Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

14 سنة على زلزال 14 فبراير... روايات لحظة اغتيال رفيق الحريري

"تأكد النبأ عندما انهار أمامنا رجل ضخم البنية، شعره أجعد ويرتدي سترة جلدية، على الأرجح أنه حارس شخصي من حراس الرئيس رفيق الحريري..."

"لم أعد أتذكّر أين ركنتُ سيارتي، أظنّ أن أحد الجيران لاقاني إلى المستشفى وقادها، وعدت إلى متجري سيراً على الأقدام". هذا ما يرويه خالد عبد السّتار، صاحب متجر للتذكارات الحرفية في عين المريسة (بيروت)، مستعيداً الرابع عشر من فبراير (شباط) 2005، يوم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. خالد الذي جرح خلال الهجوم، تذكّر أنه قاد سيارته التي تضررت نتيجة قوة الانفجار متوجهاً إلى قسم الطوارئ في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. يقع متجره على بعد مئة متر من مسرح الجريمة. يتذكّر الغبار، والزجاج المكسور، وأغراض المتجر، مبعثرة، منتشرة في جميع أنحائه. يقول "في وقت التفجير، تشوّشت شبكات الهاتف المحمول، كما تعطّلت خطوط الهاتف العادية. لا أعرف، كأنها معجزة، كيف ظلّ خط هاتف متجري الوحيد يعمل في الحي فاستخدمه المحققون. هكذا اطلعنا على أخبار مختلفة عن جريمة الاغتيال".

بعضهم قال إنه رفيق الحريري

"بعضهم قال إنه رفيق الحريري، وآخرون أنه رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ... أنا شخصياً أعرف أبو طارق، يحيى عرب، الحارس الشخصي للحريري، الذي مات معه، في السيارة نفسها، كان أبناؤنا يمارسون السباحة معاً". لن ينسى اللبنانيون الاثنين 14 فبراير 2005، عندما استهدفت سيارة مفخخة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في قلب بيروت بعد الساعة الواحدة بقليل. وأسفر الانفجار الذي وقع قرب فندق سان جورج عن مقتل 21 شخصاً وأكثر من مئة جريح، عدد كبير من هؤلاء أصيب نتيجة تناثر زجاج الأبنية المحيطة. أبو جهاد، سائق التاكسي الذي يعمل في بيروت منذ أكثر من عشرين عاماً، يجلس على الرصيف قبالة فندق فينسيا، كان يومها على بعد مئات الأمتار من مكان الانفجار يقول "سمعت دوياً مرعباً، وعلقت على الفور في زحمة السير"، أما عن الأمر الأكثر رعباً فيقول "ذلك الزجاج الذي تساقط علينا من السماء كالمطر."

سماعة طبيب ومقياس ضغط الدم

يتذكر الصحافيون الذين قاموا بتغطية الانفجار، الجرحى الذين كانوا يعملون في مبنى يضم مصرف HSBC وكانوا يغادرون المكان وهم ينزفون، وكانت إصاباتهم طفيفة. تروي صحافية فضلت عدم ذكر اسمها "وصلت إلى المكان وأنا متمّسكة بسلالم سيارة إطفاء، كانت السيارات لا تزال مشتعلة. من بينها سيارة دفع رباعي، متفحمة تماماً. كان قربها على الأرض، سماعة طبيب ومقياس لضغط الدم. علمنا لاحقاً أن سيارة الإسعاف كانت دائماً جزءاً من موكب رئيس الوزراء الأسبق. وشعرنا على الفور أن شخصاً مهماً كان هدفاً للهجوم، خصوصاً أن جلسة برلمانية في ساحة النجمة، على بعد بضعة كيلومترات من المكان، كانت انتهت للتو. وتضيف "تأكد النبأ عندما انهار أمامنا رجل ضخم البنية، شعره أجعد ويرتدي سترة جلدية، على الأرجح أنه حارس شخصي من حراس الرئيس رفيق الحريري، كان يصرخ أن أبو طارق (يحيى العرب) احترق حياً، وأن جثته لم تكن قد أخرجت بعد من السيارة". وقد اعتاد رفيق الحريري أن يصعد في موكبه الخاص المؤلف من عدد من السيارات المصفّحة، في السيارة نفسها التي يستقلها يحيى العرب.

انفجار أشبه بزلزال

محمد كيال يدير متجراً للحرف اليدوية قبالة فندق فينيسيا "كان لديّ زبائن لحظات قليلة قبل الانفجار. اختاروا بطاقات بريدية"، يقول وهو يشير إلى كشك على الرصيف، "خرجتُ من المحل لكي يدفعوا لي المال ومن ثم دخلتُ، ثم كان انفجار أشبه بزلزال. تحطّم كل شيء. خرجتُ لأرى ما إذا كان هؤلاء السياح آمنين، كانوا ذهبوا، رأيت رجال الإنقاذ ورجال الإطفاء ... وأحمد الحريري، نجل بهية الحريري (الأمين العام الحالي لتيار المستقبل). بالنسبة إليّ، تأكدت من الإشاعة"، ويتابع "الأكثر إثارة للدهشة في ذلك اليوم، كان الزوجان الأجنبيان اللذان كانا على الأرجح ينزلان في فندق فينيسيا. جاءا إلى متجري، وقد غطّت الأتربة والزجاج المكسور كل الأغراض في المتجر. اختارا "طاولة زهر"، كنت أرغب في تنظيفها قبل إعطائهما إياها أو اختيار واحدة ميناها سليمة، رفضت المرأة ذلك كونها أرادت الاحتفاظ بهذه الذكرى من بيروت: علبة من المينا مغطاة بالتراب ... مع النرد الذي يُلقى للتكهن بالمستقبل".

14 سنة مرت على زلزال 14 فبراير كما يصفه اللبنانيون. زلزال غيّر في مصائر عائلات ومجتمع ووطن.

المزيد من العالم العربي