Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"السترات الصفر" تواصل الضغط على ماكرون في الشارع وسط تململ الرأي العام

يرفض المحتجون السياسة الضريبية والاجتماعية للحكومة، ويطالبون بتعزيز قدرة المواطن الشرائية، وينادي بعضهم باستقالة ماكرون.

على الرغم من التنازلات التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والخلافات التي تعصف في صفوفهم، تظاهر آلاف المحتجين من "السترات الصفر" في باريس ومدن فرنسية عدة، السبت، للأسبوع الـ 14 على التوالي، في ظل بوادر ملل بدأت تظهر لدى الرأي العام حيال تلك الحركة التي انطلقت قبل 3 أشهر ضد ارتفاع أسعار الوقود وغلاء المعيشة في فرنسا بشكل عام.

فتور نسبي
انطلق آلاف المتظاهرين من ساحة "بلاس دو ليتوال" (ساحة النجمة) في العاصمة الفرنسية، وصولاً الى ساحة "لي زانفاليد" التي أُخليت عصراً.
وأحصت وزارة الداخلية الفرنسية 41 ألفاً و500 متظاهر في كل مناطق البلاد، بينهم خمسة آلاف في باريس، في تراجع للتعبئة مقارنةً بالأسبوع الفائت.
وتفرّق المحتجون بعد صدامات قصيرة ومحدودة مع قوات الأمن، في الطرق المحيطة بموقع التظاهر في باريس، وتوجه بعضهم مساءً إلى جادة الشانزليزيه على وقع هتافات تطالب باستقالة ماكرون.
وكانت الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة بدأت في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 وسرعان ما انتشرت في كل انحاء فرنسا رفضاً للسياسة الاجتماعية التي تبنتها الحكومة، ودفعتها الى اتخاذ اجراءات اجتماعية، واطلاق نقاش وطني واسع.
يرفض محتجو "السترات الصفر" السياسة الضريبية والاجتماعية للحكومة الفرنسية التي يترأسها إدوارد فيليب، ويطالبون بتعزيز قدرة المواطن الشرائية، وصولاً الى مناداة بعضهم باستقالة ماكرون.
توتر أكبر في بوردو
في المقابل، شهدت مدن فرنسية أخرى توتراً أكبر في نهاية التظاهرات، وبخاصة بوردو (جنوب غربي فرنسا)، حيث هتف المشاركون "الموت للأغنياء"، واندلعت أعمال عنف ردت عليها قوات الأمن بخراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع. وذكر مصدر في الشرطة أن تظاهرة بوردو جمعت نحو خمسة آلاف شخص. وأطلقت الشرطة أيضاً الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين أطلقوا المقذوفات بعد إحراق صناديق القمامة وتدمير ممتلكات.
الآلاف تظاهروا في أنحاء فرنسا
كما شهدت مدن أخرى تحركات احتجاجية، فتجمّع ألفان على الأقل في بونتيفي (غرب)، فيما تظاهر الآلاف في تولوز (جنوب غرب) حيث اندلعت مواجهات بعد الظهر. وفي نانت (غرب) سار نحو 1600 شخص في تظاهرة تخللها بعض الحوادث.
أما في ليون حيث تجمع ايضاً الآلاف، حاول عدد من ناشطي "السترات الصفر" اغلاق الطريق السريعة عند المخرج الجنوبي للمدينة، وهذا ما سبّب زحمة سير.
وعاد المحتجون السبت إلى المستديرات التي شهدت بدء التعبئة في أواسط نوفمبر 2018، لكن السلطات المحلية أكدت أنها لن تسمح بأي قطع للطرق.
كذلك، سُجلت تظاهرات جمعت ما بين مئة وألف شخص في كل من ليل (شمال) وكاين (شمال غرب) وغرونوبل (شرق) وستراسبورغ (شمال شرق) ورين (غرب).
ويبدو أن الدعم الشعبي الواسع الذي كانت تلقاه حركة الاحتجاج بدأ يتراجع، فللمرة الأولى، تأمل غالبية من الفرنسيين (56 في المئة) توقف التحرك، وفق استطلاع نشرت نتائجه الأربعاء.
"حوار الطرشان"
وبين الحكومة المشغولة بالترويج لـ"النقاش الكبير" والمتظاهرين الذين يدينون مشاورات يعتبرونها شكلية، يتواصل "حوار الطرشان".
واعتبر الوزير السابق جان بيار شوفينمان في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، السبت، أن هذه الأزمة سلطت الضوء "على تصدع اجتماعي وجغرافي وديموقراطي ومؤسساتي وأوروبي".
"النسخة الألمانية"
في غضون ذلك، اخفقت النسخة الألمانية من حركة "السترات الصفراء" في تحقيق تعبئة كبيرة السبت بعد دعوتها إلى تجمعات في انحاء البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن ألفي شخص فقط تجمعوا في 14 مدينة ألمانية كبرى من بينها برلين وميونيخ. ويطالب منظمو الحراك في ألمانيا بتحسين ظروف العمل وتطوير الكفاءة وعناية صحية أفضل.

المزيد من دوليات