على هذه المشكلة وقد تتسبب في المزيد من المشاكل على المدى الطويل".

علاوة على ذلك، فإن قانون حقوق الإنسان لعام 1998 يصون لك حقك بالتمتع بالحياة الخاصة، مما يعني أنه يمكنك أن تكون منفتحاً إلى حد ما إذا كنت تقيم علاقة مع شخص ما في العمل دون خوف من الفصل.

وأخيراً، تنص الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، والتي دُمجت بقانون المملكة المتحدة، على أن كل شخص يتمتع بحق احترام حياته الخاصة والعائلية مع مراعاة بعض الاستثناءات المحدودة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات